تكليف وزير جديد للداخلية واعتقال نائب معارض

تونس: دعم سعودي... وترقّب أميركي "للمسار الديموقراطي"

02 : 00

تخوّف من إندلاع أعمال شغب في تونس بعد القرارات الرئاسيّة (أ ف ب)

تحظى القرارات التي يقوم بها الرئيس التونسي قيس سعيّد من أجل "إعادة تكوين السلطة" وفق الدستور، باهتمام دولي واحتضان شعبي في مواجهة التحديات الصحيّة والإقتصادية والسياسيّة التي يقوم بها. وفي ظل ترقب العديد من الدول مآل ومسار الملف التونسي، تلقى سعيّد جرعة دعم وتأييد من قِبل الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية أمس، للتأكيد على إستقرار تونس والوقوف بجانب كل ما يحقق الرفاه والازدهار للتونسيين.

أميركياً، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أنّ الرئيس التونسي أكّد له أنّ القرارات الاستثنائية التي اتّخذها ليل الأحد تهدف لإعادة البلاد إلى المسار الديموقراطي، مشدّداً في الوقت عينه على ضرورة أن يُقرن هذه الأقوال بالأفعال، خصوصاً من خلال إعادة فتح البرلمان.

وخلال مقابلة متلفزة، أشار بلينكن إلى أنّ سعيّد أوضح له أنّه يسعى لإعادة تونس إلى المسار الديموقراطي وأنّه يتصرّف وفقاً للدستور. لكن بالطبع يجب علينا أن نتابع الإجراءات التي يتّخذها الرئيس وتلك التي تتّخذها تونس".

وتابع "نأمل بشدّة أن تعود تونس إلى هذا المسار الديموقراطي وأن تسير وفق الدستور وأن تعيد العمل بالبرلمان وأن تشكّل حكومة تنجز العمل من أجل الشعب وتلبّي احتياجاته".

عربياً، استقبل سعيّد أمس، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، الذي كتب في تغريدة عبر حسابه على "تويتر"، أنه جدد خلال اللقاء "موقف المملكة الداعم لأمن واستقرار تونس والوقوف بجانب كل ما يحقق الرفاه والازدهار للأشقاء في تونس".

وأكد وزير الخارجية السعودي خلال الاستقبال أن "المملكة تحترم كل ما يتعلق بالشأن الداخلي التونسي وتعده أمراً سيادياً"، وجدد "ثقة المملكة بالقيادة التونسية في تجاوز هذه الظروف وبما يحقق العيش الكريم للشعب التونسي الشقيق وازدهاره"، وشدد على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب تونس في كل ما يدعم أمنها واستقرارها وفي مواجهة التحديات التي تعترضها.

من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية السعودية، أن "لوزير نقل خلال الاستقبال تحيات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد السعودي لقيس سعيد ولحكومة وشعب تونس الشقيق، فيما حمله الرئيس التونسي تحياته وتقديره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، وحكومة وشعب المملكة العربية السعودية".

ونقلت الخارجية السعودية، تثمين رئيس تونس "وقوف المملكة الدائم مع بلاده"، واستجابة خادم الحرمين الشريفين لطلبه الذي أبداه خلال مكالمته مع ولي العهد، وتخصيص مواد طبية للجمهورية التونسية للمساعدة في مكافحة جائحة كورونا. وأكد أن "الشعب التونسي لن ينسى أبداً هبة المملكة العربية السعودية والتي تُؤكد، مرة أخرى، مدى متانة وعمق العلاقات التاريخية القائمة بين البلدين والشعبين الشقيقين".

كما أكّد رئيس الجمهورية تمسّكه بتحمل أمانة ومسؤولية حماية الدولة التونسية والتصدي لكل محاولات ضربها وتفتيتها.

على صعيد آخر، وفي أول تعيين يقوم به، أصدر الرئيس التونسي أمراً رئاسياً يقضي بتكليف رضا غرسلاوي بتسيير وزارة الداخلية، في حين أوضح بيان الرئاسة أنّ الأخير أدّى اليمين الدستورية أمام الرئيس.

ويأتي تعيين غرسلاوي بعد أن طالب عدد من منظمات المجتمع المدني ودول أجنبية رئيس الجمهورية بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة.

وفي موازاة ذلك، إعتقلت قوات الأمن النائب في البرلمان التونسي ياسين العياري الذي اتهم الرئيس قيس سعيد على "فيسبوك" بأنه نفذ انقلاباً عسكرياً.

وأوضحت "حركة أمل وعمل" في بيان أنه "تم خطف نائب الشعب ياسين العياري من أمام منزله وأخذه بدون إبراز أي وثيقة أو إذن قضائي أو إعلام زوجته بمكان أخذه، من طرف مجموعة كبيرة من الأعوان عرفوا عن أنفسهم بأنهم أمن رئاسي"، وأكّدت الحركة أن "لا معطيات حالياً ننشرها وندعوكم إلى تلقي الأخبار حول الموضوع فقط من الصفحة الرسمية للحركة".

وكان العياري قد وجه انتقادات متكررة في السابق لسعيد، الذي أقال يوم الأحد رئيس الوزراء هشام المشيشي، وعلق عمل البرلمان لمدة شهر، وقال إنه يتولى السلطة التنفيذية.