"يوم لم ينته That breath we held"... انفجار 4 آب رسماً وعزفاً

02 : 00

لم يتمكّن اللبنانيون من نسيان ذلك اليوم المشؤوم: 4 آب... حين توقف الزمن في لمحة بصر محولاً الجمال دماراً وحزناً صارخاً. ومنذ تلك اللحظة وبيروت ليست بيروت والناس أموات أحياء. برسومٍ لوجوهٍ حزينة ومشوّهة وظلال أشخاص يرفعون أيديهم أو يمدونها الى أعلى استغاثةً، يترجم أحمد عامر ارتجالياً على وقع عزف حيّ، مشاعر لبنانيين عاشوا تجربة انفجار مرفأ بيروت، بعرض حمل عنوان "يوم لم ينته- That breath we held"، قبل أقلّ من أسبوعين على الذكرى الأولى لهذا الحدث المروّع.

وتناول العرض "الصدمة الجماعية التي تفوق الخيال" الناجمة عن كارثة أودت بحياة أكثر من 200 شخص وجرحت نحو 6500 ودمّرت أجزاء كاملة من العاصمة.

الرسام أحمد عامر


"علّقت" بيروت نفسها لحظة الانفجار، وكثر من قاطنيها ما زالوا غير قادرين على إخراج ذاكَ النفس حتى اليوم" يشرح المخرج علاء ميناوي. ويكمل: "هذا النفس علق في مكان ما داخلنا ولم نستطع إخراجه بل لا يزال عالقاً بفعل الصدمة". وتميز العرض- الذي أقيم على مسرح مونو بمنطقة قريبة من المرفأ تضرّرت من الانفجار- بطابعه التفاعلي وطرح سؤالاً واحداً: "هل يمكن أن نتنفس مجدداً وكيف؟". طلب الفنانون من أفراد الجمهور الذين أتيح لهم حضور العرض مجاناً، مشاركتهم "حكاياتهم الشخصية مع التفجير" بالبريد الإلكتروني، كي يسعى فلاديمير كورومليان على البيانو وأحمد عامر على منصة الرسم تحويلها ارتجالياً "تجارب لحظوية موسيقية ترافقها رسوم".


المخرج علاء ميناوي


بدا المسرح بأكمله أشبه بلوح رسم أبيض اللون بشاشته العملاقة وأرضيته والبيانو وحتى بثياب الراوي وعازف البيانو. وعلى الخشبة، يقرأ الراوي (ميناوي) الشهادات التي تلقاها بالبريد الإلكتروني وينفّذ عامر رسومه بالكمبيوتر من غرفة التحكم فيما يعزف كورومليان على الخشبة. وفي الرسوم التي تظهر على كل مساحة العرض، خطوط متوترة ودوامات حائرة ووجوه وعيون دامعة وايادٍ مرفوعة في حركة استغاثة او ممدودة كما لو كانت تحاول الإنقاذ، ويصل التعبير عن المأساة إلى ذروته حين تتحول الخطوط السوداء الى حمراء. ويشرح ميناوي أنّ "الكلمات قد لا تكون كافية إلا في وصف التجربة، أما الموسيقى والرسم فيساهمان في تحويلها أعمالاً فنية".


الموسيقي فلاديمير كورميليان


وحرص أصحاب العمل الذي قدم بالتعاون مع مؤسسة "هينرش بُل" الألمانية التي تعنى "بالبيئة والتنمية المستدامة والديموقراطية وحقوق الإنسان وتقرير المصير والعدالة" على أن يوضحوا أنهم لا يدعون من خلال العرض توفير "أي قدرات شفائية". وأضافوا: "لا يندرج عملنا في خانة الدعم النفسي الاجتماعي. كما أننا ما زلنا نحاول مثل (الجمهور) التعامل مع تداعيات الفاجعة. والأهم أننا نؤمن بشكل قاطع لا لبس فيه أن الشفاء لا يمكن ان يتحقق إلا عندما تتحقق العدالة".

* يذكر انّ الادارة اضطرت الى إلغاء عرض اليوم لاصابة أحد أفراد طاقم العمل بكورونا على ان تتم إعادة العرض مجدداً في شهر تشرين الاول المقبل.


MISS 3