كيف يصل لبنان إلى كأس العالم؟

02 : 00

سامر الحلبي

قد يظنّ البعض أنّ مجرّد وصول منتخب ما إلى التصفيات الحاسمة المؤهلة لكأس العالم يعني أنه أصبح قاب قوسين من بلوغ هدفه، طبعاً هذا حلمٌ مشروع للجميع، ولكن علينا أن ننظر إلى الأسس العلمية والقواعد التي تراعي هذا الوصول وعملية البناء المسبق كيف تمّت.

أما بالنسبة للمنتخب اللبناني، فوصوله إلى هذه المرحلة المتقدّمة هو بحدّ ذاته إنجاز كبير وسط الظروف الصعبة التي نعيشها في أيامنا هذه، ولكن لبلوغ المونديال لا بدّ من شروط وأسس راسخة ومنطقية، فالعمل السليم يبدأ من خلال دعمٍ مطلق ومفتوح من الدولة ووزارة الشباب والرياضة، كما من إتحاد اللعبة على مدى العام بأكمله، لكي يتسنّى للمنتخب إقامة المعسكرات وخوض مباريات دولية على مستوى عالٍ.

ثانياً لا بدّ من دراسة معمّقة للمنتخبات العربية المحيطة بنا لمعرفة الأسباب التي تمكّنها من بلوغ كأس العالم.

ثالثاً لا بدّ من وجود دوريّ محليّ قويّ وبطولات مواكبة تؤمّن الاحتكاك الفاعل للاعبين وتحفّزهم على البذل بسخاء.

رابعاً دراسة يوميات اللاعب اللبناني بعناية وتوفير المناخ المناسب له ومتابعته في حياته الشخصية، وخصوصاً مَن يدمنون السهر وتدخين النرجيلة وعدم التهاون معهم، وهنا يقع العاتق على إدارات الأندية، ومن مهامها تأمين "نصف إحتراف" على أقلّ تقدير لأنّ راحة اللاعب النفسية أمرٌ في غاية الأهمية، ومن خلالها يمكنه أن يبذل جهداً مضاعفاً، وهذا قد يساعده في منحه فرصاً لعروض إحتراف خارجية سترفع بلا شكّ من مستواه ومستوى المنتخب الوطني، وتزيد منسوب التحدّي في المناسبات الكبرى، ومن بينها التصفيات المونديالية بطبيعة الحال.

إذاً، العمل الجماعي بدءاً من رأس الهرم الى أسفله، والتخطيط المدروس والعلميّ والعمليّ هما وحدهما اللذان يؤتيان بالثمار المرجوة، وإلا لا جدوى من الكلام والأماني، وستبقى مشاركات منتخبنا الوطني من باب "تأدية الواجب" والخروج المستمرّ والعودة الى بيروت بخفي حنين.

سامر الحلبي
صحافي وناقد رياضي


MISS 3