بلينكن في الدوحة لإجراء محادثات حول أفغانستان

بانشير يسقط بيد "طالبان" ومسعود يدعو إلى انتفاضة!

02 : 00

عناصر من الوحدة الخاصة التابعة لـ"طالبان" ينتشرون حول موقع مدمّر لـ"سي آي إيه" (أ ف ب)

سيطرت "طالبان" على أفغانستان بالكامل بعد سقوط وادي بانشير بسرعة قياسية بيدها، فيما دعا قائد جبهة المقاومة الوطنية أحمد مسعود إلى "انتفاضة وطنية" ضدّ الحركة الجهادية.

وقال المتحدّث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد في بيان: "مع هذا الإنتصار، خرج بلدنا بشكل كامل من مستنقع الحرب"، مضيفاً: "سيعيش الناس الآن بحرّية وسلامة وازدهار".

وسارع مسعود إلى الردّ على الحركة، داعياً جميع الأفغان إلى "انتفاضة وطنية من أجل كرامة بلدنا وحرّيته وازدهاره"، في حين أكدت الجبهة أنها لا تزال تُسيطر على "مواقع إستراتيجية" في الوادي وأنها "مستمرّة في القتال" ضدّ "طالبان".

ولكنّ مجاهد عاد وحذّر خلال مؤتمر صحافي من أن "كلّ من يُحاول القيام بانتفاضة سيُواجه قمعاً شديداً". كما دعا عناصر القوات المسلّحة الحكومية السابقة، التي قاتلت "طالبان" طوال 20 عاماً، إلى الإنضمام إلى أجهزة الأمن الجديدة إلى جانب الحركة.

وعرضت جبهة المقاومة الوطنية ليل الأحد - الإثنين وقف إطلاق نار، بعد أنباء أفادت بأنّها تكبّدت خسائر فادحة خلال عطلة نهاية الأسبوع، فيما أقرّت بمقتل المتحدّث باسمها فهيم دشتي.

ودانت إيران بشدّة الهجوم على وادي بانشير، بعدما امتنعت عن انتقاد "طالبان" منذ سيطرتهم على البلد الذي تتقاسم معه حدوداً على طول أكثر من 900 كلم.

وعلى الصعيد السياسي، لم تُعلن "طالبان" بعد تشكيلة حكومتها الجديدة بعدما كان من المتوقع بالأساس أن تكشفها في أواخر الأسبوع الماضي، بينما أوضح مجاهد أنه سيتمّ إعلان حكومة انتقالية خلال الأيام المقبلة بعد تسوية آخر المسائل الفنية العالقة.

وعلى الصعيد الديبلوماسي، وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى الدوحة بالأمس لإجراء محادثات مع القطريين حول الأزمة الأفغانية. وبُعيد وصوله، أعلن مسؤول أميركي كبير أن 4 أميركيين غادروا أفغانستان الإثنين برّاً في إطار عمليات رحيل رتبتها الولايات المتحدة للمرّة الأولى منذ انسحابها من البلاد في نهاية آب.

وبلينكن الذي يُرافقه وزير الدفاع لويد أوستن هو أرفع مسؤول أميركي يزور المنطقة منذ سيطرة "طالبان" المفاجئة على الحكم في أفغانستان في 15 آب واستكمال الإنسحاب الأميركي من البلاد.

وقبل وصوله أشار بلينكن إلى أنّه سيُعبّر للقطريين عن امتنان واشنطن العميق "لكلّ ما قاموا به لدعم جهود الإجلاء"، لافتاً إلى أنه سيلتقي أفغاناً تمّ إجلاؤهم. كما سيلتقي ديبلوماسيين أميركيين نقلوا مهامهم من السفارة المغلقة في كابول إلى الدوحة.

وسيتحدّث بلينكن أيضاً إلى القطريين عن المساعي الصعبة، بالتعاون مع تركيا، لإعادة فتح مطار كابول المُغلق منذ مغادرة الأميركيين، وهو ما يُعتبر أولوية لإيصال المساعدات الإنسانية اللازمة وإجلاء من تبقى من الأفغان.

وبحسب مسؤولين أميركيين، لا يعتزم بلينكن أن يلتقي شخصيّاً في الدوحة ممثلين عن حركة "طالبان"، حتّى لو لم يتمّ استبعاد حوار كهذا في المستقبل.

وبعد قطر، يزور بلينكن الأربعاء قاعدة رامشتاين الجوّية في ألمانيا، والتي تستضيف موَقتاً آلاف الأفغان الذين ينتظرون التوجه إلى الولايات المتحدة. ويعقد بلينكن هناك اجتماعاً وزاريّاً افتراضيّاً في شأن الأزمة الأفغانية مع مسؤولين من 20 دولة.

من جهة أخرى، لا يزال الوضع الإنساني في أفغانستان حرجاً. ووصل رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إلى كابول، حيث سيعقد على مدى أيام اجتماعات مع قادة "طالبان" الذين تعهّدوا الأحد ضمان سلامة عمّال الإغاثة ووصول المساعدات، بحسب الأمم المتحدة.


MISS 3