وعد من عون ومنه بالتعاون لإنقاذ البلد بلا شروط في التأليف والأسماء وتوزيع الحقائب

ميقاتي مكلّفاً بـ 72 صوتاً بلا حضانة مسيحية من "القوات" و"التيار" و"الطاشناق"

02 : 00

أهلا بالرئيس المكلف

"نريد التعاون سويا وعبر جهد لا ينضب لإنقاذ البلد بكل الامكانيات المتاحة ولن نألو جهداً في سبيل تحقيق ذلك"، على هذا الموقف المشترك لرئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي انتهى اليوم الطويل من الاستشارات النيابية الملزمة التي اجريت في القصر الجمهوري، والتي شهدت بعض المفاجآت لا سيما لجهة نيل ميقاتي عدداً اكبر من اصوات النواب التي نالها الرئيس سعد الحريري، ومنحت كتلة "حزب الله" اصواتها له، واللافت غياب الغطاء المسيحي حتى ان كتلة نواب الارمن اصطفت الى جانب اكبر كتلتين مسيحيتين امتنعتا عن التسمية كلٌّ لاعتباراتها وخياراتها ومبادئها.

في الحصيلة ليوم الاستشارات امس، الجديدة، وهي الاستشارات النيابية الثالثة التي يجريها رئيس الجمهورية اذ بعد استقالة حكومة الرئيس حسان دياب في 10 اب 2020 تم تكليف السفير مصطفى اديب الذي اعتذر بعد 18 يوماً من محاولته تأليف الحكومة من دون جدوى، ثم كلف الرئيس سعد الحريري الذي اعتذر بعد 9 اشهر لتعذر الاتفاق مع رئيس الجمهورية. حاز ميقاتي على 72 صوتاً من اصل 118 نائباً هم تعداد اعضاء المجلس النيابي الذي استقال من عضويته 8 نواب وتوفى نائبان، وامتنع عن التسمية 42 نائباً اغلبهم من النواب المسيحيين وحاز السفير نواف سلام على صوت واحد بينما تغيب بعذر ثلاثة نواب. جرت الاستشارات على جولتين قبل الظهر وبعده حيث توزعت المواقف من التسمية للكتل النيابية التي سمّت ميقاتي، على الشكل التالي: "التنمية والتحرير"، "الوفاء للمقاومة"، "المستقبل"، "القومية الاجتماعية"، "الوسط المستقل"، "اللقاء الديمقراطي"، "التكتل الوطني"، بالإضافة إلى النوّاب: جهاد الصمد، جان طالوزيان، ميشال ضاهر، إدي دمرجيان، عبد الرحيم مراد، عدنان طرابلس، إيلي الفرزلي وتمام سلام. أمّا الكتل التي لم تسمّ أي شخصيّة، فهي: كتلة "الجمهورية القوية"، "لبنان القوي"، "ضمانة الجبل"، كتلة "النواب الأرمن"، بالإضافة إلى النوّاب: فيصل كرامي، الوليد سكرية، أسامة سعد، جميل السيد شامل روكز. وربطت الكتل المسيحية الموقف من الرئيس ميقاتي بتركيبة الحكومة وبرنامجها وعلى ضوء ذلك يمكن تعديل الموقف ومنح الحكومة الثقة. أمّا النائب فؤاد مخزومي فسمّى نواف سلام. في حين غاب عن الاستشارات النوّاب: طلال أرسلان، نهاد المشنوق، مصطفى الحسيني.

وقال مصدر واسع الاطلاع لـ"نداء الوطن" ان "هناك اجماعاً على الاسراع بتأليف الحكومة، وان تسرع الحكومة في معالجة القضايا الحياتية، وان الكتل لم تدخل في التفاصيل التي تركت لمشاورات ميقاتي معها اليوم، بينما سمعت الكتل والنواب كما ميقاتي من عون كلاماً واضحاً وهو انه سيبذل من موقعه الدستوري كل جهد للتعجيل في تشكيل الحكومة، كما قال في اللقاء الثنائي مع ميقاتي علينا مسؤولية انقاذ البلد، ليرد ميقاتي قائلا: سننقذ البلد سويا وسنشكل الحكومة بلا شروط وبسرعة ولن تطول عودتي الى مكتبك حاملا المسودة الحكومية لنتناقش حولها بروح من التعاون والايجابية وتحت سقف الدستور".

واوضح المصدر ان "عون وميقاتي اتفقا على ان لا شروط مسبقة ولا مهلة ولا شروط بشأن الحقائب والاسماء وتوزيع الحقائب، وبالتالي يمكن القول انه فور التكليف بدأ ميقاتي المشاورات لوضع مسودة للحكومة، مستنداً الى ضمانات دولية وداخلية تعمّد البوح بها في كلمته بعد تكليفه".


"القوات" لم تسمِّ (رمزي الحاج)

وفي شريط الاستشارات، استهل عون الاستشارات في جولتها الاولى قبل الظهر بلقاء الرئيس نجيب ميقاتي، ثم التقى رئيس الجمهورية الرئيس سعد الحريري الذي قال "ان شاء الله يسمى الرئيس ميقاتي وقد أبلغت رئيس الجمهورية بتسميتي له. ان امام البلد اليوم فرصة، وكما تلاحظون بدأ سعر الدولار بالهبوط وهذا هو المهم. سميت الرئيس ميقاتي على أساس ان يتابع المسار الدستوري الذي اتفقنا عليه في بيت الوسط ، وان شاء الله يتم تكليفه وتشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن. لا يجب ان نتوقف امام الصغائر فيما البلد بحاجة لحكومة". بعد ذلك، استقبل الرئيس عون الرئيس تمام سلام الذي قال: "لقد سميت ميقاتي بناء على الاتفاق بين رؤساء الوزراء السابقين". ثم التقى عون نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، الذي قال "توفرت عناصر تمثيل نجيب ميقاتي للمكون الذي ينتمي اليه فكانت تسمية الرئيس ميقاتي". واستقبل عون "كتلة تيار المستقبل" التي تحدث باسمها النائب سمير الجسر فقال:"ابلغنا ككتلة رئيس الجمهورية بتسمية ميقاتي لتكليفه بتأليف الحكومة العتيدة ونتمنى له التوفيق".

بعد ذلك، استقبل عون "كتلة الوفاء للمقاومة" التي تحدث باسمها النائب محمد رعد وقال: "مع ظهور مؤشرات تلمّح الى إمكانية تشكيل حكومة، ما منعرف، بتظبط او ما بتظبط، فإن من الطبيعي جداً ان تؤيد الكتلة وتشجّع وتعزّز هذه الامكانية. ومن هنا جاءت اليوم تسميتنا ميقاتي كرئيس مكلّف لتعكس جدية التزامنا بأولوية تشكيل حكومة، ولنتقصّد أيضا إعطاء جرعة إضافية لتسهيل مهمة التأليف". والتقى عون "كتلة التكتل الوطني" التي صرح باسمها النائب طوني فرنجيه فقال:"سمينا الرئيس نجيب ميقاتي لتولي المهمة التي نتمنى ان تتسهل. وقد طلبنا من رئيس الجمهورية ان يسهل تشكيل الحكومة". ثم التقى عون "كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي" التي قال باسمها النائب تيمور جنبلاط : "انّ كتلة اللقاء الديموقراطي سمّت نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة، على امل ان تقدّم كافة الأطراف السياسية التسهيلات اللازمة لكي يتم تشكيل حكومة انقاذ اقتصادي واجتماعي بأسرع وقت ممكن". بعد ذلك، استقبل عون كتلة "الوسط المستقل". وبعد اللقاء، صرح باسمها النائب نقولا نحاس فقال:"سميّنا رئيس كتلتنا الرئيس نجيب ميقاتي، كما تمنينا على رئيس الجمهورية ان نفتح باب الممكن. وكما انّ هناك اليوم مؤشرات لتجاوب السوق إيجابيا، فالبلد بحاجة الى الممكن". ثم التقى عون "الكتلة القومية الاجتماعية" التي قال باسمها النائب اسعد حردان: "سمينا ميقاتي رئيسا للحكومة". واختتم عون الجولة الأولى من الاستشارات باستقباله "كتلة اللقاء التشاوري" حيث صرح باسمها النائب الوليد سكرية بعد اللقاء قائلا:" نحن كلقاء تشاوري، مرشحنا المبدئي هو فيصل كرامي، ولكن امام حاجة البلد الى حكومة... قررنا ان يسمي اثنان من اللقاء الرئيس ميقاتي هما معالي عبد الرحيم مراد والدكتور عدنان طرابلسي، وفيصل كرامي وانا لم نسمِّ".

وفي جولة بعد الظهر التقى عون نواب "كتلة الجمهورية القوية" الذين تحدث باسمهم النائب جورج عدوان فقال: "نحن كتكتل الجمهورية القوية لن نسمّي أحدا ليتكلّف بتأليف الحكومة، لأننا نعتبر انه يجب ان نكون صادقين مع الناس ومع انفسنا. بوجود هذه الأكثرية الحاكمة والمتحكمة، لن نتمكّن من القيام بأيّ عمل للوطن وللناس. هذه الأكثرية اتتها فرصة بعد 17 تشرين ان تغيّر ممارستها وتصرّفها، فلم تغيّر لا بممارستها ولا بتصرّفها ولا بعقليتها، من حكومة الرئيس دياب الى تكليف مصطفى اديب الى تكليف الرئيس الحريري. لم يتغيّر أي امر، فالناس بمكان وهم بمكان آخر، ويختلفون على المحاصصة وعلى ماذا سيكون لهم، فيما هم يتناسون كافة هموم الناس".



باسيل والطريق طويل

أضاف: "نحن كتكتل الجمهورية القوية لن نغطّي بأيّ شكل من الاشكال هذه المنظومة وهذه الأكثرية، وسنسعى كل يوم لأن نريح منها الناس بأسرع وقت ممكن. من هنا، نطالب بانتخابات مبكرة..." ثم استقبل عون النائب إدي دمرجيان الذي سمى ميقاتي . وبعدها، التقى عون النائب أسامة سعد الذي لم يسمّ أحدا. ثم التقى عون النائب ميشال ضاهر الذي سمى ميقاتي. ثم تحدث النائب فؤاد مخزومي بعد لقائه عون فقال: "لقد سميّت السفير نواف سلام، مثلما سمّيناه في المرة الأخيرة . اليوم نحن نؤيد رجلاً حراً، ومستقلاً بالكامل وبعيداً عن منظومة الفساد التي نراها". ثم استقبل عون النائب شامل روكز الذي قال: "لم اسمّ احداً". ثم استقبل عون النائب جان طالوزيان الذي قال بعد اللقاء:"أنا سميت ميقاتي لتشكيل الحكومة. اما النائب جميل السيد فتحدث بعد اللقاء، فقال: "بعد اتصال ميقاتي بي امس (الاول) بكل لياقة، ابلغته عدم تسميتي له وهو صديق جيد على المستوى الشخصي، انما على المستوى التكليف لادارة حياة الناس، فهو موضوع آخر وانا مكلّف من قبل الناس وقدرته على القيام بدولة ام لا، لذلك اعتذرت منه". وقال النائب جهاد الصمد "انسجاماً مع قناعتي الاساسية بأهمية وجود سلطة تنفيذية ذات صدقية تحاور المجتمع الدولي والمؤسسات المقرضة، قررت تسمية دولة الرئيس ميقاتي باعتباره الأكثر قبولاً في هذه المرحلة".

بعد ذلك التقى عون كتلة التنمية والتحرير التي تحدث باسمها النائب انور الخليل فقال:"لأن الوقت لم يعد يسمح بتسويف او تأخير، سمّت كتلتنا ميقاتي ، ليكون الرئيس المكلف، طالبين له التوفيق بتشكيل سريع". وتحدث النائب جبران باسيل باسم تكتل "لبنان القوي" فقال: "في ظل عدم ترشّح النائب فيصل كرامي لأسباب يتكلم عنها هو، وفي ظل عدم الاستمرار بتسمية السفير السابق نواف سلام الذي كان لدينا توجه حقيقي للسير به، وكنا ننتظر من بعض الكتل ان تسير به، ولكن الامر توقف ولم تكتمل عناصره. وفي ظل بقاء مرشح جدي وحيد هو دولة الرئيس نجيب ميقاتي، قررنا الّا نسمّي أحدا، لأنه لدينا تجربة سابقة غير مشجعّة ولدينا تطلع الى الامام في المهمة الإصلاحية غير متناسب في هذا الاطار". "اما كتلة نواب الأرمن، فتحدث باسمها النائب هاغوب بقرادونيان فقال: "مع كل احترامنا وتقديرنا للرئيس ميقاتي، قررنا عدم تسمية أي شخص قبل ان نعرف التصور العام حول الخروج من المأزق ومدى تلبية هذا التصور طموحات الشعب المنتفض الذي يراد اركاعه". وبعد ذلك، التقى عون مجدداً بري واطلعه على نتائج الاستشارات النيابية الملزمة. وفي وقت لاحق، تلا المدير العام لرئاسة الجمهورية انطوان شقير بيان التكليف وأوضح ان عدد الأصوات التي نالها الرئيس ميقاتي 72 صوتاً، ونواف سلام صوتاً واحدً، و42 نائباً لم يسموا، وغاب 3 نواب. ثم وصل ميقاتي الى قصر بعبدا، لينضم الى لقاء عون والرئيس بري. وقبيل مغادرته قصر بعبدا، اكتفى الرئيس بري بالقول للصحافيين: "العبرة في التأليف".

وبعد انتهاء اللقاء مع الرئيس عون، ادلى الرئيس ميقاتي بالبيان التالي:

"ابلغني فخامة الرئيس نتيجة الاستشارات النيابية الملزمة وتكليفي تشكيل الحكومة الجديدة . شكرت فخامته وسعادة النواب جميعا، مَن سمّاني ومن لم يسمنّي، واتمنى ان نتعاون جميعا لايجاد الحلول المطلوبة. دستوريا من الضروري ان احصل على ثقة السادة النواب، ولكن في الحقيقة أنا اتطلع الى ثقة الناس، ثقة كل رجل وسيدة، كل شاب وشابة ، لأنه لوحدي لا املك عصا سحرية ولا استطيع ان اصنع العجائب. نحن في حالة صعبة جداً ، وقد سألني احد الصحافيين الآن لماذا انا حزين؟ طبعا المهمة صعبة ولكنها تنجح اذا تضافرت جهودنا جميعا وشبكنا ايدينا معاً ، بعيداً عن المناكفات والمهاترات والاتهامات التي لا طائل منها، ومن لديه اي حل فليتفضل. انا اليوم خطوت هذه الخطوة ، وكنت مطلعاً على الوضع، ولذلك أقول: نعم نحن كنا على شفير الانهيار، وكنا امام حريق يمتد يومياً ويكاد يصل الى منازل الكل، لذلك اخذت، بعد الاتكال على الله، قرار الاقدام وان احاول وقف تمدد هذا الحريق. اما اخماد الحريق فيقتضي تعاوننا جميعاً، وعلينا ان نكون معا. أعلم ان الخطوة صعبة ولكنني مطمئن، ومنذ فترة وانا ادرس الموضوع، ولو لم تكن لدي الضمانات الخارجية المطلوبة، وقناعة أنه حان الوقت ليكون احد في طليعة العاملين على الحد من النار، لما كنت اقدمت على ذلك.

باذن الله وبمحبة الجميع، وجميع اللبنانيين واللبنانيات، ادعو الى ان نكون معا ، واتمنى عدم الرد على ما يقال، والمهم ان نستمر، وانا متأكد انه بالتعاون مع فخامة الرئيس- وقد تحدثت معه للتو- سنتمكن من تشكيل الحكومة المطلوبة، ومن اولى مهماتها تنفيذ المبادرة الفرنسية والتي هي لمصلحة لبنان والاقتصاد اللبناني وانهاضه.

يبقى ان اقول انه يحكى الكثير في وسائل الاعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنني اخذت على عاتقي الّا ارد، وخير الكلام ما قل ودل".

MISS 3