"طالبان" تندّد و"داعش" يتبنّى وواشنطن تتوعّد

إنفجارات كابول... "تُزلزل" البيت الأبيض!

02 : 00

مأساة دموية أمام مطار كابول بعد الإعتداء الإرهابي أمس (أ ف ب)

تسبّب إنفجاران إرهابيّان في محيط مطار كابول بمجزرة بكلّ ما للكلمة من معنى بحقّ جنود أميركيين ومدنيين أفغان على حدّ سواء، بحيث قتل وجرح المئات، وبينما كان الغربيّون والأفغان لا يزالون تحت وقع الصدمة حتّى هزّ دوّي انفجار ضخم كابول في وقت مبكر اليوم، بعد ساعات على التفجيرَيْن، فيما تتخبّط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بأكبر أزمة خارجيّة تشهدها بلاد "العم سام" في القرن الحادي والعشرين.

و"المجزرة الدموية" على أبواب مطار كابول من المرتقب أن تتسبّب بدورها بـ"زلزال سياسي" لبايدن في الداخل الأميركي، خصوصاً مع تأكيد البنتاغون مقتل نحو 12 جنديّاً أميركيّاً وجرح 15 آخرين، في حصيلة ضحايا موجعة جرّاء هجوم إرهابي واحد أثار حالاً من الهلع والرعب في صفوف الأفغان المحتشدين قرب المطار، الذي يشهد منذ أيّام فوضى عارمة مع استكمال أضخم عملية إجلاء في التاريخ الحديث.

وبينما أُرجئ اللقاء الذي كان مقرّراً بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في البيت الأبيض بالأمس إلى اليوم، بعدما ألغى الرئيس الديموقراطي، الغارق في "الإنسحاب الكارثي" من "المستنقع الأفغاني"، كلّ مواعيده ليُركّز على الهجمات الدمويّة التي هزّت كابول، توالت الإدانات الدوليّة للهجوم الإرهابي الذي أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليّته عنه، بينما دانت حركة "طالبان" بقوّة التفجير.

وتوعّد قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي تنظيم "داعش" بالردّ على هجوم مطار كابول، وقال: "نعمل بجهد كبير لنُحدّد من المسؤول ومن هم الأشخاص المرتبطون بهذا الهجوم الجبان، ونحن مستعدّون للتحرّك ضدّه"، مؤكداً أن القوات الأميركية "جاهزة ومستعدّة لمواجهة" أي هجمات أخرى لتنظيم "داعش"، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اجتماع لمجلس الأمن الإثنين.

وبحسب مصادر عسكريّة، فإنّ أحد الإنفجارَيْن دوّى بالقرب من بوابة آبي، وهي واحدة من 3 نقاط وصول إلى المطار، مزدحمة بآلاف الأفغان الذين يأملون في إجلائهم هرباً من نظام "طالبان" الإسلامي، والآخر قرب فندق بارون. وقال شاهد عيان لوكالة "فرانس برس": "كان انفجاراً هائلاً وسط حشد ينتظر أمام أحد أبواب المطار"، فيما قال شاهد آخر: "عندما سمع الناس الإنفجار، ساد الذعر. ثمّ أطلقت "طالبان" النار في الهواء لتفريق الناس الذين كانوا ينتظرون أمام الباب"، مشيراً إلى أنّه شاهد "رجلاً يركض حاملاً طفلاً مصاباً".

وأظهرت صور نُشِرَت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصاً ملطّخين بالدماء يُجرّون في عربات، وطفلاً يُمسك بذراع رجل مصاب في الرأس. كما أظهرت مشاهد أخرى جثثاً ملقاة في مياه قناة تصريف، فيما يُحاول ناجون الوقوف. وسُمِعَت صرخات استغاثة، بينما كان أفراد يبحثون عن أقاربهم بعد الإنفجارَيْن الدمويَّيْن. وتصاعد دخان كثيف في الهواء فيما بدأ رجال ونساء وأطفال يركضون في كافة الاتجاهات للإبتعاد عن الموقع.

وعلى الرغم من التحذيرات الغربية من تهديد "هجوم إرهابي" خطر في منطقة المطار قبل حصول الهجمات، استمرّ الكثير من الأفغان بالاحتشاد في محيط المطار أملاً بالخروج من البلاد. وبينما أعلنت كندا وألمانيا إنتهاء عملية الإجلاء الخاصة بهما من أفغانستان، شدّدت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على استكمالها رغم الهجمات الدموية.

تزامناً، أفادت تقارير أميركية بأنّ وكالة الإستخبارات المركزية "سي آي أيه" شنّت عمليات سرّية لإنقاذ الأميركيين الذين ما زالوا في أفغانستان، في وقت كشفت فيه قناة "جيو تي في" الباكستانية أن حركة "طالبان" وقوات التحالف الشمالي المعارض لها توصّلا إلى اتفاق يُتيح تفادي التصعيد العسكري في ولاية بانشير. ونقلت القناة عن مصادر مطّلعة تأكيدها أن الطرفَيْن تعهّدا بعدم مهاجمة أحدهما الآخر بموجب الإتفاق الذي توصّلا إليه الخميس.