جورج الهاني

ماذا يعرفُ كلاس عن وزارة الشباب والرياضة؟

13 أيلول 2021

02 : 00

الوزير جورج كلاس

وأنا أتصفّح السيرة الذاتية الحافلة لوزير الشباب والرياضة الجديد العميد جورج كلاس، والذي يفتخرُ ويعتزّ بها كلّ مواطن لبنانيّ، لفتني في الحال أمرٌ مستغرب، وهو عدم معرفته وإلمامه بالشؤون الرياضية لا من قريب ولا من بعيد، وهو الأكاديميّ المتميّز الآتي من عالم الإعلام والثقافة، حيث وظّف كلّ طاقاته وعلاقاته العامة من أجلهما على مدى أكثر من أربعين عاماً.

وفي هذا السياق قد يقول البعض إنّ غالبية الذين تعاقبوا على هذه الوزارة منذ العام 2000 حتى اليوم، إن لم يكن جميعهم، لم يكونوا من أهل الوسط ولا من أنسبائه أو المقرّبين منه، ولكن لهؤلاء نقول: وهل نجح الوزراء المتعاقبون في تحسين وتطوير القطاع الرياضي المهترئ، وفي خلق جيل جديد واعد من الأبطال والبطلات اللبنانيين القادرين على تمثيل وطنهم على أحسن وجه وإحراز الميداليات الملوّنة في الإستحقاقات الخارجية المهمّة، وفي مقدّمها دورات الألعاب الأولمبية؟

إنّ الرياضة في لبنان بحاجة ماسّة لأهل الإختصاص في السلطة لإنقاذها والنهوض بها مجدداً، وهذا بالتأكيد لا ينطبق أبداً على الوزير كلّاس الذي يجهلُ مكامن الضعف والخلل والفساد في الجسم الرياضي المترهّل، ولا يعرف شيئاً عن هموم الرياضيين ومعاناتهم وخيباتهم، مما يُجبر العديد منهم الى النفور واليأس، وبالتالي الإبتعاد قسراً عن ألعابهم تحت وطأة الضغوطات والهموم اليومية المتراكمة.

ماذا كان يمنعُ الرئيسان ميشال عون ونجيب ميقاتي من التفاهم على اسم لوزير الشباب والرياضة متمرّس وخبير في هذا المجال، وقادر على أن يجسّد آمال وتطلعات الرياضيين الكثر، بعيداً من المحاصصة وجوائز الترضية التي تُمنحُ لهذا الفريق السياسي أو ذاك خلال المشاورات التي تسبق إقتسام "الجبنة" الحكومية، أما السؤال الأهمّ فهو الى متى ستبقى هذه الوزارة هامشية أو مهمّشة عمداً، وكأنهم يتقصّدون تحطيم أحلام الشباب وجرّهم الى الإحباط، ولاحقاً الى الهُجرة.


MISS 3