بصيص أمل بشأن علاج لداء ألزهايمر

02 : 00

سجّل مشروع دواء لمكافحة ألزهايمر نتائج واعدة قد تشكل تقدّماً بارزاً وسط تعثّر الجهود المبذولة منذ حوالى عشرين عاماً بحثاً عن علاج لهذا المرض.

وأعلنت رئيسة الشركة الناشئة "إيه سي إيميون" التي تطوّر علاجاً ضد ألزهايمر بالاشتراك مع فرع لمجموعة الأدوية العملاقة السويسرية "روش" أنّ "هذه النتائج مشجّعة بصورة خاصة وتمثل سابقة على أكثر من صعيد". وتعمل المجموعتان على تقييم فعالية ما توصلت إليه أبحاثهما، بعدما أعلنتا في نهاية آب عن نتائج أولية إيجابية ما زال يتعين نشرها بالتفصيل ومراجعتها بشكل مستقل.

وإن كان الإعلان مثيراً للاهتمام، فلأن الجزيئة "سيمورينماب" موضع الأبحاث تتّبع خيطاً قلّما تمّ تقصيه في سياق البحث عن علاج لمرض ألزهايمر، وهو مجال تتعاقب فيه المحاولات الفاشلة منذ نحو ربع قرن. ويتركز عمل هذه الجزيئة للقضاء على لويحات تشكلها بعض البروتينات المعروفة بـ"أميلويد بيتا" في دماغ المصابين، وهي واحد من العاملين الأساسيين لمرض ألزهايمر إذ تضغط على الخلايا العصبية.

ويتركز اهتمام العديد من المختبرات منذ سنوات عدة على معالجة العامل الثاني المسبب لمرض ألزهايمر، وهو السلوك الشاذ لبروتينات أخرى تعرف ببروتينات "تاو" موجودة في الخلايا العصبية، حيث تتكتل لدى مرضى ألزهايمر إلى أن تؤدي إلى موت الخلية.

وأُعطيَ هذا العلاج لمدة عام تقريباً لمصابين في حالة متقدمة نسبياً من مرض ألزهايمر. وفي نهاية المرحلة، أفادت المجموعتان أن تراجع القدرات الإدراكية لدى الذين تلقوا العلاج كان أقل بالنصف تقريباً من الذين تلقّوا دواء وهمياً. وهي المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن مثل هذه النتيجة الإيجابية لمشروع علاج يستهدف بروتينة "تاو"، بعد سلسلة من التجارب الفاشلة من ضمنها مشروع آخر لمجموعة بايوجين هذه السنة.

لكن عالم البيولوجيا العصبية لوك بويه المتخصص في الأمراض المرتبطة ببروتينات "تاو" اعتبر أنه "من الواجب لزوم حذر شديد. فالأبحاث لا تزال مجرّد تجربة مبكرة في المرحلة الثانية ولا تشمل سوى عدد محدود من المرضى. ولتأكيد مفاعيل العلاج، ينبغي الانتقال إلى المرحلة الثالثة مع احتمال إجراء الاختبار على آلاف الأشخاص.

ويوضح بويه أنّ السبب الأساسي لتحفظه مقرون بنتائج عقار "سيمورينماب" المتباينة. وأوضح أنّ "الاختبارات الإدراكية أفضل لدى المرضى الذين تلقوا الدواء، لكن هناك تفاوت في ما يتعلق بالسلوك في الحياة الحقيقية، أو ما يعرف بتدهور القدرات الوظيفية. وأشارت عالمة البيولوجيا العصبية فلورنس كلافاغيرا الى أنّ "تراجع القدرات الوظيفية يستغرق وقتاً حتى تظهر مفاعيله"، مشيرة إلى أنه "قد يتم إحداث فرق بعد بضعة أشهر على ضوء تواصل التجارب للعلاج".


MISS 3