"الأونروا" تحافظ على خدماتها بعد تقليص عجزها

00 : 57

مدارس "الاونروا" تفتح ابوابها امام الطلاب

أعربت مصادر فلسطينية لــ "نداء الوطن"، عن إرتياحها لتقليص العجز المالي لوكالة "الاونروا" في ميزانيتها الاعتيادية من 120 مليون دولار إلى 89 مليون دولار، بعد تبرعات إضافية قدمتها بعض الدول العربية والغربية ومنها السعودية والاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر المانحين على هامش أعمال الدورة الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت في نيويورك منذ أيام.

هذا الارتياح، لم يلغ مخاوف القوى الفلسطينية على مختلف اتجاهاتها السياسية، والتي ما زالت تحبس أنفاسها أمام استحقاق التصويت على ولاية جديدة لها لمدة ثلاث سنوات على مرحتلين: في تشرين الاول الحالي وكانون الاول المقبل، لقطع الطريق على الضغوط الأميركية – الاسرائيلية الهادفة إلى انهاء عملها وتالياً شطب قضية اللاجئين وحق العودة وفق القرار الدولي 194.

وهذه التبرعات وان لم ترق إلى المستوى المطلوب في سد كامل العجز المالي الذي تعانيه "الاونروا"، إلا أنه مؤشر سياسي على رغبة الدول بدعمها واستمرار عملها، بعدما أوقفت الولايات المتحدة الاميركية بقرار من الرئيس دونالد ترامب مساعداتها البالغة نحو 300 مليون دولار سنوياً، اي ما يقارب نحو ثلث موازنة "الاونروا" منذ العام 2018، في اطار ممارسة المزيد من الضغوط على القيادة الفلسطينية للقبول بـ "صفقة القرن" التي تريد إنهاء الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، عبر تصفية القضية وانهاء عمل "الاونروا" وشطب حق العودة، الامر الذي رفضه الفلسطينيون.

فتح مدرستين

ميدانياً، ترجم قرار إدارة "الاونروا" بالحفاظ على استمرار تقديم خدماتها في المستوى نفسه، بإعادة فتح مدرستي "البطوف" و"كوكب" التابعتين لها في مخيم البداوي في شمال لبنان، أبوابهما أمام الطلاب بعد إغلاقهما منذ بداية العام الدراسي في 7 أيلول الماضي، احتجاجاً على قرار الوكالة بدمج المدرستين وإلغاء نظام التدريس بعد الظهر.

وقال أحد ذوي الطلاب لـ "نداء الوطن"، إن "ادارة المدرستين باشرتا بإبلاغ أهالي الطلاب بإعادة فتح أبوابهما، رغم أنه لم يتم إصدار بيان رسمي من المدير العام للوكالة في لبنان كلاوديو كوردوني"، موضحاً ان حركة الاحتجاجات الشعبية والاهلية والضغوط السياسية التي مورست على ادارة "الاونرا" دفعها الى الاستجابة لمطالبنا بعد دمج المدرستين وإلغاء نظام "التدريس بدوامين قبل الظهر وبعده بانتظار بناء مدرسة جديدة"، مشدداً في الوقت نفسه على ان "العملية التربوية خط أحمر لدى أبناء المخيمات في لبنان، ولا يمكن التساهل فيها مثلما الحال في الصحة والطبابة".

وسبق القرار، جولة تفقدية قام بها وفد رفيع المستوى من الوكالة الى المدرستين، وتسلم من أهالي الطلاب مذكرة بمطالبهم المتمثلة بإلغاء قرار الدمج والعودة الى نظام الدوامين، وتبين للوفد على أرض الواقع أن مساحة "ساحة المدرسة" لا تتسع الى كل هذه الأعداد من الطلاب، في حال دمج المدرستين، بالإضافة الى ضيق الغرف الصفية التي لا تحتمل أعداد الطلاب داخلها، وأيضاً عدد دورات المياه ووضعها المزري، علماً ان القرار كان سيؤدي إلى دمج 1172 طالباً خلال دوام واحد، أي ما يعادل 50 طالباً في الصف الواحد، ما يحول دون استيعاب الطلاب الوافي للدروس، بالإضافة إلى التأثير السلبي على قدرة المعلّم على ضبط الصف وشرح المواد، وفق أهالي الطلاب.

عجز ولقاءات

وخلال إستفحال الازمة المالية لوكالة "الاونروا" التي وصلت الى ذروتها أكثر من 360 مليون دولار، وضعت "الادارة" تصوراً لتقليص الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية ودمج مدارس وعيادات طبية وصحية ومختبرات، لكنها لاقت اعتراضاً سياسياً وشعبياً فلسطينياً كبيرين، وأعادت الى الذاكرة "الانتفاضة" السلمية التي تفجرت في بداية العام 2016، حين قررت تقليص خدماتها، فتراجعت ادارة "الاونروا" وأعلنت بوضوح انها لن تقدم على اي تقليص الا بعد التشاور مع المجتمع الفلسطيني والموافقة عليه.

والتقى سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" فتحي ابو العردات، المدير العام لوكالة الاونروا في لبنان كلاوديو كوردوني، حيث جرى بحث اوضاع ابناء شعبنا اللاجئين في لبنان والاوضاع الحياتية الصعبة التي يعانونها وخاصة في المخيمات وركز اللقاء على تحسين الخدمات المقدمة، ومنها عدم دمج مدرستي "البطوف" و"كوكب" التابعتين لها في مخيم البداوي.


MISS 3