طبّ تقويم العظم...مفيد منذ ولادة طفلك؟

10 : 13

Doctor challenges and treats a small child in a white room

يخضع الطفل لجلسة تقويم عظم، على غرار والده ووالدته، مع أنه وُلد لتوه. يسهم هذا العلاج، الذي يزداد عدد الأطفال الحديثي الولادة الذين يخضعون لممارساته الفائقة الرقة، في التخفيف من علل عدة تصيب الصغار خصوصاً.

"يستطيع طب تقويم العظم التدخل عندما يعاني الطفل الحديث الولادة ألماً واضحاً إما بسبب الولادة أو بسبب حالته الصحية"، يوضح أندريه سوسان، خبير تقويم عظام متخصص في اضطرابات الأطفال. كذلك قد يكون تقويم العظم الحل إذا تبيّن، بعد معالجة الحالات الطارئة التي تهدد الحياة، أن الطفل مصاب بتشوهات واضحة في الجمجمة أو العمود الفقري أو يعاني صدمة جراء عملية وضع صعبة. يشدِّد الخبراء على ضرورة خضوع المولود الجديد لمعاينة معالج متخصص في تقويم العظام عند ولادته قبل خروجه من المستشفى، لأن هذه الخطوة تسمح باكتشاف مطلق علّة مبكراً.

انفتال العنق الخلقي

تُعتبر هذه المشكلة الأكثر وضوحاً، وتعود غالباً إلى وضعية الطفل السيئة في الرحم. قد يبقى الطفل في هذه الوضعية السيئة لأسابيع أو حتى أشهر. نتيجة لذلك، تتعرّض عضلات عنقه العميقة لتشنجات وانقباضات في محاولة للتعويض.

تفاصيل العلاج الملائم:

• يضغط المعالج برفق عند قاعدة الجمجمة ومستوى العمود الفقري. يتدخل على مرحلتَين: يقدّم للطفل أولاً راحة موقتة متبعاً تقنيات تليين لطيفة جداً تسمح له بإرخاء عضلاته، ثم يعمل على مستوى أكثر عمقاً، مليناً الجسم بأكمله.

• يتبع الخبير "مساراً عكسياً" إذا جاز التعبير كي يفهم في أية لحظة تعرّض الطفل لأذى، أو صدمة، أو عبور صعب، بتتبعه توتر مجموعات العضلات بواسطة حركة آلية انسيابية ولطيفة جداً، بشكل يعيد التناغم إلى الانقباضات العضلية.

• أما هدف العلاج، فهو استعادة التوازن بين العضلات التي تتوزع على جانبَي العنق، السطحية منها والعميقة، متبعاً مساراً معاكساً لانفتال العنق الذي أُصيب به الطفل.الرأس الوارب

الرأس الوارب تشوّه يصيب جمجمة الطفل المولود حديثاً، التي تتألّف في هذه المرحلة من غضاريف وأغشية. تظهر عظام الجمجمة تدريجاً. ويحدث أحياناً أنها تتشوّه عند الولادة أو خلال الأشهر الثلاثة التي تليها نتيجة تعرض مفاصل عظم الجمجمة لضغوط مؤذية في الرحم مثلاً.

تفاصيل العلاج الملائم:

• يطبّق الخبير دوماً ممارسات بالغة الرقة، ويعمل على محورين رئيسين: تجويف الجمجمة (عظام مثل العظم الصدغي أو القذالي) وعظم الخط المركزي الذي يمتدّ من أسفل الجمجمة إلى مقدمتها. يؤدي هذا العلاج غالباً إلى نتائج إيجابية جداً. ومن الممكن ملاحظة تبدل واضح في غضون ثلاث إلى أربع جلسات. يخبر طبيب الأطفال الأهل عادةً أن لا داعي للقلق وأن هذه المشكلة ستزول تلقائياً. وهذا ما يحدث في بعض الحالات. انما ثمة أولاد في سن الرابعة أو الخامسة يعانون وضعيات جمجمة تفتقر إلى التماثل وأحياناً مشوهة.

الألم الجسدي الناجم عن الوضع

لا ينفك الطفل يبكي ويبدو جلياً أنه يعاني. قد يعود ذلك إلى المشقة التي اختبرها أثناء الولادة مع كل ما يرافقها من إجهاد يواجهه الطفل: الضجة، وصوت المعدات التي تسقط، والضوء القوي...

تفاصيل العلاج الملائم:

• يحاول الخبير أن يبني رابطاً حسياً مع الطفل. فيمدّه، مثلاً بالإحساس بالأمان بإحاطته بيدين كبيرتين مطمئنتين، وبلمسه، وبالتحدث إليه.

• يروح يتحدث أحياناً كما لو أن الطفل يستطيع فهم كل ما يقوله. يخوض الطبيب نوعاً من حوار مع الطفل. هذا أمر مذهل. يسترخي الصغير بالكامل ويتبدد كل التوتر السابق الذي عاناه عندما كان جنيناً.

• يملك الطبيب أيضاً تقنيات إصغاء خاصة بالجمجمة الهدف منها تصحيح مجموعة بنى الضغط عند قاعدة الجمجمة.


MISS 3