الحكومة الأفغانيّة الجديدة تُبصر النور قريباً

الأنباء تتضارب حول سقوط بانشير بيد "طالبان"

02 : 00

تظاهرة نسائيّة تتحدّى "طالبان" في كابول أمس للمطالبة بحقوق المرأة (أ ف ب)

إحتفل مجاهدو "طالبان" بسيطرة حركتهم على ولاية بانشير بإطلاق نار كثيف في سماء العاصمة الأفغانية كابول، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن 3 مصادر من "طالبان" أن الحركة تُسيطر الآن على كافة أنحاء أفغانستان، بينما تضاربت الأنباء حول مدى توغّل "طالبان" داخل بانشير وما إذا كانت المنطقة بالفعل قد سقطت برمّتها تحت سيطرتها، خصوصاً مع تأكيد سكان بانشير أن هذه المعلومات زائفة.

وفي وقت سابق، كشف المتحدّث باسم "طالبان" الحنفي وردك عبر حسابه على "تويتر" أنه "تمّ تطهير منطقة بريان الكبيرة والإستراتيجية في بانشير بالكامل من التشكيلات الإجرامية، وهي ثاني أكبر منطقة في بانشير"، في وقت أعلنت فيه "المقاومة" مشاركتها في قتال عنيف ضدّ مجاهدي "طالبان" و"القاعدة" الذين يُحاصرون وادي بانشير.

وبعد تداول أنباء عن هروبه من وادي بانشير، ظهر نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، في فيديو ليؤكد أنه ما زال موجوداً في بانشير، لافتاً إلى أن قتالاً عنيفاً يدور بين جبهة "المقاومة" من جهة، وحركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" من جهة أخرى.

وفي الأثناء، لا تزال أفغانستان تنتظر إعلان حكومتها الجديدة بعد قرابة 3 أسابيع من عودتها إلى السلطة. وكان يُنتظر أن يُعلن بالأمس عن السلطة التنفيذية الجديدة التي سيتمّ التدقيق فيها عن كثب من الأفغان والمجتمع الدولي غير المقتنع حتى الآن بوعود الحركة الإسلامية حول انفتاحها.

لكن ناطقاً باسم "طالبان" كشف لوكالة "فرانس برس" أنّه لن يتمّ الإعلان عن تشكيلتها قبل السبت (اليوم) على أقرب تقدير. وبعدما أوضح نائب رئيس المكتب السياسي للحركة محمد عباس ستانيكزاي الأربعاء أن النساء سيتمكنّ من مواصلة العمل لكن "قد لا يكون لهنَّ مكان" في الحكومة المستقبلية أو في مناصب أخرى رفيعة، نزلت ناشطات أفغانيات إلى الشوارع في هرات الخميس وكابول الجمعة.

وفي غضون ذلك، عرضت دول الاتحاد الأوروبي شروطها لإقامة علاقات مع نظام "طالبان" في المستقبل، واتفقت على التنسيق في ما بينها لأجل ضمان حضور مدني لها في كابول للمساهمة في عمليات الإجلاء في حال توفير الأمن.

وقال وزير خارجية التكتل الأوروبي جوزيب بوريل خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لوزراء الخارجية في سلوفينيا: "علينا التحدّث إلى الحكومة الأفغانية الجديدة، وهذا لا يعني اعترافاً بل حواراً عملانيّاً".

من ناحيته، أمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أن تتصرّف "طالبان" بطريقة "متحضّرة" في أفغانستان، كي يتمكّن المجتمع الدولي من الحفاظ على علاقات ديبلوماسية مع كابول. كما قال بوتين إنّ "روسيا مهتمة بعدم تفكّك أفغانستان"، معتبراً أنه "إذا حصل هذا لن يكون هناك أي طرف للتفاوض معه".

إنسانيّاً، أعلنت الإمارات أنها أرسلت طائرة تحمل مساعدات طبّية وغذائية عاجلة إلى أفغانستان، بحسب بيان رسمي، في حين أعربت قطر عن أملها في فتح ممرّات إنسانية في المطارات الأفغانية خلال 48 ساعة، فيما يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى قطر بداية الأسبوع المقبل لإجراء محادثات تتناول الأزمة الأفغانية.

كذلك، سيتوجّه بلينكن إلى ألمانيا، حيث سيترأس مع نظيره الألماني هايكو ماس اجتماعاً وزاريّاً عبر الفيديو مخصّصاً لأفغانستان، يُشارك فيه ممثلون عن 20 دولة.