تهديدات مرتفعة لمطار كابول

أميركا تطوي صفحة أفغانستان اليوم

02 : 00

تدريبات عسكريّة لمجموعات "المقاومة" المناوئة لـ"طالبان" في بانشير أمس (أ ف ب)

ينتهي العدّ التنازلي لانسحاب آخر جندي أميركي من الأراضي الأفغانية اليوم، بعد تدخّل عسكري قبل 20 عاماً أطاح حكم "طالبان" الإسلامي الذي أطلّ برأسه من كابول مرّة جديدة، وكأنّ عقارب الساعة عادت عقدَيْن إلى الوراء، فيما أعلن البنتاغون أن التهديد الإرهابي لمطار كابول يبقى مرتفعاً جدّاً بعدما استُهدف الإثنين بصواريخ أطلقها تنظيم "الدولة الإسلامية"، بينما اعتبرت "طالبان" أن الهجمات "الداعشية" يُفترض أن تتوقف مع رحيل القوات الأميركية، وإلّا فإنّ النظام الجديد "سيهتمّ بذلك".

وأتاح الجسر الجوّي الضخم الذي بدأ في 14 آب وينتهي اليوم، إجلاء 122 ألف شخص، بحسب آخر الأرقام التي أعلنها البنتاغون. وقال الناطق باسم البنتاغون جون كيربي: "لطالما كانت هذه العملية خطرة، لكنّنا الآن في فترة على قدر خاص من الخطورة"، مضيفاً: "التهديد لا يزال حقيقيّاً وناشطاً وفي العديد من الحالات لا يزال محدّداً".

وتبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" - ولاية خراسان إطلاق 6 صواريخ على المطار، لكنّها لم تؤثر على عمليات الإجلاء التي استمرّت "بلا توقف"، بحسب البيت الأبيض، بينما أوضح مسؤول من "طالبان" في المكان أن الصواريخ أوقفها نظام الدفاع المضاد في المطار.

وشهد الأمس حراكاً ديبلوماسيّاً كثيفاً. فقد جمعت واشنطن عبر الفيديو شركاءها "الأساسيين" (فرنسا وكندا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا وتركيا وقطر والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي)، لبحث "مقاربة مشتركة" للمستقبل بعد 31 آب.

كما يرتقب عقد اجتماع للدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. وستطلب فرنسا وبريطانيا خلال الاجتماع إقامة "منطقة آمنة" في كابول للقيام بعمليات إنسانية، بحسب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي فكرة رحبت بها موسكو، بينما تعهدت "طالبان" بالسماح لجميع الأجانب والرعايا الأفغان الذين يملكون تصريح إقامة في الخارج، بالرحيل حتّى بعد 31 آب.

ووصلت طائرة تنقل 12.6 طنّاً من الأدوية والمواد الطبّية من منظمة الصحة العالمية إلى أفغانستان، للمرّة الأولى منذ سيطرة "طالبان". وقُتِلَ 2500 أميركي في أفغانستان، حيث أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 2000 مليار دولار في 20 عاماً. وهي تخرج الآن من هذه الحرب، الأطول في تاريخها، وقد مسّت صورتها بسبب عجزها عن توقع سرعة انتصار "طالبان" وسيطرتها على العاصمة كابول.

وبرّر الرئيس الأميركي جو بايدن قراره سحب القوات الأميركية برفضه إطالة أمد هذه الحرب، وبأنّ مهمّتها أُنجزت مع تصفية زعيم تنظيم "القاعدة" السابق أسامة بن لادن على أيدي القوات الخاصة الأميركية في باكستان العام 2011. لكنّ عدداً من المحلّلين يخشون من أن تؤدّي عودة "طالبان" إلى السلطة إلى تقوية الجماعات الجهادية مثل تنظيم "داعش" المسؤول عن أشدّ الإعتداءات الدموية التي حصلت في السنوات الماضية في أفغانستان، أو تنظيم "القاعدة".


MISS 3