مدير الـ"سي آي إيه" يزور إسرائيل والضفة

السويد تُحاكم إيرانيّاً متّهماً بـ"إعدامات جماعيّة"

02 : 00

رئيسي يتسلّم دعوة من حسين لحضور المؤتمر الإقليمي في طهران أمس (أ ف ب)

في إجراء غير مسبوق في هذا الملف الحساس للغاية والذي قد يفتح الباب أمام إدانة مسؤولين إيرانيين تسبّبوا بقتل الآلاف خلال ثمانينات القرن الماضي، بدأت في السويد بالأمس محاكمة المسؤول السابق في النظام الإيراني حميد نوري (60 عاماً) لدوره المفترض في جزء من عمليات إعدام جماعية طاولت معارضين وأمر بها الخميني في صيف العام 1988.

وبحسب المدّعية العامة السويدية كريستينا ليندهوف كارلسون، فإنّ "حميد نوري قام بين 30 تموز 1988 و16 آب في سجن كوهردشت في كرج في إيران بصفته نائب المدّعي العام بقتل متعمّد لعدد كبير جدّاً من السجناء المؤيّدين أو المنتمين إلى مجاهدي خلق"، بناءً على "أمر بالإعدام" صادر عن مؤسّس الجمهورية الإسلامية الإيرانية الخميني، بعد هجمات نفذتها الحركة ضدّ النظام في نهاية الحرب الإيرانية - العراقية (1980-1988).

وخلال الفترة نفسها يُشتبه في أن يكون نوري قد شارك في إعدام سجناء آخرين وفقاً لأيديولوجيّتهم أو معتقداتهم المعارضة "للدولة الثيوقراطية الإيرانية"، وفق النيابة العامة. وسيُدلي العديد من المدّعين المرتبطين بجماعات اشتراكية وشيوعية، الذين احتُجزوا في العام 1988 في سجن جوهاردشت، حيث كان ينشط المتّهم، بشهاداتهم.

وبدأت المحاكمة عند الساعة 09:15 بالتوقيت المحلّي أمام محكمة ستوكهولم وتستمرّ حتّى نيسان 2022. ويتوقع أن يُدلي خلالها عشرات الشهود بإفاداتهم. وبدا المُتّهم الذي ارتدى لباساً فاتحاً، هادئاً ومبتسماً برفقة محامييه.

وطعن أحدهما دانييل ماركوس خلال جلسة الاستماع، نقطة تلو أخرى، في جميع التُهم الموجّهة إلى موكّله الذي يمثل خصوصاً أمام القضاء بتُهم ارتكاب "جرائم حرب" و"جرائم قتل"، بموجب الإختصاص العالمي للقضاء السويدي في هذه التُهم.

وفي الثمانينات تولّى نوري منصب مساعد نائب المدّعي العام في سجن جوهاردشت في كرج قرب طهران، بحسب مكتب المدّعي العام السويدي. ونوري مستهدف حالياً بحوالى 30 شكوى من جانب أطراف مدنيين هم ضحايا أو شهود أو أقرباء ضحايا.

وتجمّع مئات عدّة من الأشخاص، غالبيّتهم من "مجاهدي خلق"، أمام محكمة ستوكهولم قبل بدء المحاكمة مطالبين القضاء السويدي والدولي بإدانة الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي.

وهذه القضية حسّاسة للغاية في إيران، إذ إن ناشطين يتّهمون مسؤولين حاليين في النظام بالضلوع فيها، على غرار رئيسي الذي تتّهمه منظمة العفو الدولية بأنه كان عضواً في "لجنة الموت" المسؤولة عن إعدام آلاف السجناء العام 1988، عندما كان مدّعياً عاماً مساعداً في محكمة طهران الثورية.

وأوقف نوري في تشرين الثاني 2019 في مطار ستوكهولم أرلاندا الدولي خلال زيارة للسويد، حيث يخضع مذّاك للحجز الموَقت. وروى إيرج مصداقي، السجين السابق في كوهردشت والذي يقف وراء مجيء نوري إلى السويد، لوكالة "فرانس برس"، أنه استدرجه بعدما وعده "برحلة بحرية فخمة" في شمال أوروبا.

إقليمياً، أكد البنتاغون أن سلوك إيران يُمثل خطراً على الإقليم، مشدّداً على أن بلاده قادرة عسكرياً على التعامل مع إيران، و"لدينا ميزة التفوّق عليهم". كما كشفت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانا سترول أن الهجوم بالطائرة المسيّرة على ناقلة "ميرسر ستريت" جاء من اليمن، وقالت: "كان هذا هجوماً بطائرة مسيّرة، وهو مدعوم من إيران".

وفي سياق بحري متّصل، أفادت وكالة الأنباء السورية بأنّ حريقاً نشب على متن سفينة في مرفأ اللاذقية أثناء أعمال صيانة، في حين نقل "المرصد السوري لحقوق الإنسان" عن نشطاء أنهم رصدوا "انفجاراً مجهولاً في إحدى السفن التجارية الراسية في مرفأ اللاذقية، ما أدّى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية كبيرة"، في الوقت الذي يجتمع فيه مستشارا الأمن القومي الإسرائيلي والروسي في موسكو.

تزامناً، بدأ مدير وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز زيارة تستمرّ 3 أيّام تشمل إسرائيل والضفة الغربية، على ما أفاد مسؤولان إسرائيلي وفلسطيني، وسط تصاعد التوترات بين الدولة العبرية وإيران.

وذكر موقع "واللا نيوز" الإخباري الإسرائيلي، أن بيرنز سيلتقي رئيس الوزراء نفتالي بينيت، وكذلك الرئيس الجديد لجهاز الإستخبارات الخارجية الإسرائيلي (موساد)، للبحث في برنامج إيران النووي وأنشطة إيران في المنطقة. وفي رام الله، أكد مسؤول فلسطيني لوكالة "فرانس برس" أن بيرنز سيلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

توازياً، التقى وكيل وزارة الخارجية ونائب الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى في البحرين الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، رئيس الهيئة الإستراتيجية والدائرة الثالثة في الجيش الإسرائيلي اللواء تال كلمان.

وتناول اللقاء بين المسؤولين البحريني والإسرائيلي "الرغبة في تعزيز العلاقات الأمنية بين إسرائيل والبحرين". كما أُقيمت ندوة استراتيجية لاستعراض التحدّيات الإقليمية المشتركة للدولتَيْن في المحيط.

وفي الغضون، تلقى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دعوة لحضور المؤتمر الإقليمي الذي تعتزم بغداد استضافته أواخر هذا الشهر، معتبراً أن عقده يُعدّ خطوة عراقية مباركة، وفق الرئاسة الإيرانية. وتسلّم رئيسي الدعوة من وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الذي كان قد وصل في وقت سابق إلى طهران.

وأوضحت الرئاسة أن رئيسي "شكر" الوزير العراقي على الدعوة، من دون أن تُحدّد ما إذا كان رئيس الجمهورية الإسلامية يعتزم حضور المؤتمر، الذي دعي إليه عدد من قادة دول جوار العراق، في حين كشف مصدر عراقي لـ"روسيا اليوم" وجود مساع عراقية لعقد اجتماع سعودي - إيراني على هامش مؤتمر قمة دول الجوار في بغداد.


MISS 3