إسرائيل تلملم فضيحة "جلبوع"

02 : 00

الأسير الفلسطيني مناضل نفيعات محاطاً بعناصر الشرطة داخل محكمة في الناصرة أمس (أ ف ب)

بعد مطاردة واسعة سُخّرت لها إمكانيات هائلة، ألقى الجيش الإسرائيلي القبض في وقت مبكر أمس على آخر فلسطينيَّيْن كانا من بين 6 معتقلين فرّوا من سجن "جلبوع"، الذي يخضع لإجراءات أمنية مشدّدة، عبر حفر نفق تحت المغسلة، ما شكّل فضيحة كبيرة للدولة العبرية.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بأنّ آخر سجينَيْن "استسلما بعدما حاصرتهما قوات الأمن التي تحرّكت بشكل محدّد بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة". والموقوفان هما أيهم كممجي (35 عاماً) ومناضل نفيعات (26 عاماً)، وكلاهما عضوان في "الجهاد الإسلامي".

وأُلقي القبض عليهما في إطار عملية أمنية مشتركة مع قوات مكافحة الإرهاب في جنين، في الضفة الغربية، وفق ما أفاد الجيش في بيان لوسائل الإعلام، مشيراً إلى أنهما "يخضعان حالياً للاستجواب". وأضاف البيان أنه تمّ أيضاً اعتقال رجلَيْن آخرَيْن ساعداهما.

وفي السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "القوات الكبيرة التي دخلت جنين نفّذت عملية خداع للفت الأنظار، بينما دهمت وحدة "اليمام" الخاصة و"الشاباك"، بغطاء عسكري، سرّاً، المبنى الذي تحصّن فيه الأسيران في شرق جنين".

وخلال اتصال هاتفي مع قادة الأمن الإسرائيلي، وصف رئيس الوزراء نفتالي بينيت عملية الهروب بـ"الحادث المؤسف الكبير"، وأردف: "لكنّكم تحرّكتم بقوات مشتركة إلى أن تمّ استكمال المهمة"، متعهداً في بيان منفصل أن المؤسّسة الأمنية "ستُصحّح ما ينبغي تصحيحه".

وفي المقابل، أشادت حركة "الجهاد الإسلامي" بـ"الأبطال"، مشيرةً إلى أن إعادة اعتقالهم "لن تمحو أثر الهزيمة التي لحقت بالإحتلال بعد أن اجتاز الأسرى الستة تحصيناته، وأشعلوا انتفاضة الحرّية ومعركة السجون".

وفي الأثناء، أعلنت الشرطة الإسرائيلية أن محكمة الناصرة مدّدت حتى 29 أيلول فترات توقيف السجناء الأربعة الذين أوقفوا سابقاً. وتحوّل الستة، الذين كانوا معتقلين بتهمة شنّ هجمات ضدّ الدولة العبرية، إلى أبطال بالنسبة إلى الكثير من الفلسطينيين، خصوصاً عندما ذكرت تقارير أنهم تمكّنوا من حفر نفق للهروب باستخدام أدوات بدائية مثل ملعقة.

وجنّدت إسرائيل كامل أجهزتها الأمنية للقبض عليهم، مستخدمةً طائرات مسيّرة ومستحدثةً نقاط تفتيش، فيما نشرت قوة من الجيش في جنين، حيث نشأ معظمهم. وتواصلت عملية البحث على نطاق واسع لأسبوعَيْن تقريباً، إذ أُلقي القبض على 4 منهم الأسبوع الماضي.

وفي غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالاً هاتفياً بوزير خارجية إسرائيل يائير لابيد. وأوضح المتحدّث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ في بيان صحافي أن شكري تطرّق خلال الاتصال إلى الموقف المصري الذي يؤكد على ضرورة إحياء مسار تفاوضي بين الجانبَيْن الفلسطيني والإسرائيلي.

وشدّد شكري أيضاً على ضرورة خلق أُفق سياسي بالتوازي مع مناخ مستقرّ يضمن ذلك، وعلى نحو يُرسّخ ركائز الإستقرار في المنطقة ويُجنّبها موجات التصعيد والتوتر، مؤكداً أن مصر مستمرّة في جهودها الحثيثة في هذا الشأن، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.

كما تطرّق الاتصال الهاتفي إلى "الجهود المبذولة في إطار إعادة الإعمار وتقديم المُساعدات والدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية المُحتلّة، بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية، وما يتطلّبه ذلك من تنسيق الجهود تخفيفاً عن كاهل الشعب الفلسطيني الشقيق"، وفق المتحدّث المصري.


MISS 3