بلينكن يُدافع عن الانسحاب من أفغانستان أمام الكونغرس

"طالبان" تشكر العالم وتطلب من واشنطن إظهار تعاطفها

02 : 00

قطر حذّرت من عدم قدرتها على تحمّل مسؤوليّة مطار كابول (أ ف ب)

شكرت "طالبان" العالم أمس على تعهدات بمئات ملايين الدولارات من المساعدات الطارئة لأفغانستان، وحضّت الولايات المتحدة على إظهار تعاطفها في تعاملاتها المستقبلية.

وبعد إعلان الأمم المتحدة عن تعهّدات بقيمة 1.2 مليار دولار من المساعدات لأفغانستان، قال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية الموَقتة أمير خان متقي خلال مؤتمر صحافي إنّ الحركة ستُنفق أموال المانحين بحكمة وشفافية، وتستخدمها لتخفيف الفقر.

كما شكر متقي واشنطن على إظهار تقدير لـ"طالبان" بعد استكمال الإنسحاب الأميركي وإجلاء أكثر من 120 ألف شخص، وقال إن "أميركا بلد كبير ويجب أن يكون قلبها كبيراً".

وفي الغضون، حذّرت قطر من عدم قدرتها على تحمّل مسؤولية مطار كابول في حال عدم التوصّل إلى إتفاق بين جميع الأطراف، بما في ذلك "طالبان".

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسباني: "يجب أن يكون لدينا إتفاق واضح للجميع، لجميع الأطراف، في شأن الجهة التي ستتولّى الجانب التقني وتلك التي ستتولّى الجوانب الأمنية".

وأضاف: "لا يُمكننا تحمّل أي مسؤولية في المطار في حال عدم التطرّق إلى هذه الأمور وتوضيحها". وتابع: "هناك احتمال للتعاون مع دول أخرى إذا لزم الأمر، ولكن حتّى الآن فإنّ النقاشات تجرى فقط بيننا وبين تركيا وطالبان".

وفي أميركا، طالب وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال جلسة استماع في الكونغرس، باكستان، بعدم الإعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة ما لم تُلبّ "طالبان" توقّعات المجتمع الدولي منها.

وقال بلينكن: "يجب أن نُصرّ على أن تلتزم كلّ الدول، بما في ذلك باكستان، بما يتوقّعه المجتمع الدولي من حكومة تقودها "طالبان" قبل منحها أيّ شرعية أو أيّ دعم"، موضحاً أنّ في طليعة هذه الأولويات وفاء "طالبان" بوعدها السماح لأولئك الذين يُريدون مغادرة أفغانستان بأن يفعلوا ذلك، واحترامها حقوق النساء والأقليّات ومكافحتها الإرهاب.

كما دافع بلينكن عن الإنسحاب الفوضوي من أفغانستان. وبلهجة حازمة لم يسبق أن استخدمها هذا الديبلوماسي البشوش حتّى الآن، ردّ وزير الخارجية على الإتهامات حول عدم الإستعداد بشكل كاف للإنسحاب التي أتى بعضها من صفوف المعسكر الديموقراطي أيضاً.

وشنّ هجوماً مضاداً بتحميله الرئيس السابق دونالد ترامب المسؤولية الكبرى عن الوضع، وقال: "لقد ورثنا مهلة لكنّنا لم نرث خطة"، بينما ردّ النائب الجمهوري مايكل ماكول قائلاً: "رفض الرئيس (جو بايدن) الإصغاء إلى جنرالاته ومسؤولي الإستخبارات الذين حذّروه بالتحديد مما سيحصل خلال انسحابنا"، مندّداً بحصول "كارثة تاريخية" و"استسلام غير مشروط أمام حركة طالبان".

كذلك، قال زميله دان موزر ساخراً: "تُحمّلون الجميع المسؤولية ما عدا أنفسكم وحركة طالبان"، في وقت كشفت فيه مديرة الإستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز أن التهديد الأكبر للولايات المتحدة من الإرهاب الدولي يأتي من دول مثل اليمن والصومال وسوريا والعراق، بينما تحلّ أفغانستان بمرتبة أدنى في لائحة الأولويات.

توازياً، دعا ناصر أحمد أنديشا، الذي لا يزال يُمثل أفغانستان في الأمم المتحدة في جنيف والذي عيّنته الحكومة الأفغانية السابقة، المنظمة الدولية، إلى التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها "طالبان".

وقال: "من الواضح الآن أنه مع تطوّر وضع حقوق الإنسان في أفغانستان، أصبحت الحاجة إلى المراقبة واتخاذ إجراءات ملموسة من قبل هذا المجلس (مجلس حقوق الإنسان) أكثر إلحاحاً".

ودعا المجلس إلى الإيفاد الفوري لبعثة تقصّي حقائق "للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وتوثيقها"، لا سيّما في وادي بانشير، حيث انتفضت جبهة المقاومة ضدّ "طالبان".