تظاهرات غاضبة امتدّت من العاصمة إلى المدن التونسية واقتحام مقرّات "النهضة"

المحتجّون يُطالبون بإسقاط منظومة الحكم ومحاسبة الغنوشي

02 : 00

الأمن التونسي يتصدّى لمحاولة إقتحام البرلمان أمس (أ ف ب)

اقتحم محتجّون مقرّات "حركة النهضة" التونسيّة في العديد من المدن، تنديداً بتدهور الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية والصحيّة، محمّلين الحركة مسؤولية الفشل في إدارة شؤون البلاد منذ دخولها إلى السلطة في العام 2011، مطالبين بتشكيل حكومة جديدة، وإسقاط منظومة الحكم ورحيل الإخوان وزعيمهم في تونس راشد الغنوشي.

وتجاوزت التظاهرات الغاضبة أمس، العاصمة التونسية إلى مدن ومحافظات عدة وشهدت حشداً شعبياً كبيراً، بعد أن بدأت في ميدان باردو حيث مقرّ البرلمان التونسي في العاصمة ثم امتدت الاحتجاجات إلى خارج العاصمة، وسط هتافات صاخبة تتهم سياسة حركة النهضة بسرقة أحلام الشباب، الذي وصلت نسبة البطالة فيه إلى 20 في المئة، وفق آخر إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء، في حين أغلقت السلطات كافة الطرقات والمنافذ المؤدية إلى مقرّ البرلمان وشارع الحبيب بورقيبة والشوارع الرئيسيّة القريبة منه، من أجل منع وصول المتظاهرين.

وتجمهر المحتجون أمام مقرّ "النهضة" في تونس، وقاموا بمحاصرته، للتعبير عن غضبهم من سياسة الحركة وأدائها في إدارة شؤون البلاد، ورفعوا شعارات تطالب بخروجها من الحكم من بينها "ارحلوا سئمنا منكم" وأخرى مناهضة لزعيمها راشد الغنوشي، حيث هتفوا "يا غنوشي يا سفاح يا قتال الأرواح"، و"الشعب يريد إسقاط النظام". كما قام أحدهم باقتلاع اللافتة الخاصة بالحزب وإسقاطها، وسط تصفيق حار وفرحة عارمة من الحاضرين.

وانطلقت الاحتجاجات في كل من محافظة سوسة الساحلية وصفاقس (جنوب) والكاف (شمال غرب)، بنفس الشعارات التي تتهم "إخوان" تونس في الذكرى 64 لعيد الجمهورية باحتلال البلاد.

في مشهد آخر يعكس زيادة الغضب والاحتقان تجاه حركة النهضة، اقتحم محتجون في محافظة توزر جنوب البلاد، مقرّ الحركة وقاموا بإحراقه وإتلاف محتوياته.

وفي محافظة سيدي بوزيد وسط البلاد، قام محتجون غاضبون بإسقاط لافتة حركة النهضة وإضرام النار فيها، وكتبوا مكان اللافتة "تسقط حركة النهضة" و"تونس حرة حرة".

وتأتي الاحتجاجات وسط أزمة صحية غير مسبوقة بسبب تفشي فيروس كورونا واتهام جزء كبير من التونسيين للحكومة بالفشل في إدارة هذه الإزمة. كما أعلنت الوزارة تسجيل 5624 إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما زاد المخاوف إزاء قدرة البلاد على مكافحة الوباء.

وتشهد البلاد حالة من الغضب الشعبي من جراء سياسيات النهضة التي أفسدت المسار الديمقراطي وعنّفت المعارضين، فضلاً عن فضح محاولة استغلال المؤسسة القضائية لإفساد ملفات التقاضي في قضايا إرهابية عدّة أبرزها مقتل شكري بلعيد ومحمّد البراهمي.