بايدن أعلن وصول الدفعة الأولى من "عملية ملجأ الحلفاء"

الأمم المتحدة تُندّد باستهداف مكاتبها في أفغانستان

02 : 00

اشتباكات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلّحي "طالبان" في مقاطعة هرات أمس (أ ف ب)

ترتفع المخاوف في أفغانستان مع تنفيذ القوات الأميركية قرارها القاضي بإنهاء تواجدها العسكري الذياستمر قرابة الـ 20 عاماً، لم تتمكن خلالها من تدريب القوات الشرعيّة وتمكينها من الإمساك بمفاصل الدولة، ما دفع قوات طالبان إلى إعادة إحكام سيطرتها على العديد من المدن بالإضافة إلى عدد من المعابر الحدودية المتاخمة لإيران وتركمانستان، فيما تواصل تقدمها في كل أنحاء البلاد، مطبقة الأحكام المتشددة، ما دفع بالعديد من السكان إلى الهجرة.

وفي السياق، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن وصول أول دفعة من الأفغان الذين عملوا لحساب الجيش الأميركي في رحلة جوية إلى الولايات المتحدة، في مستهل عملية لإجلاء الآلاف خشية انتقام محتمل لحركة طالبان منهم.

وأوضح بايدن في بيان نشره البيت الأبيض أن "اليوم يمثل محطة مهمة في وقت نواصل الوفاء بوعدنا لآلاف المواطنين الأفغان الذين عملوا جنباً إلى جنب مع القوات الأميركية ودبلوماسيين، في السنوات العشرين الماضية في أفغانستان".

وعمل قرابة عشرين ألف أفغاني لحساب الولايات المتحدة بعد الغزو في أعقاب هجمات 11 أيلول 2001. وتقدم هؤلاء بطلبات إجلاء بموجب برنامج تأشيرات الهجرة الخاصة الذي تشرف عليه وزارة الخارجية. في حين يقدّر البعض أن العدد الإجمالي للأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم بموجب "عملية ملجأ الحلفاء" سيصل إلى 100 ألف بعد احتساب أفراد العائلات.

على صعيد آخر، وجرّاء الإشتباكات التي تدور بين "طالبان" والقوات الأفغانية، نددت بعثة منظمة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان بالهجوم الذي إستهدف مكاتبها في مدينة هرات الكبيرة في غرب أفغانستان. وأوضحت البعثة في بيان أن "هذا الهجوم على مدخل مبنى يظهر بوضوح أنه تابع للأمم المتحدة، نفذته عناصر مناهضة للحكومة" مشيرة إلى أنه أسفر عن مقتل شرطي أفغاني كان يحرس المبنى وجرح آخرين. وتابعت أن مدخل المجمع تعرض لإطلاق نار من قاذفات صواريخ ومدافع، مؤكدة عدم إصابة أي من موظفيها.

ونقل البيان عن ديبورا لايونز، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في أفغانستان ورئيسة البعثة في البلاد، قولها إن "هذا الهجوم على الأمم المتحدة مؤسف، ونحن ندينه بأشد العبارات". وأشارت إلى أنه "يجب تحديد هوية منفذي هذا الهجوم ومحاسبتهم".

وذكّرت البعثة بأن الهجمات ضد المدنيين ومباني الأمم المتحدة محظورة بموجب القانون الدولي وقد تعتبر جرائم حرب، مشيدة بالحراس الأفغان الذين دافعوا عن مجمع الأمم المتحدة في مواجهة المسلحين.

توازياً، أجبرت الإشتباكات عشرات العائلات على الفرار، فيما يضيّق المتمردون الخناق على المدينة الواقعة في غرب أفغانستان. وأوضح مسؤولون أفغان أن معارك شرسة تدور بين قوات الأمن ومقاتلي "طالبان" على مدار يومين، بعد أن اجتاحت طالبان عاصمة إقليم هلمند جنوب البلاد وسط نزوح كبير للسكان عن المدينة.

وأكّد مسؤول حكومي أنه "منذ صباح يوم اول من أمس وطالبان تشن هجمات من عدة محاور على لشكركاه عاصمة إقليم هلمند جنوب أفغانستان على الحدود مع باكستان".

وأشار إلى أن "قوات الأمن الأفغانية تمكنت حتى الآن من صد محاولة طالبان للسيطرة على المدينة بمساعدة من القوات الجوية للبلاد لكن ما يعرقل العمليات هو وجود المدنيين".

وفي موازاة ذلك، أعلن عضو في المجلس المحلي في هلمند، عبد المجيد أخون زاده، أن "طالبان" سيطرت على عدد من المناطق في لشكركاه وأن القتال يدور في منطقة قريبة من مطار المدينة، وتخوّف زاده من سقوط المدينة في يد "طالبان".