إدارة بايدن ترفع السرّية عن وثيقة حول هجمات 2001 الإرهابيّة

الرياض: المملكة طالبت بالكشف عن كلّ وثائق 11 أيلول

02 : 00

تعرّض بايدن إلى ضغوط من قبل أفراد عائلات ضحايا 11 أيلول (أ ف ب)

بعدما رفعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السرّية عن وثيقة لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) حول هجمات 11 أيلول 2001 الإرهابية، جدّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أمس التأكيد على أن المملكة متمسّكة بمكافحة الإرهاب مع حلفائها، مشدّداً على أن السعوديّة لطالما طالبت بالكشف عن كلّ الوثائق المتعلّقة بإعتداءات 11 أيلول.

واعتبر وزير خارجية السعودية خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمسوي من الرياض أن كافة الوثائق الأميركية أكدت عدم تورّط المملكة في تلك الإعتداءات الإرهابية، مؤكداً أن بلاده شريكة في مكافحة الإرهاب وستعمل دوماً مع حلفائها في هذا المجال.

وأتت تصريحات الأمير فيصل بن فرحان بعدما أصدرت واشنطن مساء السبت وثيقة من 16 صفحة رفعت عنها السرّية، تتعلّق بالفترة التي سبقت تلك الهجمات الإرهابية المروّعة. ولم تُقدّم تلك الصفحات المنقحة جزئيّاً أي دليل على تورّط الحكومة السعودية في تلك الإعتداءات الإرهابية التي هزّت أميركا والعالم في حينه.

كما لم تجد لجنة حكومية أميركية أي دليل يُفيد بأنّ المملكة موّلت تنظيم "القاعدة"، الذي وفّرت له حركة "طالبان" الأفغانية ملاذاً آمناً آنذاك، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز" بناءً على ما كشفته تلك الوثيقة.

وأظهرت الوثيقة التي يعود تاريخها إلى الرابع من نيسان 2016 وكانت سرّية حتّى الآن، وجود ارتباطات بين عمر البيومي، الذي كان حينها طالباً لكن يُشتبه في أنه كان عميلاً للإستخبارات السعودية، وعنصرَيْن في تنظيم "القاعدة" شاركا في مخطّط خطف وصدم الطائرات الأميركية الأربع بأهداف في نيويورك وواشنطن قبل 20 عاماً.

وبناءً على مقابلات حصلت في 2009 و2015 مع مصدر بقيت هويّته سرّية، تكشف الوثيقة تفاصيل اتصالات ولقاءات جرت بين البيومي والخاطفَيْن نواف الحازمي وخالد المحضار بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا العام 2000 قبل الإعتداءات.

كما تُشير الوثيقة إلى صلات سبق أن تحدّثت عنها تقارير بين الخاطفَيْن وفهد الثميري، الذي كان إماماً محافظاً في مسجد الملك فهد في لوس أنجليس ومسؤولاً في القنصلية السعودية في المدينة ذاتها.

وتتحدّث الوثيقة أيضاً عن أن أرقام الهواتف المرتبطة بالمصدر تكشف عن اتصالات مع عدد من الأشخاص الذين ساعدوا الحازمي والمحضار عندما كانا في كاليفورنيا، بمن فيهم البيومي والثميري، إضافةً إلى المصدر نفسه.

وأفادت الوثيقة بأنّ المساعدة التي قدّمها البيومي للحازمي والمحضار شملت الترجمة والسفر والإقامة والتمويل. كما لفتت إلى أن زوجة المصدر الذي تحدّث إلى "أف بي آي" أكدت لمكتب التحقيقات الفدرالي أن البيومي تحدّث مراراً عن "الجهاد".

وكشفت الوثيقة كذلك حصول لقاءات واتصالات هاتفيّة وغيرها من أشكال التواصل بين البيومي والثميري من جهة وأنور العولقي من جهة أخرى، وهو داعية ولد في الولايات المتحدة وتحوّل إلى شخصية بارزة في تنظيم "القاعدة"، قبل أن يُقتل بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في اليمن العام 2011.

ورغم نشرها، إلّا أن أجزاء عديدة في الوثيقة كانت محذوفة ولم تُظهر أي رابط مباشر وواضح بين الحكومة السعودية والخاطفين. ونُشرت بعدما تعرّض بايدن إلى ضغوط من قبل أفراد عائلات ضحايا الإعتداءات الذين رفعوا دعوى قضائية ضدّ السعودية متّهمين إيّاها بالتواطؤ.


MISS 3