"رسائل صاروخيّة" متبادلة بين سيول وبيونغ يانغ

02 : 00

نفّذت كوريا الجنوبية بنجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي من غوّاصة أمس لتُصبح بذلك الدولة السابعة في العالم التي تملك هذه التكنولوجيا المتقدّمة، ما يزيد من احتمال حدوث سباق تسلّح إقليمي.

وهذا الاختبار الذي أشرف عليه الرئيس مون جاي إن، جاء بعد ساعات من إطلاق كوريا الشمالية المسلّحة نوويّاً صاروخَيْن باليستيَّيْن في اتجاه البحر، وفقاً للجيش الكوري الجنوبي، فيما يجري وزير الخارجية الصيني زيارة إلى سيول.

وتُعتبر هذه الخطوة تقدّماً استراتيجياً لكوريا الجنوبية التي عزّزت قدراتها العسكرية في إطار سعيها إلى مواجهة التهديد الذي تُمثله كوريا الشمالية الخاضعة لعقوبات دولية بسبب أسلحتها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية.

واعتبر مراقبون أنه توقيت غير عادي أن تُجري الكوريّتان تجارب صواريخ باليستية في اليوم نفسه، ما يُشير إلى حقيقة أن هناك سباق تسلّح في هذه المنطقة يجب على الجميع إيلاء الإنتباه إليه.

وأُطلق صاروخ تحت الماء من الغوّاصة "آهن تشانغ هو" التي دخلت الخدمة أخيراً، وعبر المسافة المخطّط لها قبل أن يصل إلى هدفه. وقال الرئيس مون إنّه من خلال التجارب الناجحة، أصبح لدى كوريا الجنوبية الآن "ردع كاف للردّ على استفزازات كوريا الشمالية في أي وقت".

كما حضّ كوريا الجنوبية على مواصلة زيادة برامج التسلّح الخاصة بها "من أجل التغلّب على قوّة كوريا الشمالية غير المتكافئة". وفي وقت سابق، أعلنت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية في بيان أن كوريا الشمالية أطلقت "صاروخَيْن باليستيَّيْن قصيرَيْ المدى" من مقاطعة بيونغان الجنوبية في اتجاه البحر قبالة ساحلها الشرقي.

وأوضحت أن الصاروخَيْن عبرا مسافة طولها حوالى 800 كيلومتر على ارتفاع أقصى بلغ حوالى 60 كيلومتراً. وتأتي عملية الإطلاق في كوريا الشمالية بعد أيام من إعلان وكالة أنبائها الرسمية أن بيونغ يانغ أجرت بنجاح تجارب إطلاق صاروخ جديد طويل المدى من طراز "كروز" خلال نهاية الأسبوع الماضي، متحدّثةً عن "أسلحة استراتيجية ذات أهمّية كبرى".

وجاءت عمليّتا الإطلاق بعد وقت قصير من عقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي محادثات في سيول مع نظيره الكوري الجنوبي والرئيس مون. وفي حديث له قبل انتشار الخبر، أعرب وانغ عن أمله في أن تُساعد كلّ الدول في "عملية السلام والإستقرار في شبه الجزيرة الكورية"، مضيفاً: "على سبيل المثال، ليس الشمال فقط، بل هناك دول أخرى أيضاً منخرطة بنشاطات عسكرية".

ورأى محلّلون أن التوقيت كان إشارة لا لُبس فيها لبكين، الحليف الديبلوماسي الرئيسي لكوريا الشمالية والشريك الرئيسي للتجارة والمساعدات رغم أن علاقتهما يسودها التوتر أحياناً.

وفي وقت لاحق، إتهمت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم يو جونغ، وهي المستشارة الرئيسية لشقيقها، الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، بـ"الإفتراء"، إذ بعدما وصف مون تصرّفات بيونغ يانغ بأنها "استفزازات"، دانت كيم "الموقف غير المنطقي لسيول الذي يصف سلوكها المماثل بأنّه إجراء مشروع لدعم السلام، وسلوكنا على أنّه تهديد للسلام".


MISS 3