"السلطات مستمرة في عرقلة العدالة... والمطلوب تحقيق دولي"

"العفو الدولية": قوى الأمن تفرّجت على حرس المجلس يعتدون على عائلات الضحايا والصحافيين

02 : 00

القوى الأمنية في مواجهة أهالي ضحايا تفجير المرفأ خلال محاولة انعقاد جلسة العار في الأونيسكو أمس الأول (رمزي الحاج)

في تقرير اوردته في 12 آب، اي بعد الاعتصام الذي نفّذه أهالي ضحايا انفجار بيروت عشية "جلسة العار"، في محيط مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، والذي تخللته اعتداءات عليهم وعلى صحافيين ومصورين، من قبل عناصر شرطة مجلس النواب ومدنيين، قالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن اللبنانية وقفت من"دون أن تحرك ساكناً، بينما شنت عناصر من شرطة مجلس النواب ورجال مجهولون مسلحون بالهراوات هجوماً وحشياً على أقارب ضحايا انفجار مرفأ بيروت، الذين نظموا اعتصاماً ليلياً قبل انعقاد جلسة برلمانية مهمة بشأن التحقيق في قضية الانفجار". ونقلت المنظمة عن شهود "أن أفراد قوى الأمن الداخلي اللبنانية، الذين كانوا متواجدين في الموقع، لم يتدخلوا لوقف الهجوم، حيث انضمت شرطة مجلس النواب إلى رجال يرتدون ملابس سوداء تعدوا بالضرب على العائلات والصحافيين، وأساؤوا إليهم لفظياً. وقد أصيب عدة أشخاص، من بينهم صحافيان استدعت حالتهما العلاج في المستشفى".

وقالت نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية لين معلوف إن "رؤية أقارب الضحايا تغطّيهم بالدماء وملقيّين على الأرض، بينما يُنقل الصحافيون إلى المستشفيات لإصاباتهم في أعقاب اعتصام سلمي، لا يمكن إلا أن تبعث برسالة واضحة عن مدى عزم السلطات على الاستمرار بلا حياء وبشراسة في عرقلة سير العدالة". فهذه الحادثة إنما توضح إلى حد كبير استخفاف السلطات اللبنانية بالعدالة. لقد فقدت هذه العائلات أحباءها نتيجة لتقاعس الدولة عن حماية أرواحهم، ومن الصادم أنهم يواجهون الآن هجمات عنيفة لمجرد أنهم تجرأوا على المطالبة بإجراء المساءلة، حيث يقفون في الصفوف الأمامية لهذه المعركة التاريخية من أجل تحقيق العدالة".

ونقلت المنظمة عن مصور"النهار" حسام شبارو ان تجمع العائلات بدأ بهدوء شديد لدرجة أنه كان يفكر في المغادرة مبكراً. وفجأة، سمع صوتاً عالياً، ورأى حوالى عشرة أشخاص يرتدون قمصاناً سوداً يقتربون من وراء نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي. وذكر شبارو أن بعض هؤلاء الرجال كانوا يرتدون زي قوى الأمن الداخلي. وأضاف: كانوا يضربوننا بالعصي بوحشية، ويضربون الجميع بشكل عشوائي: بينهم الصحافيون، والنساء، وكبار السن، والأطفال، لقد كان المشهد فظيعاً، اتسم بالوحشية البالغة. أصبت في ظهري، ورقبتي، ورأسي، ووجهي، وكتفَيْ. وأخذوا كاميرتي ودراجتي النارية، ونُقلت إلى المستشفى. الحمد لله، ليس لدي عظام مكسورة، ولكن كدمات شديدة". ووصفت والدة أحد ضحايا انفجار المرفأ الرجالَ الذين هاجموها بأنهم "وحوش". وقالت لمنظمة العفو الدولية: "من دون أي سبب، فجأة، جاء حوالي خمسة أو ستة رجال يرتدون ملابس مدنية سوداء يحملون هراوات سوداء وبدأوا مهاجمتنا. كانوا يضربون الناس بشكل متهور". تمكنت السيدة من الفرار وانضمت إلى زوجها في سيارتهما. فتبعها المهاجمون وضربوا السيارة بالهراوات وهما يغادران فيها.

وذكرت المنظمة ان زكريا جابر، صحافي مستقل، أصيب بكسر في إصبعه بعدما تعرض للضرب من قبل أنصار رئيس مجلس النواب.

ونقلت عنه قوله: "لقد أصبح من المعتاد ضرب المصورين الصحافيين في الاحتجاجات ... إنهم يريدون منعنا من توثيق تصرفاتهم الوحشية". كذلك نقلت عن مصور "العربي الجديد" حسين بيضون ، أن المهاجمين صرخوا: "كيف تتجرأون على إهانة نبيه بري"؟! وقالت: "هرب حسين لكن لاحقه رجلان قذفا العصي عليه. كما شهد أقارب ضحايا الانفجار يتعرضون للضرب المبرح. وقال إن حوالى 12 من عناصر قوى الأمن الداخلي المتواجدين، وقفوا متفرجين ولم يحركوا ساكناً. وقال "لم يفعلوا شيئا لحمايتنا أو حماية أسر الضحايا".

واختتمت لين معلوف قائلة: "مع استمرار السلطات في عرقلة التحقيق محلياً، أصبح من الملح أكثر من أي وقت مضى أن يقوم أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جلستهم المقبلة في أيلول بإنشاء آلية لتقصي الحقائق بشأن الانفجار.


MISS 3