موسيقيّون أفغان هربوا تاركين آلاتهم... بل روحهم

02 : 00

عندما استولت حركة طالبان على الحكم وانتشر عناصرها في كابول في منتصف آب، وجدت بهار وغيرها من موسيقيي المعهد الوطني للموسيقى في أفغانستان أنفسهم أمام معضلة شائكة: إما البقاء وتعريض حياتهم للخطر أو الفرار والتخلّي عن آلاتهم.

تملك بهار عازفة الفيولا خوفاً كبيراً وشعرت بأنها مستهدفة من زاويتين، الأولى لأنها فتاة، وثانياً لأنها موسيقية، وقالت: "لقد هربنا جميعاً. لذنا بالفرار تاركين الآلات الموسيقية في المعهد". فخلال توليهم الحكم للمرة الأولى بين عامي 1996 و2001، حظّر الأصوليون الموسيقى، وكان تحصيل العلم ممنوعاً على النساء. وتعلق عن آلتها الموسيقية التي اضطرت إلى الافتراق عنها قائلةً: "شعرت وكأنني فقدت أحد أفراد عائلتي". فالشابة التي انتقلت إلى معهد الموسيقى مباشرةً من دار الأيتام، حيث نشأت، كانت ترى في الآلة الوترية أفضل صديق لها. وتضيف العازفة التي طلبت عدم استخدام اسمها الحقيقي لحماية نفسها: "أشعر بهدوء شديد عندما أعزف على آلة الفيولا، وخصوصاً ضمن أوركسترا الفتيات". وكانت موهبة بهار بمثابة جواز سفر لها أيضاً، إذ أتاحت لها المشاركة في عروض وحفلات موسيقية في الهند والسويد وبريطانيا وأذربيجان. وتقرّ بأنها باتت تشعر وكأنها فقدت الحياة عندما علمت أنّ حركة طالبان تحتل المعهد، وتستخدم قاعاته للنوم. وتقول باكيةً: "أنا على قيد الحياة جسدياً، لكن طالبان انتزعت مني روحي". ولم تعلن طالبان بعد منذ تشكيل حكومتها عن أي توجهات رسمية في شأن الموسيقى، لكنها أكدت عزمها على ممارسة الحكم وفقاً لتفسيرها الصارم للشريعة الإسلامية. ويرى مؤسس معهد الموسيقى أحمد سارماست الذي لجأ إلى استراليا أن طالبان "تمهد الطريق لاختفاء تراث أفغانستان الموسيقي الغني من خلال إسكاتها الموسيقيين وحرمانها الأطفال فرصة العزف على آلة موسيقية". لكنه لا يزال يأمل في أن تكون طالبان تغيرت. وقد وجه رسالة إلى قادة الحركة دعاهم فيها إلى السماح بتعلّم الموسيقى خصوصاً للأطفال.


MISS 3