ما هي مكملات الكولاجين والبيوتين وهل تفيد الجسم فعلاً؟

02 : 00

يبدو أن مكملات الكولاجين والبيوتين بدأت تجذب انتباه وسائل الإعلام باعتبارها وسيلة لتعزيز الشيخوخة الصحية وتحسين صحة المفاصل والعظام. لكن يجب أن نفهم أولاً طبيعة الكولاجين والبيوتين ونراجع الأبحاث التي تدعم هذه المزاعم.

يتركّز الكولاجين في العظام، والأربطة، والأوتار، والبشرة، والأوعية الدموية، والأعضاء الداخلية، وهو يزيد مرونتها وقوتها. مع التقدم في السن، يبدأ الجسم بخسارة الكولاجين وتزيد صعوبة تصنيع كميات إضافية منه.

يكون 30% من بروتينات الجسم على الأقل مصنوعاً من الكولاجين. ويتألف الكولاجين من أحماض أمينية: إنها اللبنات الأساسية للبروتينات وتشمل البرولين، والغليسلين، والليسين، والهيدروكسيبرولين. تتجمّع هذه الأحماض الأمينية على شكل حلزون ثلاثي، وينتج هذا الأخير الكولاجين. لتشكيل ذلك الحلزون الثلاثي، يجب أن نتلقى كمية كافية من الفيتامين C والزنك والنحاس والمنغنيز من الحمية الغذائية.

رُصِد 29 نوعاً من الكولاجين داخل الجسم، ويدخل معظمها في ثلاث خانات. إنها الأنواع التي نجدها عموماً في مكملات الكولاجين:

النوع الأول: يمكن إيجاده في العظام، والأربطة، والأوتار، والبشرة لزيادة مرونة هذه الأعضاء وقوتها. يشتق هذا المكمّل من البقر والأسماك.

النوع الثاني: يمكن إيجاده في الغضروف، ويشتق هذا المكمّل من غضروف الدجاج ومفاصله.

النوع الثالث: يمكن إيجاده إلى جانب النوع الأول في البشرة، والأوعية الدموية، والأعضاء الداخلية، ويشتق هذا المكمّل من البقر.

إذا كنت تخطط لأخذ مكملات الكولاجين، على شكل سائل أو مسحوق، يجب أن تعرف أولاً أن الجسم يعجز عن امتصاص الحلزون الثلاثي الذي يتألف منه الكولاجين بشكله الكامل. يجب أن يتفكك أولاً إلى أحماض أمينية فردية داخل الجهاز الهضمي قبل أن يصل إلى مجرى الدم. ثم يعيد الجسم تجميع الأحماض وينتج بروتينات جديدة ويستعملها عند الحاجة.

قد لا تحتوي هذه البروتينات الجديدة على الأحماض الأمينية المستهلكة في البداية عبر مكملات الكولاجين، ولا أحد يعرف بعد إذا كانت هذه البروتينات التي يُعاد تنظيمها قادرة على استهداف المنطقة التي يروّج لها صانعو المكملات. لهذا السبب، لا نعرف حتى الآن إذا كان الجسم سيستعمل مكمّل الكولاجين لمساعدة البشرة والشعر والأظافر والمفاصل على تصنيع الكولاجين الذي يقوم بهذه المهام. كذلك، تَقِلّ التجارب الواسعة وطويلة الأمد التي تدعم استعمال مكملات الكولاجين أو توصي بها لعامة الناس.

من الناحية الصحية، يجب أن تشمل حميتك الغذائية كمية مناسبة من البروتينات. مع التقدم في السن، يجب أن تزيد استهلاك البروتينات قليلاً للحفاظ على كتلة الجسم النحيلة. تسهم الأغذية التي تحتوي على أحماض أمينية أولية كتلك التي يتألف منها الكولاجين في حماية صحة البشرة والشعر والأظافر والمفاصل مع التقدم في السن.

تكون هذه الأغذية مصادر جيدة للغليسين، والبرولين، والليسين، والهيدروكسيبرولين:

• مرق العظام.

• جيلاتين غير مُنكّه.

• مشتقات حليب، لا سيما جبنة البارميزان.

• بقوليات.

• صويا غير مُعدّلة وراثياً مثل التوفو.

• طحالب سبيرولينا.

• مصادر حيوانية مثل اللحوم الحمراء، والدواجن، ولحم الخنزير، والسمك، والبيض.

لتعزيز إنتاج الكولاجين، يجب أن نتلقى كميات مناسبة من الأغذية الغنية بالفيتامين C والزنك والنحاس والمنغنيز. يمكن إيجاد هذه المغذيات عبر اختيار حمية متنوعة وغنية بالفاكهة والخضار، بما في ذلك الخضروات الجذرية والورقية الخضراء، والمكسرات والبذور، لا سيما القنب واليقطين والكاجو.

أخيراً، يجب أن نتعرف على العوامل التي تعيق إنتاج الكولاجين، أبرزها فائض السكر، والتدخين، والتعرض للشمس أو الأشعة فوق البنفسجية، والملوثات البيئية. البيوتين نوع من الفيتامين B7 الذي يساعد الأنزيمات على تفكيك الدهون والكربوهيدرات والبروتينات. تتعدد الحملات التسويقية التي تشيد بمنافعه الصحية على مستوى الشعر والبشرة والأظافر، لكن ما من أدلة مثبتة على نيل هذه المنافع عبر زيادة استهلاك البيوتين.

قد لا تفيد مكملات البيوتين إلا المصابين بمشاكل صحية كامنة تؤثر على إنتاجه في الجسم، أو المدمنين على الكحول لأنهم يفتقرون إلي هذا العنصر أيضاً. في ما يخص عامة الناس، يمكن تلقي 30 ميكروغراماً من البيوتين يومياً عبر الحمية الغذائية وحدها ومن دون الحاجة إلى أي مكملات. يمكن إيجاد البيوتين في السلمون، والأفوكادو، والبطاطا الحلوة، ولحم الخنزير، والمكسرات، والبذور.

قد تعطي الجرعات المرتفعة من البيوتين (بين 10 و300 ملغ يومياً) نتائج مزيفة عبر رفع أو تخفيض مستويات هرمون الغدة الدرقية والفيتامين D والتروبونين. من الضروري إذاً أن تبلغ طبيبك بأنك تأخذ أي نوع من مكملات البيوتين.