ماكرون ومودي يتعهّدان "العمل معاً" بعد "أزمة الغوّاصات"

بايدن: لا نسعى إلى "حرب باردة" مع الصين

02 : 00

غوتيريش متحدّثاً خلال افتتاحه الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (أ ف ب)

فيما تزداد المخاوف العالمية من إندلاع "حرب باردة" جديدة بين بلاد "العم سام" و"التنين الصيني"، شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس على أن بلاده "لا تسعى إلى "حرب باردة" جديدة مع الصين، مؤكداً تمسّكه بالنهج الديبلوماسي والمتعدّد الأطراف.

وقال الرئيس الأميركي في أوّل خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا نسعى إلى حرب باردة جديدة أو إلى عالم منقسم إلى كتل". لكنّه شدّد خلال عرضه رؤيته للمواجهة مع بكين على أن "الولايات المتحدة ستخوض المنافسة وستُنافس بقوّة"، من دون أن يُشير صراحة إلى الصين.

وأضاف بايدن: "من خلال قيمنا وقوّتنا سنُدافع عن حلفائنا وأصدقائنا، وسنتصدّى لمحاولات البلدان الأكثر قوّة فرض هيمنتها على الدول الأكثر ضعفاً"، وتعهّد الرئيس الديموقراطي المتمسّك بالتصدّي لـ"الأنظمة الاستبدادية" المضي قدماً في "الدفاع عن الديموقراطية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد افتتح الجمعية العامة بخطاب حذّر فيه واشنطن وبكين من تفاقم الأزمات الدولية وحضّ القوّتَيْن العظميَيْن على "الحوار والتفاهم".

وفي الغضون، تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "العمل معاً" في منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ، فيما تصاعد الخلاف مع أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا في شأن عقد الغواصات الذي تخلّت عنه كانبيرا.

وأكد ماكرون لمودي التزام فرنسا المستمرّ "تعزيز الإستقلالية الإستراتيجية للهند، بما يشمل قاعدتها الصناعية والتكنولوجية كجزء من علاقة وثيقة تستند إلى الثقة والاحترام المتبادل"، بحسب الرئاسة الفرنسية التي أوضحت أن مقاربة باريس ونيودلهي المشتركة تهدف إلى تشجيع "الإستقرار الإقليمي وسيادة القانون، مع استبعاد كلّ أشكال الهيمنة".

وتمّ توقيت الاتصال الهاتفي بين ماكرون ومودي بدقة وسط الغضب الفرنسي اثر انسحاب أستراليا من عقد غواصات مع باريس لشراء غواصات أميركية ضمن تحالف مع واشنطن ولندن.

وحول "أزمة الغوّاصات"، أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الذي طوّر علاقات وثيقة مع إدارة بايدن، عن تضامنه مع فرنسا في شأن إلغاء أستراليا عقداً ضخماً لشراء غوّاصات منها.

وقال ماس للصحافيين في الأمم المتحدة: "أتفهم غضب أصدقائنا الفرنسيين... إن ما تقرّر والطريقة التي اتخذ بها القرار كان مزعجاً ومخيّباً للآمال وليس فقط لفرنسا"، مضيفاً أن "ما نشهده يجعل الأمور أكثر تعقيداً، وأعتقد أنها ستبقى كذلك لبعض الوقت".

وتابع ماس: "لم تُساورني الشكوك أبداً بأنّنا لن نُواجه مشكلات بعد الآن مع الرئيس الأميركي الجديد"، مؤكداً أنه "يجب أن نُفكّر في أوروبا في سُبل تعزيز السيادة الأوروبّية. يعود الأمر لنا في النهاية للقيام بذلك أم لا".

وفي هذا الصدد، اعتبر وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبّية مايكل روث لدى وصوله لحضور اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبّيين: "علينا أن نطرح السؤال حول سُبل تعزيز سيادتنا، كيف يُمكننا إظهار المزيد من وحدة الصف في مسائل السياسة الخارجية والأمن".

ورحّبت فرنسا بالتضامن الذي أبدته ألمانيا وكبار قادة الاتحاد الأوروبي معها، مشيرةً إلى أن انهيار الثقة مع واشنطن يُعزّز المواقف الأوروبّية الداعية إلى تحديد مسار إستراتيجي خاص بالتكتل.

واعتبر الوزير الفرنسي المكلّف الشؤون الأوروبّية كليمان بون أن الخلاف "مسألة أوروبّية" لا فرنسية فحسب، مؤكداً أن بلاده تتوقع الحصول على دعم من شركائها الأوروبّيين.

توازياً، بدأت محادثات بين مجموعة "نافال غروب" الفرنسية والسلطات الأسترالية حول الحصول على تعويضات مالية محتملة بعد فسخ كانبيرا صفقة ضخمة لشراء غواصات، وفق ما ذكرت وزارة الجيوش الفرنسية.


MISS 3