"الحكومة البداية ولا عذر لعدم تشكيلها والجيش مؤسسة ناجحة دعمها مهمّ"

وفد الكونغرس الأميركي: نعمل بنشاط لحلّ أزمة الوقود ولا داعي لـ"الإيراني"

02 : 00

الوفد مجتمعاً مع قائد الجيش

في انتظار ما ستتمخض عنه زيارته الى لبنان من نتائج، فقد استبق وفد الكونغرس الاميركي برئاسة السيناتور كريس مورفي هذه النتائج باعلان سلسلة رسائل سياسية وان كان بعضها ليس بجديد كاعتبار "حزب الله" منظمة ارهابية. اما الموقف الاميركي من مسألة استيراد الوقود الايراني فكان متوقعاً، إذ ذكّر بأن أي وقود يجري نقله عبر سوريا هو خاضع للعقوبات، وقد جاء هذا الموقف ليؤكد المؤكد. وبالنسبة الى الجيش فتنويه واضح بالمؤسسة العسكرية الناجحة التي حظيت باحترام الجميع كونها غير طائفية، مشفوع بدعم اميركي مستمر لها.

الوفد الذي زار لبنان ليومين والتقى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون وممثلين عن المجتمع المدني والسياسي، كما زار مخبزاً في منطقة الكرنتينا كان قد أعيد بناؤه بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID".

وضم الوفد الى رئيسه مورفي السيناتور ريتشارد بلو منثل والسيناتور كريستوفر فان هولاند والسيناتور توماس اوسوف وعدداً من مستشاريهم، ورافقته في جولاته السفيرة الأميركية دوروثي شيا.

واختتم الوفد زيارته بمؤتمر صحافي عقده في القاعدة الجوية بمطار بيروت، استهله رئيس الوفد بالقول: "نحن هنا كأصدقاء للبنان، ونمثل بقوة الأميركيين من أصول لبنانية في كل ولاية يتواجدون فيها. إن قلبي يشعر بالأسى لما يمر به الشعب اللبناني الآن، فحين مررنا عبر مدينة بيروت لاحظنا الطوابير التي تنتظر دورها على محطات المحروقات والانقطاع في التيار الكهربائي عن أرجاء المدينة بمعظمها".

أضاف: "لقد أتينا إلى هنا لإيجاد طرق إضافية لكيفية مساعدة الولايات المتحدة الأميركية للشعب اللبناني، فالولايات المتحدة كانت من البلدان المهمة في مساعدة لبنان وتقديم الهبات له، ونحن نشدد على ضرورة أن ترفع الولايات المتحدة من وتيرة دعمها للبنان".

وأشار إلى أن "الخطوة الأولى تكمن في وجوب تشكيل حكومة في لبنان، وقال: "لا عذر لهذا الأمر، لا سيما أنه في خضم هذه الأزمة التي تهدد حياة اللبنانيين، يرفض المسؤولون السياسيون في لبنان اتخاذ الخيارات اللازمة لتشكيل الحكومة، التي في استطاعتها اجراء الحوار مع صندوق النقد الدولي وتمثيل الشعب اللبناني في علاقاتها مع الدول كالولايات المتحدة".

أضاف: "سمعنا أنباء جيدة خلال لقائنا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي كان واثقا بأن الحكومة ستتشكل في نهاية الأسبوع الجاري. وكذلك، لمسنا الثقة حول هذا الأمر من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة بأننا امام يومين أو ثلاثة تفصلنا عن ولادة الحكومة.. سنبذل جهودنا للعمل مع هؤلاء القادة للتأكد من أن وعودهم ستتحقق، ونحن جاهزون لدعوة زملائنا في الولايات المتحدة لتأمين المزيد من الدعم للبنان".

بلومنتال

من جهته، اعتبر ريتشارد بلومنتال أن "تشكيل الحكومة هو البداية، وثمة اصلاحات يجب أن تطبق، ومنها مكافحة الفساد، اذ لا يمكن للولايات المتحدة فعل أي شي للبنان، في حال لم يطبق الأخير الإصلاحات".

أضاف: "كذلك، تحدثنا عن الانتخابات النيابية في عام 2022، التي ستأتي بأشخاص ونشطاء جدد إلى السلطة. وعلى الحكومة أن تضمن أن كل لبناني سيصوت في الربيع المقبل بشكل آمن وحرّ".

وتابع: "نحن على ثقة بأن الأزمة الراهنة التي يمرّ بها لبنان ستنتهي، وسنغادر هذا البلد على أمل أن تكون قد تشكلت الحكومة عندما نصل الى الولايات المتحدة".

أوسوف

وأشار السيناتور جون أوسوف إلى أن "المجتمع اللبناني الأميركي له دور أساسي في نجاح الولايات المتحدة الأميركية"، وقال: "كما تعلمون، إن تاريخ لبنان واجه الفشل والنجاح، لكنه كان جباراً، ومعجزته أنه يتمتع بنظام خاص، جمهوري وديموقراطي، وهو متعدّد الديانات والطوائف والثقافات. ولهذا السبب، أتينا لدعم الشعب اللبناني الذي مر في الصعوبات".أضاف: "لدينا آمال جيدة بأن الحكومة اللبنانية ستتشكل مع نهاية الأسبوع، وهذه خطوة مهمة، رغم أنها أخذت الكثير من الوقت. إذا، هذا ما يجب أن يحصل، فالشعب اللبناني مدرك للأزمة الاقتصادية".

وتابع: "أظهر العديد من القادة الذين اجتمعنا معهم التزامهم إجراء الانتخابات النيابية. وبالنسبة إلى الجيش اللبناني، فهي مؤسسة ناجحة حظيت باحترام الجميع كونها غير طائفية، ومن المهم أن نبقي على دعمها في ظل العمل على حلّ الدولة اللبنانية مشاكلها السياسية والاقتصادية".

وحول باخرة النفط الإيراني، اعلن الوفد انه "لا داعي لاعتماد لبنان على الوقود الإيراني، فإننا نعمل بنشاط من أجل حل أزمة الوقود في لبنان".

وكان عون ابلغ الى الوفد "ان عملية تشكيل الحكومة الجديدة قطعت شوطاً كبيراً وان الكثير من العقبات قد ذللت"، آملاً "في ان تُشكل هذا الاسبوع"، وأكد "أن الانتخابات النيابية سوف تجري في موعدها في ربيع 2022 وسنسهر على ان تتم في أجواء من الحرية والنزاهة"، معتبراً "ان اجراء التدقيق المالي الجنائي الذي اوكل الى شركة "ألفاريز ومارسال" هو من ابرز الخطوات الإصلاحية التي يعتزم لبنان تحقيقها خلال الفترة المقبلة"، لافتاً الى "الحاجة الراهنة لمساعدات اقتصادية واجتماعية وإنسانية، إضافة الى استمرار دعم الجيش الذي تؤمنه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية. كذلك ستكون لاعادة اعمار لبنان حصة كبيرة في اهتمامات الحكومة العتيدة، تعزيزاً للاستقرار الاجتماعي". وجدد التزام لبنان تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرار 1701.

أما الرئيس بري فأمل امام الوفد "بانجاز حكومة في القريب العاجل" وأكد الالتزام باجراء الانتخابات النيابية في موعدها. كما أكد "على ضرورة حصول لبنان على إستثناءات تضمن حرية حركة الاستيراد والتصدير عبر حدوده البرية مع الشقيقة سوريا، بما يساعده في حل الكثير من الازمات الاجتماعية والحياتية الضاغطة على الشعب اللبناني".


MISS 3