روحاني: البرلمان الإيراني عرقل المفاوضات النووية

وزير الخارجيّة القطري في طهران ومعارضون إيرانيون في تل أبيب

02 : 00

إبراهيم رئيسي مجتمعاً بوزير خارجية قطر في مكتبه في طهران أمس (أ ف ب)

في ظل تطور الأوضاع خصوصاً في أفغانستان، وإيران، وسوريا، وفلسطين، وصل وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى طهران أمس في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً، التقى خلالها الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، بعد أيام من زيارة قام بها إلى الولايات المتحدة، ولقاء نظيره الأميركي أنتوني بلينكن الخميس في واشنطن، شدد خلالها على "الحاجة الماسة إلى حوار مفتوح وشفاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وإيران لتحقيق الاستقرار في المنطقة".

وفي أول لقاء يعقده الرئيس الإيراني المنتخب مع مسؤول أجنبي منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية، أكد رئيسي لآل ثاني أن الجمهورية الإسلامية "تسعى وراء الخير للجميع"، وان "دول الجوار مدرجة على سلم أولويات الحكومة القادمة في إيران"، مشدداً على أنّ "تعزيز الاستقرار والامن المستدام في المنطقة رهن بالتعاون القائم على الثقة المتبادلة بين الدول الإقليمية ومنع تدخلات الاجانب عملياً"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وتأتي تصريحات رئيسي بعد أن أعلن عقب انتخابه أن "لا عقبات" أمام استعادة العلاقات الدبلوماسيّة مع السعودية، تزامناً مع الوساطة التي تقوم بها بغداد من اجل التوصل إلى "تفاهم مشترك" بين البلدين.

كما التقى وزير الخارجية القطري نظيره محمد جواد ظريف لبحث "آخر المستجدات على صعيد العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية الإيرانية ودولة قطر، الى جانب أهم القضايا الاقليمية والدولية"، وفق ما أفادت الخارجية الإيرانية.

وتكمن أهميّة الزيارة، في وقت تخوض طهران وواشنطن مباحثات غير مباشرة لإحياء الاتفاق حول البرنامج النووي، تزامناً مع قرار الولايات المتحدة الإنسحاب من جارة إيران أفغانستان، حيث تشن حركة طالبان هجوماً واسعاً تمكنت خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في البلاد.

وفي موازاة ذلك، أعلن الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني ان القانون المعروف بقانون "رفع العقوبات وضمان المصالح القومية"، الذي تم تمريره في البرلمان الإيراني عرقل مسار المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني وحال دون رفع العقوبات الدولية على بلاده. وأضاف روحاني أن الحكومة الإيرانية توصلت إلى تفاهمات مع مجموعة 1+5 خلال المفاوضات النووية في فيينا، لكن قانون البرلمان منع الخارجية من الوصول إلى النتيجة النهائية، مؤكداً أنه لولا ذلك لكانت العقوبات رفعت في آذار الماضي. واعتبر أن عدم التصديق على قوانين مجموعة العمل المالي أدى كذلك إلى خلق مشاكل جديدة لإيران رغم جهود الحكومة لحل هذا الملف، وحذر من أن عدم انضمام طهران لمجموعة العمل المالي سيعرقل تعاونها المصرفي مع العالم حتى لو رفعت العقوبات.

على صعيد آخر، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على حسابها عبر "تويتر" صوراً لمعارضين إيرانيين، زاروا إسرائيل الأسبوع الماضي، معربة عن شرفها بـ"لقاء هؤلاء الأفراد الشجعان".

وأوضحت الخارجية الإسرائيلية أنه "في الأسبوع الماضي قامت مجموعة من النشطاء الإيرانيين المنفيين بزيارة إسرائيل، حاملين رسالة سلام، وتعبيراً عن الصداقة بين إسرائيل والشعب الإيراني"، وأضافت: "لقد كان شرفاً لنا الالتقاء بهؤلاء الأفراد الشجعان". وكتبت بالإيرانية: "ميثاق الصداقة بين البلدين أقوى من نشر الكراهية للجمهورية الإسلامية".

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن المجموعة الإيرانية جاءت إلى إسرائيل من الولايات المتحدة بمبادرة من "الاتحاد الإيراني اليهودي الأميركي" في نيويورك ومنظمة "أصدقاء جيش الدفاع الإسرائيلي" في الولايات المتحدة (FIDF) ومركز "أصوات حيروت" في الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة أنّ أحد أفراد المجموعة أحمد بطابي هو ناشط سياسي إيراني وصحافي من مواليد مدينة شيراز، قضى 15 عاماً مسجوناً في إيران كسجين سياسي بسبب معارضته لنظام المرشد، بالإضافة إلى أنه كان أحد قادة الاحتجاجات الطلابية عام 1999 والتي تم قمعها.

وقام أعضاء الوفد الإيراني المعارض بجولة في إسرائيل وزاروا قاعدة للجيش الإسرائيلي على الحدود مع لبنان، وزاروا نقطة المراقبة قبالة مواقع حدودية لـ"حزب الله". ومن بين أعضاء الوفد فؤاد فاشاي، الأمين العام لحزب الدستور الإيراني، وحوسرو بيتولاي، طيار عسكري إيراني سابق وكبير مستشاري حزب الدستور الإيراني، وأمير حميدي، ناشط في مركز "أصوات حيروت".