قطر تدعم "مصالحة وطنيّة" في أفغانستان

غوتيريش يُؤيّد التواصل مع "طالبان"

02 : 00

غوتيريش متحدّثاً خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع وزاري في جنيف أمس (أ ف ب)

إعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس أنّه "من المهمّ جدّاً" أن تتواصل المنظمة الدولية مع حركة "طالبان" لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان وتوزيعها.

وقال غوتيريش خلال مؤتمر صحافي على هامش اجتماع وزاري في جنيف سيسمح بجمع مساعدات تزيد قيمتها عن 600 مليون دولار لمساعدة المنظمات الإنسانية هناك: "يستحيل توفير المساعدة الإنسانية في أفغانستان من دون التواصل مع حركة "طالبان" في هذه المرحلة".

وأضاف: "أرى أنه من المهمّ جدّاً التواصل مع "طالبان" في هذه المرحلة على صعيد كلّ الجوانب التي تُثير قلق الأسرة الدولية، أكان الإرهاب أو حقوق الإنسان أو المخدّرات أو طبيعة الحكومة".

وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: "نحن حرصاء على أن تُشكّل المساعدة الإنسانية رافعة للحصول على تعهّد فعلي من حركة "طالبان" على صعيد كلّ الجوانب الأخرى التي تشغل المجتمع الدولي".

كما دعا الدول إلى تقديم المساعدات التي يحتاجها الأفغان بشدّة ودعم النساء وغيرهنَ من الفئات التي يبدو أن "طالبان" تُهدّد حقوقها، معتبراً أن "الشعب الأفغاني يحتاج إلى طوق نجاة".

وأردف: "بعد عقود من الحرب والمعاناة وانعدام الأمن، قد يكونون أمام اللحظة الأكثر خطورة الآن"، مضيفاً: "لا يرتبط هذا المؤتمر بكلّ بساطة بما سنُعطيه للشعب الأفغاني فحسب، بل إنّه مرتبط بما ندين لهم به".

وفي الغضون، أعربت المفوضة العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ميشيل باشليه عن "خيبة أمل" لافتقار حكومة "طالبان" في أفغانستان للتنوّع، معربةً عن قلقها في شأن معاملة النساء والقمع الذي يزداد عنفاً ضدّ الأصوات المعارضة. وقالت باشليه خلال افتتاح الدورة 48 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: "أشعر بخيبة أمل بسبب عدم شمولية ما يُسمّى بالحكومة الإنتقالية، التي لا تتضمّن أي إمرأة وتضمّ عدداً ضئيلاً من الأعضاء غير البشتون".

وندّدت أيضاً بعمليات مطاردة تجري "من منزل إلى منزل"، بحثاً عن أعضاء الحكومة السابقة أو الجنود أو الأشخاص الذين عملوا مع القوّات الأجنبية المتمركزة في البلاد حتى وقت قريب، وبالتهديدات ومحاولات الترهيب التي تستهدف المنظمات غير الحكومية أو موظّفي الأمم المتحدة، خلافاً للوعود بالعفو التي قطعتها حركة "طالبان".

بدورها، أعربت إيران عن أسفها لأنّ الحكومة التي شكّلتها حركة "طالبان" لا تُمثل جميع الأفغان، ودعت "جميع الأطراف" إلى التفاوض لتشكيل حكومة "ممثلة للتنوّع".

وفي وقت لاحق، جدّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان موقف بلاده من الوضع في أفغانستان خلال اتصال هاتفي مع نظيره البريطاني دومينيك راب. وأعلن عبد اللهيان أن إرساء الأمن والإستقرار في أفغانستان، مرهون بإقامة حكومة شاملة تُشارك فيها كافة المجموعات الإتنية الأفغانية.

تزامناً، أكد وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان أن قطر تدعم "تحقيق المصالحة الوطنية" في أفغانستان، معتبراً أنها "صمام الأمان" الوحيد لإستقرار البلاد.

وفي الأثناء، حطّت طائرة باكستانية في مطار كابول في أوّل رحلة تجارية أجنبية منذ سيطرة "طالبان" على العاصمة الأفغانية منتصف الشهر الماضي.


MISS 3