"حكومة طالبان" تُبصر النور: التظاهر ممنوع!

02 : 00

وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيَّيْن يلتقيان بشبّان أفغان في الدوحة أمس (أ ف ب)

كشفت حركة "طالبان" بالأمس نواة "حكومتها الإسلامية" الجديدة وعلى رأسها القيادي المخضرم المُدرج على لائحة الأمم المتحدة السوداء الملا محمد حسن أخوند، الذي كان مساعداً لوزير الخارجية خلال فترة الحكم السابقة لـ"طالبان"، فيما أُسندت كلّ الحقائب الرئيسية إلى قياديين إسلاميين أساسيين في الحركة.

وأوضح المتحدّث الرئيسي باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد خلال مؤتمر صحافي أن الحكومة الجديدة ستكون موَقتة، مشيراً إلى أن المؤسّس المشارك لـ"طالبان" عبد الغني برادر سيكون نائباً لرئيس الحكومة. وضمن التعيينات التي أُعلنت، سيتولّى الملا يعقوب نجل مؤسّس الحركة الملا عمر، وزارة الدفاع، فيما يتولّى سراج الدين حقاني، زعيم شبكة "حقاني"، وزارة الداخلية.

وبُعيد الإعلان عن التعيينات، أدلى زعيم "طالبان" هيبة الله أخوند زادة بأوّل تعليق له منذ سيطرة الحركة على أفغانستان، مؤكداً أن الحكومة الجديدة "ستبذل كلّ ما بوسعها للتمسّك بالشريعة الإسلامية في البلاد"، بينما اعتبر مراقبون أن "طالبان الجديدة"، مثل "طالبان القديمة".

وفي الأثناء، أعلنت واشنطن أنها "ليست في عجلة" للإعتراف بالحكومة الجديدة، مؤكدةً أن "الأمر سيعتمد على الخطوات التي تتّخذها طالبان". وجاء الإعلان عن الحكومة الأفغانية الجديدة وسط تصاعد الاحتجاجات الرافضة لحكم "طالبان"، ومقتل شخصَيْن في مدينة هرات أمس، بعدما فتح عناصر الحركة النار لتفريق حشود كانت قد تجمّعت للتنديد بباكستان.

وتشي تظاهرات متفرّقة في الأيام الماضية بتشكيك الكثير من الأفغان بقدرة "طالبان" على ترجمة الوعود بحكم أكثر اعتدالاً إلى حقيقة، لا سيما وأنّ المتحدث باسم "الحركة" حذّر الناس من النزول إلى الشارع، قائلاً: "إلى أن تفتح كافة المكاتب الحكومية ويتمّ شرح قوانين الاحتجاجات، لا ينبغي على أحد التظاهر!".

وفي الدوحة، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن "طالبان" تعهّدت مجدّداً بالسماح للأفغان بالمغادرة بحرّية، بينما يُواجه الرئيس الأميركي جو بايدن ضغوطاً متزايدة بسبب تقارير تُفيد بوجود مئات العالقين من بينهم أميركيون، مُنِعوا من السفر في شمال أفغانستان.

ميدانياً، أكد أحمد والي مسعود شقيق القائد الراحل أحمد شاه مسعود، إحدى أبرز الشخصيات المقاومة لـ"طالبان"، أن الحركة لم تُسيطر على منطقة بانشير بكاملها في أفغانستان.

وقال مسعود خلال ندوة حول أفغانستان نظمتها جامعة سويسرية والبعثة الدائمة لأفغانستان لدى الأمم المتحدة في جنيف: "أتى مسلّحو "طالبان" مع مجموعة من الإرهابيين للسيطرة على طريق بانشير. أولئك الذين يعرفون جغرافيا بانشير يعرفون ذلك. لقد جاؤوا ليأخذوا طريقاً واحداً... لكن بانشير فيها كثير من الوديان".

وأضاف: "لذلك لا تعتقدوا أنهم سيطروا على بانشير لأنّهم سيطروا على الطريق". وتابع: "ما زال لدينا آلاف المقاتلين في الوادي، يُمكنهم العودة في أي وقت. لقد تأثرنا، لكنّنا لم نمت، ما زلنا على قيد الحياة".

وفي الغضون، ناشدت الأمم المتحدة جمع نحو 200 مليون دولار كتمويل إضافي لتوفير مساعدات أساسية وملحّة لأفغانستان. وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن المبلغ الإضافي يعني أن هناك حاجة الآن لمبلغ قدره 606 ملايين دولار كمساعدات لأفغانستان حتّى نهاية العام.

وقال المتحدّث باسم المكتب ينس لاركيه إنّ "الخدمات الأساسية في أفغانستان تنهار، والغذاء وغير ذلك من المساعدات التي يُمكن أن تُنقذ الأرواح على وشك النفاد"، في حين حذّر الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك من أن أفغانستان تُواجه "كارثة إنسانية محدقة".


MISS 3