وزير خارجيّة قطر يزور إيران لبحث "القضيّة الأفغانيّة"

أوّل رحلة إجلاء منذ الإنسحاب الأميركي تُغادر كابول

02 : 00

الركاب خلال صعودهم إلى طائرة الإجلاء القطرية في كابول أمس (أ ف ب)

غادر 100 شخص بينهم أميركيون العاصمة الأفغانية كابول عبر مطارها الدولي أمس، في أوّل رحلة إجلاء منذ استكمال الإنسحاب الأميركي في 30 آب، فيما أشادت واشنطن بـ"تعاون ومرونة" حركة "طالبان" في عملية الإجلاء من أفغانستان.

وهبطت الطائرة في مطار حمد الدولي في الدوحة، التي تحوّلت إلى نقطة عبور رئيسية للاجئين الأفغان، والتي عملت مع تركيا لاستئناف العمليات بسرعة في مطار كابول من أجل السماح بنقل الأشخاص والمساعدات.

وأفاد مصدر مطّلع على العملية لوكالة "فرانس برس" بأنّ الطائرة من طراز "بوينغ 777" كانت تقلّ نحو 100 راكب بينهم أميركيون وكنديون وألمان وأوكرانيون. ومن المقرّر استقبال جميع الركاب في مجمّع للاجئين الأفغان في الدوحة.

وكانت مصادر أخرى قد أفادت في وقت سابق بأنّ نحو 200 شخص على متن الطائرة، فيما أشاد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بموافقة "طالبان" على السماح بالرحلة خلال زيارة لباكستان.

وكشف أحد الركاب ويحمل الجنسيّتَيْن الأفغانية والأميركية قُبيل صعوده الطائرة مع عائلته، أن وزارة الخارجية الأميركية اتصلت به صباحاً وطلبت منه التوجّه إلى المطار.

وأظهرت لقطات مباشرة بثّتها قناة "الجزيرة" القطرية مجموعات من المسافرين، بينهم نساء وأطفال وكبار في السنّ، ينتظرون وإلى جانبهم حقائبهم على المقاعد في بوابات مطار العاصمة الأفغانية.

ومن أصل أكثر من 120 ألف شخص تمّ نقلهم جوّاً من أفغانستان، عبر أكثر من نصفهم من قطر التي لعبت دور الوسيط الرئيسي بين حركة "طالبان"، التي افتتحت مكتباً سياسيّاً في قطر العام 2013، والمجتمع الدولي، بما في ذلك واشنطن، إلى أن استكملت الحركة الإسلامية سيطرتها على البلاد الشهر الماضي.

وبعيداً عن المطار، شوهد تواجد أكبر لعناصر من "طالبان" في شوارع كابول أمس. وكان مقاتلون مسلّحون، من بينهم عناصر من القوات الخاصة بلباس عسكري، يقفون عند زوايا الشوارع ويشرفون على حواجز.

وفي ساعة متأخرة الأربعاء، بادرت "طالبان" إلى وأد أي تظاهرات معارضة أو حراك شعبي مناهض للحركة، وأعلنت أن التظاهر بحاجة إلى إذن مسبق من وزارة العدل، محذّرةً من أنه "في الوقت الحالي" لا يُسمح بأي تظاهرة.

وأُعيد تفعيل وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما أثار مخاوف الأفغان. وحتّى مع ترسيخ "طالبان" نفوذها، فإنّها تُواجه قضايا ضخمة بتوليها مقاليد الحكم في أفغانستان التي ترزح تحت صعوبات اقتصادية وتحدّيات أمنية، من بينها ذلك الذي يطرحه الفرع المحلّي من تنظيم "الدولة الإسلامية".

توازياً، التقى وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في طهران، لبحث آخر التطوّرات في أفغانستان. وذكرت وكالة "إسنا" الإيرانية أن الوزير القطري أجرى مباحثات مع عبد اللهيان في شأن "قضايا إقليمية ودولية"، مشيرةً إلى أنه "سيلتقي مسؤولين آخرين" خلال زيارته.

وغرّد وزير خارجية قطر، الذي سبق والتقى نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في الدوحة هذا الأسبوع، أن الهدف من اللقاء كان "التباحث في تطوّرات الشأن الأفغاني". وأضاف أن "دولة قطر تُؤمِن بضرورة تضافر الجهود والرؤى الدولية تجاه أفغانستان لضمان حلّ كامل وشامل".