"طالبان" تتقدّم في بانشير وواشنطن تُحذّر من حرب أهليّة

02 : 00

تغيّر وجه كابول بعد سيطرة "طالبان" عليها (أ ف ب)

تقدّم مقاتلو "طالبان" في ولاية بانشير في مواجهتهم الضارية مع جبهة المقاومة، في وقت حذّر فيه رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي من أن أفغانستان تُواجه خطر الإنزلاق إلى حرب أهلية أوسع نطاقاً من شأنها أن توفر أرضاً خصبة للإرهاب.

وبينما تسعى "طالبان" إلى سحق قوات المقاومة التي لا تزال تُدافع عن وادي بانشير بشراسة، أفاد المسؤول في "طالبان" بلال كريمي عن حصول مواجهات عنيفة في بانشير. وأكّد عناصر المقاومة قدرتهم على إبعاد مسلّحي الحركة الجهادية ومعها تنظيم "القاعدة"، لكن ثمة محلّلون حذّروا من أن قوّات المعارضة تواجه صعوبات هائلة.

ووصلت "طالبان" إلى قرية أنابة، التي تقع على بُعد نحو 25 كلم شمالاً داخل الوادي البالغ طوله 115 كلم، لكن تقارير غير مؤكدة أشارت إلى أن "طالبان" استولت على مناطق أخرى كذلك، في حين لا يزال الوضع ضبابيّاً بالنسبة إلى التقدّم الميداني. ويُشير كلّ طرف إلى أنه كبّد الآخر خسائر كبيرة.

وبعدما حصلت "طالبان" على كمّيات هائلة من الأسلحة والذخيرة بعد الإنسحاب الأميركي وانهيار الجيش الوطني الأفغاني، حذّر نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، الموجود في بانشير إلى جانب أحمد مسعود (نجل القيادي التاريخي المناهض لـ"طالبان" أحمد شاه مسعود)، من وضع قاتم.

وتحدّث صالح في بيان عن "أزمة إنسانية واسعة النطاق" مع آلاف "النازحين جرّاء هجوم طالبان". لكن الجنرال مارك ميلي شكّك في مدى قدرة الحركة على ترسيخ سلطتها مع تحوّلها من قوّة تخوض حرب عصابات إلى حكومة.

وقال ميلي لشبكة "فوكس نيوز" السبت: "أعتقد أن هناك على الأقلّ احتمالاً كبيراً جدّاً باندلاع حرب أهلية أوسع، من شأنها أن تؤدّي إلى ظروف يُمكنها في الواقع أن تُفضي إلى إعادة تشكّل "القاعدة" أو تنامي تنظيم "الدولة الإسلامية أو مجموعات إرهابية أخرى".

وتابع: "الظروف تُرجّح للغاية، بأن نشهد عودة للإرهاب من هذه المنطقة بالعموم في غضون 12 أو 24 و36 شهراً". ووسط هذه المخاوف، حضّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأفغان على وقف العنف فوراً، وذلك في تقرير رفع إلى مجلس الأمن نهاية الأسبوع الماضي.

وفي الأثناء، دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إلى إجراء حوار مع "طالبان"، التي تستعدّ لإعلان حكومتها، بهدف مواصلة عمليات الإجلاء من كابول. وقالت ميركل خلال مؤتمر صحافي في مقاطعة رينانيا شمال فستفاليا: "علينا ببساطة التحدّث إلى "طالبان" عن كيفية تمكّننا من إخراج الأشخاص الذين عملوا لصالح ألمانيا ونقلهم إلى مكان آمن"، فيما أكدت "طالبان" أن الحركة ترغب في "علاقات ديبلوماسية صلبة ورسمية مع ألمانيا".


MISS 3