مجلس الأمن دعا إلى إحالة منفّذي الإعتداء إلى القضاء

واشنطن تتوقّع هجمات جديدة ضدّ مطار كابول

02 : 00

هل تستطيع "طالبان" ضبط الوضع الأمني في كابول؟ (أ ف ب)

بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الهجوم الإرهابي أمام مطار كابول إلى 170 قتيلاً على الأقلّ، بينهم 13 جنديّاً أميركيّاً، كشف البيت الأبيض أن مستشاري الأمن القومي حذّروا الرئيس الأميركي جو بايدن من احتمال وقوع هجوم إرهابي آخر في كابول، لافتاً إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستكون الأكثر خطورة في أفغانستان، حيث استؤنفت عمليات إجلاء الأجانب والأفغان الفارين من نظام "طالبان" بالأمس.

كذلك، أعلن البنتاغون أن عمليات إجلاء آلاف الأشخاص من مطار كابول لا تزال تواجه "تهديدات محدّدة وذات صدقية". وأشار المتحدّث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي إلى أن الهجوم الدامي الذي حصل عند المطار لم يُنفذه مهاجمان، وإنّما مهاجم انتحاري واحد فقط.

بدوره، أوضح الجنرال هانك تايلور خلال مؤتمر صحافي في مقر البنتاغون أن نحو 5400 شخص لا يزالون في حرم المطار ينتظرون إجلاءهم من أفغانستان، مؤكداً أنّه يُمكن لهؤلاء مغادرة البلاد حتى 31 آب، الموعد النهائي الذي تمّ تحديده لسحب جميع الجنود الأجانب من البلاد، في وقت طلبت فيه "طالبان" من الولايات المتحدة الحفاظ على وجود ديبلوماسي في أفغانستان بعد استكمال انسحابها الثلثاء المقبل، لكن واشنطن لم تتّخذ قراراً بهذا الصدد بعد، بحسب ما أفاد مسؤولون أميركيون.

وفيما يُواجه الرئيس الأميركي جو بايدن أخطر أزمة منذ بداية عهده يبدو أنها أضعفته كثيراً، فقد تعهّد بـ"مطاردة" منفّذي الهجوم و"جعلهم يدفعون ثمن" قتلهم العسكريين الأميركيين. وقال بلهجة صارمة إنّ "أميركا لن تسمح بترهيبها"، مشدّداً على أن الولايات المتحدة "ستُواصل عمليات الإجلاء".

وفي الأثناء، شدّد مجلس الأمن الدولي على وجوب إحالة منفذي الهجوم الدامي ضدّ مطار كابول إلى القضاء، مندّداً بفعل مشين استهدف المدنيين. وجاء في بيان المجلس أن "أعضاء مجلس الأمن شدّدوا على ضرورة محاسبة منفذي هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية ومدبّريها ومموّليها وعرّابيها وإحالتهم إلى القضاء"، مطالبين "كلّ الدول بالتعاون على هذا الصعيد".

واضاف أن "الإستهداف المتعمّد للمدنيين والطواقم التي تُساعد في إجلاء المدنيين هو فعل مشين وينبغي إدانته"، مكرّراً "أهمّية مكافحة الإرهاب في أفغانستان لضمان عدم استخدام (هذا البلد) لتهديد أو مهاجمة بلد" آخر. وتابع مجلس الأمن أن "أي مجموعة أو فرد أفغاني يجب ألّا يدعم الإرهابيين الذين يتحرّكون في أي بلد كان". كما دعا "جميع الأطراف المعنيين إلى احترام وتسهيل عملية الإجلاء الآمنة للمدنيين". كذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ممثلي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن إلى اجتماع الإثنين لبحث الوضع في أفغانستان بعد هجوم كابول، في وقت تعمل فيه لندن وباريس على مشروع قرار حول أفغانستان.

توازياً، أنهت إيطاليا وإسبانيا والسويد رحلات الإجلاء بالأمس، على غرار ألمانيا وهولندا وكندا وأستراليا، فيما أوردت لندن أنها ستُنجز رحلاتها "خلال بضع ساعات"، في وقت أعلن فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أنقرة أجرت أوّل محادثات لها مع "طالبان" في كابول واستغرقت 3 ساعات ونصف، موضحاً أن بلاده ما زالت تُجري تقييماً لاقتراح الحركة الإسلامية لإدارة مطار العاصمة الأفغانية بعد الإنسحاب الأميركي.

بالتزامن، كشف المتحدث باسم "طالبان" سهيل شاهين عبر "تويتر" أن وفداً فرنسيّاً التقى الخميس في الدوحة ممثلين عن الحركة للمرّة الأولى منذ إحكام سيطرتها على أفغانستان. وأوضح شاهين أن المبعوث الفرنسي فرنسوا ريشييه والوفد المرافق له "بحثوا بالتفصيل" الوضع في مطار كابول مع وفد بقيادة نائب مدير المكتب السياسي لـ"طالبان" شير عباس ستانيكزاي.

وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية حصول "اتصالات في الأيام الماضية مع ممثلين من حركة "طالبان" في كابول كما في الدوحة، بهدف تسهيل عمليات الإجلاء التي نقوم بها".

وعلى صعيد آخر، توقعت الأمم المتحدة أن يخرج ما يصل إلى نصف مليون لاجئ أفغاني إضافي من البلاد العام 2021 وفق أسوأ سيناريو، رغم عدم رصد حركة نزوح حتّى الآن. وقالت مساعدة المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة كيلي كليمنتس لدى عرض الخطة الإقليمية للإعداد والتدخل من أجل اللاجئين الأفغان: "لا تنسوا أن إيران وباكستان تستضيفان في الوقت الحاضر أكثر من 2.2 مليون أفغاني، وأن الفرار لا يكون أحياناً الملاذ الأخير فحسب، بل كذلك الخيار الوحيد المتوافر للناس من أجل البقاء على قيد الحياة والتمتع بالحقوق الإنسانية الأساسية".

إلى ذلك، تُعاني المرافق الصحية في أنحاء أفغانستان من سرعة نفاد مخزون إمداداتها وقد تواجه في وقت قريب نقصاً في الطواقم الطبّية، بحسب ما حذّرت منظمة الصحة العالمية. وقال مدير الطوارئ لمنطقة شرق المتوسط في المنظمة ريك برينان: "بقيت لدينا إمدادات تكفي بضعة أيام، ونستكشف كافة الخيارات لإحضار مزيد من الأدوية إلى البلد".