"طالبان" تهاجم بانشير وتقترب من تشكيل حكومة

02 : 00

"المقاومة" جاهزة لحرب طويلة مع "طالبان" في بانشير (أ ف ب)

شنّت حركة "طالبان" هجوماً فاشلاً جديداً على وادي بانشير، أحد آخر جيوب المقاومة للنظام الأفغاني الجديد في شرق البلاد، كما أكدت "المقاومة" بالأمس. وتمّ شنّ الهجوم على جنوب بانشير من ولاية كابيسا، التي كانت تخضع لسيطرة الجيش الفرنسي قبل انسحابه من أفغانستان العام 2013. كما قادت هجوماً في شرق الوادي.

وقُتِلَ المئات من مجاهدي "طالبان" في الهجوم، بحسب جبهة المقاومة التي حذّرت من أن تنظيم "القاعدة" انضمّ إلى "طالبان" في الحرب الدائرة حول بانشير، وقالت: "تراجعت الولايات المتحدة والتاريخ يُعيد نفسه". وبينما أوضح المسؤول في جبهة المقاومة فهيم دشتي أن "طالبان" لم تتقدّم "ولا حتّى كيلومتراً واحداً"، أعلنت الحركة الجهادية أنها سيطرت على 10 مواقع في بانشير.

وفي الأثناء، أشارت "طالبان" إلى أنها قريبة من تشكيل حكومة جديدة، فيما نظمت عشرات النساء تظاهرة قلّ مثيلها للمطالبة بالحق في العمل والتعليم في ظلّ النظام الإسلامي الجديد الذي يواجه عراقيل اقتصادية كبرى وارتياباً واسعاً من قِبل الشعب.

وكشف مصدران من "طالبان" لوكالة "فرانس برس" أن الإعلان عن حكومة جديدة قد يحصل بعد صلاة الجمعة، في وقت تتّجه فيه الأنظار لمعرفة ما إذا كانت الحركة ستتمكّن من تشكيل حكومة قادرة على إدارة اقتصاد منهك واحترام تعهّداتها بتشكيل حكومة "جامعة"، بينما تُفيد معلومات بأنّ الحكومة من غير المرجّح أن تشمل نساء.

وحذّر نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، عدو "طالبان" اللدود الذي لجأ إلى وادي بانشير، من أن "انهيار الإقتصاد ونقص الخدمات سيُؤثران على الناس في القريب العاجل ولن يكون لأسلحتكم وأساليبكم العنيفة أي تأثير على المقاومة وغضب الناس. إنّها مجرّد مسألة وقت لا أكثر".

وفي مدينة هرات غرب البلاد، نزلت حوالى 50 إمرأة إلى الشوارع في تظاهرة ندر مثيلها للمطالبة بحق العمل، التعليم والاحتجاج على تغييب المرأة عن مؤسّسات الحكم. وردّدت النساء: "من حقنا أن نحصل على تعليم وعمل وأمن"، كما ردّدن: "لسنا خائفات، نحن متّحدات".

وفي الغضون، تعمل قطر مع "طالبان" على إعادة تشغيل مطار كابول في "أقرب وقت ممكن"، بعد توقف الملاحة فيه مع مغادرة آخر الجنود الأميركيين البلاد وتحوّل هذا المنفذ إلى ممرّ إنساني واستراتيجي مهمّ. كما أكدت تركيا أنها تدرس مقترحات "طالبان" ودول أخرى للمساهمة في إعادة الحياة إلى المطار.

توازياً، تعهّد وزير الدفاع لويد أوستن ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي خلال مؤتمر صحافي مشترك، "استخلاص العبر" من حرب أفغانستان، مؤكّدين أنّهما يشعران بـ"الألم والغضب" بعدما سيطرت "طالبان" على البلاد، في وقت تباحث فيه وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في شأن مقترحات لتشكيل "قوّة ردّ سريع" أوروبّية لمواجهة الأزمات الدولية المستقبلية بعد مشاهد الفوضى في مطار كابول.


MISS 3