إدارة بايدن تحثّ على استكمال مسار "التطبيع"

"خريطة تحالفات" جديدة ترسم "الملامح الجيوسياسيّة" للمنطقة

02 : 00

ولي العهد السعودي متوسّطاً الأمير القطري ومستشار الأمن الوطني في الإمارات أمس (مواقع التواصل)

ترتسم ملامح الشرق الأوسط الجديد مع استكمال تركيب "بازل" التحالفات التي تتبدّل بحسب المعطيات الإقليميّة والظروف الدولية المحكومة بمصالح اللاعبين وأولويّاتهم، انطلاقاً من التقارب الخليجي - الخليجي والمصري - القطري والمصري - التركي في الآونة الأخيرة، مروراً بملف التطبيع مع حلول الذكرى السنوية الأولى لـ"إتفاق إبراهيم"، وصولاً إلى الملف النووي الإيراني الذي يبدو أن طهران تُحاول استلحاق نفسها من خلاله للعودة إلى ركوب قطار "محادثات فيينا" وإبرام اتفاق مع أميركا والمجتمع الغربي بشكل يحفظ ماء وجهها الديبلوماسي أمام شعبها، ويُجنّبها في الوقت عينه خطر احتمال تلقيها ضربة عسكريّة قاصمة قد تُعيدها عشرات السنين إلى الوراء.

وكان لافتاً بالأمس "اللقاء الودي الأخوي" الذي جمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ومستشار الأمن الوطني في الإمارات الشيخ طحنون بن زايد، في البحر الأحمر، اذ نشر صورة اللقاء مدير المكتب الخاص لولي العهد السعودي بدر العساكر عبر حسابه على "تويتر"، بينما كان يعود آخر لقاء بين أمير قطر وولي العهد السعودي إلى أيّار الماضي في مدينة جدة المطلّة على البحر الأحمر.

وفي ملف التطبيع مع إسرائيل، حضّت الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن "دولاً عربية أخرى" على الإعتراف بإسرائيل، مستكملةً المسيرة التي أطلقتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في هذا الملف، وذلك خلال لقاء وزاري عقد في الذكرى السنوية الأولى لإتفاقات التطبيع التاريخية التي أبرمتها 3 دول عربية.

وقال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن خلال هذا اللقاء الافتراضي مع نظرائه الإسرائيلي والإماراتي والبحريني والمغربي: "سنُشجّع مزيداً من الدول لتحذو حذو الإمارات والبحرين والمغرب"، مضيفاً: "نُريد أن نوسّع دائرة الديبلوماسية السلمية". واعتبر أنّه "من مصلحة دول المنطقة والعالم أن يتمّ التعامل مع إسرائيل كسائر الدول"، مشيراً إلى أن "التطبيع سيحمل مزيداً من الإستقرار".

وفيما رأى أن "إتفاقات أبراهام" أفادت شعوب المنطقة، أكد بلينكن أن "هذه الحكومة ستُواصل تطوير الجهود المتوّجة بنجاح الحكومة السابقة، لمواصلة المضي قدماً في التطبيع".

وخلال تبادل الأحاديث بين الشركاء الجدد، أعلن وزير الخارجيّة الإسرائيلي يائير لابيد أنه سيتوجّه إلى البحرين بحلول نهاية الشهر الحالي، في أوّل زيارة لوزير خارجية إسرائيلي، لافتاً إلى أن "نادي إتفاقات أبراهام مفتوح لأعضاء جدد"، مؤكداً بدوره أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تخطو في هذا المجال خطوات رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو نفسها.

من جهته، دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى "نظام إقليمي جديد تكون فيه إسرائيل جهة فاعلة"، لكنّه عبّر عن أسفه لأن التطبيع أدّى إلى "عداوة"، في إشارة مباشرة الى الجزائر. وقال: "على سبيل المثال، وللأسف، قرّرت دولة جارة قطع علاقاتها مع المغرب بدعوى، من بين أمور أخرى، استئناف العلاقات مع إسرائيل".

وبينما دعا الوزراء العرب الثلاثة إلى إحراز تقدّم في اتجاه إقامة دولة فلسطينية رغم ان العملية الديبلوماسية مجمّدة، قال المستشار الديبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش: "لدينا انطباع أن إتفاقات أبراهام تُتيح لنا مساعدة عملية السلام بشكل إضافي، من أجل الوصول إلى ما نعتبره الهدف النهائي، حلّ على أساس الدولتَيْن".

وعلى هامش "قمّة دوشانبي" في طاجيكستان، شدّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على أن بلاده تسعى إلى حلّ الملف النووي من خلال الحوار. لكنه أضاف خلال لقاء مع نظيره الكازاخستاني قاسم جومارت توكاييف: "لا نُريد مفاوضات من أجل المفاوضات، بل نسعى إلى محادثات تؤدّي إلى حلّ القضية والوصول إلى نتيجة"، في ما يبدو أن طهران باتت تستعجل التوصّل إلى تسوية لإعادة إحياء الإتفاق النووي قبل فوات الفرصة السانحة راهناً.


MISS 3