متحف يوناني تحت الماء

02 : 00

يجتذب متحف يقع على عمق نحو 30 متراً تحت سطح بحر إيجه نوعاً مختلفاً من السياحة يشكّل "مزيجاً من الغوص وعلم الآثار"، يصفه سائح نمسوي عاين موقع حطام سفينة "بيريستيرا" الغارقة بأنه..."غوص في التاريخ".

في هذا اليوم، ارتدى سبعة غطاسين بزات الغوص على متن قارب "تريترون" الذي ينقلهم مباشرة إلى سواحل بيريستيرا قرب جزيرة ألونيسوس في بحر إيجه. يستعد هانس-يورغن فيرشر، لرابع غطساته لإعادة اكتشاف هذا الكنز المدفون. فهذا الرجل بات "أسطورة هنا"، على ما يصفه دياس، أحد منسقي مركز "تريتون" للغوص.

وبعد خمس عشرة دقيقة، قفز المستكشفون إلى الماء وشرعوا في مغامرتهم المحفوفة بالخطر، مستمعين بإصغاء إلى المشورة الحكيمة للمشرفين عليهم. وتقع بقايا حطام هذه السفينة على بعد 30 متراً تقريباً في قاع بحر إيجه، مما يجعل الغوص أمراً صعباً ويتطلّب تقنيات عالية.

وتشكل هذه المجموعة أول متحف تحت الماء في اليونان افتُتح صيف العام 2020. وقال فيشر بعد خروجه من الماء: "إنه حقاً موقع مميّز وفريد من نوعه لأنه يمزج بين الغوص وعلم الآثار".

موقع حطام السفينة متاح فقط للغواصين ذوي الخبرة. لذلك فإن قلّة هم الذين يقع الاختيار عليهم للتمتع بهذه الرحلة السياحية تحت الماء. لكنّ المدينة تقدم بديلاً افتراضياً للتعمق في اكتشاف الموقع الأثري. وكل ما يجب فعله هو مغادرة الميناء والذهاب إلى الحي القديم في ألونيسوس، حيث يسترشد الزائر ببضع لافتات بين البيوت التقليدية للوصول إلى متحف ألونيسوس الذي يتيح من خلال خوذة للواقع الافتراضي، اكتشاف آثار أزمنة غابرة في قاع المتوسط.

ومع افتتاح متحف بيريستيرا تحت الماء، والأمل في جعل حطام أربع سفن أخرى في الجوار في متناول الغواصين من مختلف أنحاء العالم، تعتزم جزيرة ألونيسوس أن تصبح وجهة رئيسة لعشاق الغوص. وقال رئيس بلدية الونيسوس بيتروس فافينيس الذي يحب الغوص مع سائحين من مختلف أنحاء أوروبا: "نريد تقديم شكل آخر من أشكال السياحة للزوّار".

وأعلنت الحكومة اليونانية عزمها على تطوير "سياحة الغوص". إذ أوضح وزير السياحة اليوناني هاري ثيوخاريس أن الحكومة تستهدف بهذه السياحة "جمهوراً خاصاً ينفق بسخاء للغوص ويختار وجهته وفقاً لمختلف خيارات الغوص".