طوني فرنسيس

عندما يلتقي "حزب الله" والمستقبل ويفترق التيار

27 تموز 2021

02 : 00

كان حسان دياب الأقوى بين رؤساء الحكومات المكلفين منذ استقالة سعد الحريري غداة اندلاع انتفاضة 17 تشرين الأول 2019.

حاز على 69 صوتاً في الاستشارات الملزمة بينها اصوات تكتل رئيس الجمهورية وكتلة "حزب الله"، وانطلق في حكومة محسوبة على الاكثرية النيابية القائمة، بوزراء قيل عنهم انهم من الاختصاصيين حتى حصل انفجار بيروت فقدم استقالة حكومته المتهالكة، وانصرف الى تصريف الأعمال .

عام مرّ منذ الاستقالة واندفاعة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من اجل "حكومة مهمة" من المستقلين المتخصصين. لم تنجح محاولة مصطفى اديب فعاد سريعاً الى سفارته في برلين، وتم تكليف الحريري بغالبية 64 نائباً. لم يحظ الحريري في الاستشارات بأصوات "حزب الله" ولا بأصوات تكتل التيار الوطني الحر ولا بدعم القوات اللبنانية. وهذا كان يعني منذ البداية انه خارج الحسابات الفعلية لركني السلطة: الحزب والتيار .

بعد تسعة شهور من مخاضٍ صعب لم تولد حكومة الحريري واستقال المكلف تشكيلها. في الأثناء ظهرت معالم يأس فرنسي من الطبقة اللبنانية الحاكمة، الا ان حركة باريس الدبلوماسية لم تتوقف. دخلت اميركا والسعودية على خط التحرك الدولي، ونشطت مصر، وتحرك القطريون. بعد بيروت حل وزير خارجيتهم في ايران الاحد اول من امس، وتحدثت صحف طهران عن إصرار سعودي على طرح قضايا سوريا ولبنان والعراق في المباحثات السرية مع الايرانيين.

الايرانيون ارجأوا مفاوضاتهم مع الاميركيين الى حين تشكيل الرئيس رئيسي حكومته، وايران تهتز من الداخل وسط احتجاجات استوجبت تدخل المرشد.

في لبنان بلغ الانهيار اشده. الذين لا يريدون الحريري نجحوا في " استعذاره ". فحل نجيب العجيب على قولة الرئيس الراحل عمر كرامي بديلاً منه وبدعمه. على عكس الحريري حظي ميقاتي بدعم "حزب الله" الذي برر موقفه بالحاجة الملحة الى حكومة، وعلى العكس من دياب، نال ميقاتي دعم تيار المستقبل ودار الفتوى ونادي رؤساء الحكومات السابقين. بهذا الدعم الفريد قد يكون ابن طرابلس الأقدر على النفاذ بحكومةٍ طال انتظارها، رغم ان عدم تسميته من قبل التيار الحر يترك الباب مفتوحاً على مفاجآت رئاسية مفتوحة .