"المتحوّر دلتا" يغيّر قواعد اللعبة

02 : 00

تحفيزات ماديّة للحدّ من تفشي "دلتا" عبر تلقي اللقاح في نيويورك (أ ف ب)

غيّر المتحوّر "دلتا" قواعد "الحرب" على فيروس كورونا، ليشكل في شراسته فيروساً جديداً مختلفاً أكثر خطورة من السلالات السابقة، لا سيما وأنه ينتشر بسهولة مثل جدري الماء، حيث يزداد انتقاله بسرعة أكبر من فيروس الإيبولا.

وحثّت وثيقة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وكالة الصحة العامة في الولايات المتحدة على إقناع الجمهور بتبني إجراءات التلقيح والوقاية للتأكيد على أهمية التطعيم كأفضل رادع لهذه السلالة شديدة العدوى، إضافة إلى ارتداء الكمامات، حيث تزداد الحالات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم يمكن أن ينشروا الفيروس.

وبينما كانت النساء الحوامل مستثنيات دائما من الحصول على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، أتت نصيحة طبية بناء على دراسة بريطانية حديثة لتغير هذه الحقيقة، لا سيما مع انتشار المتحور "دلتا" الذي ظهر لأول مرة في الهند. ورصدت بيانات نشرتها جامعة أوكسفورد تعرض الحوامل غير المطعمات لخطر أكبر جراء فصيلة "دلتا"، حيث قد تصاب الأم وجنينها بالفيروس، وفقا لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية. وتشير الأرقام إلى أن حالة واحدة من كل 10 نساء حوامل يدخلن المستشفى مصابات بأعراض "كوفيد 19" تتطلب عناية مركزة، وتلد واحدة من كل 5 نساء قبل الأوان.

وأرغم تفشّي النسخة المتحوّرة "دلتا" من فيروس كورونا الدول على العودة إلى تشديد القيود الصحية، مع فرض تدابير إغلاق محلية في الصين وتعبئة الجيش في أستراليا وتمديد حال الطوارئ في اليابان. وفي الوقت ذاته، اصبح وضع الكمامات الزامياً مجدداً في المناطق الأكثر تضرراً من الفيروس في الولايات المتحدة، حيث يحاول الرئيس الأميركي جو بايدن تكثيف حملة التلقيح البطيئة.

على صعيد آخر، تجد الصين أن سياسة الاحتواء التي كانت أول من طبقتها العام الماضي باتت مهددة، مع تسجيل إصابات جديدة انطلقت من نانجينغ، في شرق البلاد، وامتدت إلى خمس ولايات وانتشرت في بكين لأول مرة منذ ستة أشهر.

في أستراليا، استعانت شرطة مدينة سيدني، أكبر مدن البلاد وحيث يقطن خمسة ملايين نسمة، بتعزيزات قوامها 300 عسكري لضمان احترام القيود المفروضة، مع تسجيل معدل إصابات قياسي. وتم تمديد تدابير الإغلاق لمدة شهر إضافي، حتى 28 آب، فيما يُخرق حظر ارتياد الشواطئ والحدائق على نطاق واسع. وتظاهر آلاف الأشخاص اعتراضاً على هذه التدابير خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبعد أسبوع من انطلاق الألعاب الأولمبية، مدّدت اليابان حال الطوارئ الصحية في طوكيو حتى نهاية آب. وقال رئيس الحكومة الياباني امس، إنّ "العدوى تتفشى بسرعة لم يسبق لها مثيل"، مع تسجيل عشرة آلاف إصابة يومياً في معدل قياسي. وسجّل منظمو الألعاب الأولمبية 27 إصابة جديدة مرتبطة بالحدث، رغم التدابير المشددة.

في أوروبا، حيث تواجه دول عدة موجة رابعة من الوباء، تتخذ السلطات اجراءات متفاوتة، بحيث مدّدت السلطات الإسبانية حظر التجول في برشلونة وجزء من كاتالونيا، وفرضت فرنسا تدابير الإغلاق بدءاً من نهاية هذا الأسبوع في جزر مارتينيك وريونيون، حيث تصف السلطات الوضع الصحي بأنه "مأسوي"، في حين سيكون بدءاً من التاسع من آب المقبل، على المسافرين على متن القطارات الفرنسية أن يتوقعوا في أي لحظة أن يُطلب منهم إبراز الشهادة الصحية.

وتفرض ألمانيا، بدءاً من الأحد، على السياح غير الملقحين، إبراز اختبار سلبي للفيروس عند وصولهم الى أراضيها، سواء عبر الطائرة أو السيارة أو القطار.

ورغم تزايد الضغوط حول العالم لتسريع حملات التلقيح، فإنها تبقى غير متساوية إلى حد بعيد، إذ منحت الدول ذات الدخل المرتفع ما معدله 97 جرعة لكل 100 نسمة، مقابل 1,6 جرعة فقط في البلدان الفقيرة.

ويتوقّع برنامج كوفاكس الذي من المفترض أن يسمح للبلدان الفقيرة بتلقي اللقاحات مجاناً، تلقي 250 مليون جرعة من اللقاحات خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

في بورما، حذّرت السلطات من وضع "يائس"، داعية مجلس الأمن الدولي الى التأكد من إمكانية إيصال اللقاحات، رغم الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب الذي أطاح السلطة المدنية قبل ستة أشهر.

في الفيليبين، أعلنت السلطات الجمعة أن 13 مليون مواطن في منطقة مانيلا سيخضعون اعتباراً من الأسبوع المقبل للحجر، في قرار يهدف إلى "إنقاذ الأرواح".

وفي إفريقيا، تعايش السنغال، التي بقيت بمنأى عن الوباء نسبياً لفترة طويلة، انتشاراً غير مسبوق للعدوى على غرار بقية دول القارة وتفتقر المستشفيات المكتظة فيها إلى الأوكسجين.

وتكافح تونس، حيث يُسجّل معدل الوفيات الأعلى في شمال افريقيا، للتصدي للفيروس، مع ارتفاع عدد الإصابات، بينما تعاني غرف العناية المركزة من نقص في عبوات الأوكسجين.


MISS 3