هل تتفجّر جبهة بانشير بين "المقاومة" و"طالبان"؟

02 : 00

مقاومو بانشير في المرصاد لمجاهدي "طالبان" (أ ف ب)

بعدما فشلت المفاوضات بين الجبهة الوطنية للمقاومة في وادي بانشير وحركة "طالبان"، دعت الأخيرة المقاتلين في معقل المعارضة في الوادي إلى إلقاء سلاحهم، بينما أعلن المقاومون أنّهم تصدّوا لهجمات عسكرية عنيفة للجهاديين وكبّدوهم خسائر بشرية ومادية فادحة.

وإذ قال المسؤول البارز في طالبان أمير خان متكي في رسالة صوتية وجّهها إلى أهالي بانشير ونشرت على "تويتر": "بذلنا كلّ جهودنا لحلّ مشكلة بانشير عن طريق المحادثات والمفاوضات... لكن لسوء الحظ ذهبت الجهود سدى"، أضاف: "الآن وقد فشلت المحادثات ومجاهدو "طالبان" يُطوّقون بانشير، لا يزال في الداخل من لا يُريدون حلّ المشكلات سلميّاً".

وخاطبت رسالة "طالبان" أهالي بانشير قائلةً: "يعود لكم أن تتحدّثوا إليهم... أولئك الذين يُريدون القتال، قولوا لهم كفى!"، في حين كشف وزير الدفاع في الحكومة التي سقطت الشهر الماضي باسم الله محمدي أن "طالبان" شنّت هجوماً جديداً على بانشير مساء الثلثاء.

وكتب محمدي على "تويتر": "الليلة الماضية هاجم إرهابيو "طالبان" بانشير، لكنّهم هُزموا"، مضيفاً أن 34 عنصراً من "طالبان" قُتِلوا و65 جُرِحوا. وتابع: "ليس على شعبنا أن يقلق، فقد تراجعوا متكبّدين خسائر بشرية فادحة".

ووجّه أهالي بانشير ومقاتلون مِمَّن حارب العديد منهم "طالبان"، رسالة تحدّ صارمة. وقال أحد الأهالي: "نحن على استعداد للدفاع عن المنطقة حتّى آخر قطرة من دمنا"، فيما حذّر آخر من أن "الجميع يحمل سلاحاً وجاهز لإطلاق النار"، مضيفاً: "من أصغرهم إلى أكبرهم، الجميع يتحدّث عن المقاومة".

والمنطقة الجبلية الوعرة التي تعلو فيها قمم مغطاة بالثلوج، وتبدأ على بُعد 80 كلم شمال كابول، تُعدّ من أهم جيوب المعارضة المسلّحة لـ"طالبان". والجبهة الوطنية للمقاومة، التي تضمّ فصائل مسلّحة مناوئة لـ"طالبان" وعناصر من القوات الأفغانية السابقة، تعهّدت الدفاع عن الجيب في وقت أرسلت فيه الحركة مجاهديها لتطويق الوادي.

ويحمل وادي بانشير رمزية كبيرة في أفغانستان بوصفه المنطقة التي قاومت احتلال الغزاة. وللوادي نقاط دخول محدودة وتُتيح له تضاريسه تفوّقاً عسكريّاً طبيعيّاً، إذ يُمكن لوحدات الدفاع أن تستخدم مواقع مرتفعة لاستهداف القوات المهاجمة. ومع مغادرة آخر الجنود الأميركيين أفغانستان ليل الإثنين، أشار أهالي بانشير إلى أن "طالبان" هاجمت الوادي من جبهتَيْن: ممرّ خاوك في الغرب، ومن شتول جنوباً. وقال المسؤول في الجبهة الوطنية للمقاومة فهيم دشتي في تسجيل فيديو بثته إذاعة صوت أميركا على خدمتها باللغة الدارية الثلثاء: "ربّما أرادوا أن يُجرّبوا حظّهم... بفضل من الله لم يُحالفهم الحظ".

تزامناً، حطّت طائرة قطرية تحمل على متنها فريقاً فنياً في كابول لمناقشة استئناف عمليات الملاحة في مطار العاصمة الأفغانية والبحث في تقديم المساعدة بعد سيطرة "طالبان" وانسحاب القوات الأجنبية، بحسب ما أفاد مصدر مطلّع على الملف وكالة "فرانس برس"، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحرب والوجود الأميركي في أفغانستان الذي استمرّ 20 عاماً كان "مأساة" لهذا البلد.

وقال بوتين خلال اجتماع مع شباب بثه التلفزيون مباشرة: "لمدّة 20 عاماً كان الجنود الأميركيون حاضرين في هذه المنطقة، 20 عاماً لمحاولة جعل الذين يعيشون فيها "متحضّرين"، لترسيخ معاييرهم ومعايير حياتهم هناك"، مضيفاً: "النتيجة هي مأساة وخسائر لمَن فعل ذلك، الولايات المتحدة، بل أكثر من ذلك للأشخاص الذين يعيشون في أفغانستان".

من جهته، رأى وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد أن قرار الولايات المتحدة الإنسحاب من أفغانستان "ربّما كان القرار الصائب"، لكنّه "نُفّذ بطريقة خاطئة" وما زال تأثيره على الأمن الإقليمي غير واضح.


MISS 3