باريس: لم يعد بإمكان أوروبا الاعتماد على واشنطن

لودريان لبلينكن: الخروج من الأزمة يتطلّب "وقتاً وأفعالاً"

02 : 00

العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة لن تعود إلى سابق عهدها (أرشيف - أ ف ب)

أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان نظيره الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع ثنائي في مقرّ الأمم المتّحدة في نيويورك أمس، بأنّ الخروج من الأزمة بين بلدَيْهما بسبب قضية الغوّاصات يتطلّب "وقتاً وأفعالاً".

وأوضحت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان صدر في أعقاب الاجتماع أنّ لودريان "ذكّر بأنّ خطوة أولى تمّ القيام بها خلال الاتصال الهاتفي الذي جرى بين الرئيسَيْن (الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء)، لكنّه لفت إلى أنّ الخروج من الأزمة بين بلدَيْنا يتطلّب وقتاً وأفعالاً".

وأضاف البيان أنّ لودريان "وافق على البقاء على اتّصال وثيق مع أنتوني بلينكن" من أجل "استعادة الثقة" بين الطرفَيْن، من دون مزيد من التفاصيل. وعُقِدَ الاجتماع في مقرّ البعثة الفرنسية في الطابق الـ44 من مبنى الأمم المتحدة واستمرّ زهاء ساعة.

وجرى الاجتماع خلف أبواب موصدة وأُحيط بأقصى قدر من التكتّم، بعيداً من الميكروفونات والكاميرات، وقد رفضت البعثة الفرنسية التعليق على ما دار خلاله بين الرجلَيْن. وخلال الأشهر الماضية، لم يُخف لودريان إعجابه بنظيره الأميركي الذي يُتقن الفرنسية ويُحبّ فرنسا، البلد الذي قضى فيه سنيّ مراهقته.

توازياً، اعتبر وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن "أزمة الغوّاصات" أظهرت أن الاتحاد الأوروبي "لم يعُد بإمكانه الاعتماد" على الولايات المتحدة لضمان حمايته، ودعا الأوروبّيين إلى "فتح أعينهم".

وقال لشبكة "فرانس انفو": "الدرس الأوّل الذي نتعلّمه من هذه الحلقة، هو أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني استقلاله الإستراتيجي. الحلقة الأفغانية وحلقة الغوّاصات، تُظهران أنه لم يعُد بإمكاننا الاعتماد على الولايات المتحدة الأميركية لضمان حمايتنا الإستراتيجية".

وأضاف لومير: "لدى الولايات المتحدة اهتمام استراتيجي واحد فقط، الصين، واحتواء صعود قوّتها"، مشيراً إلى أن الرئيسَيْن السابق دونالد ترامب والحالي جو بايدن "يعتقدان أن حلفاءهما يجب أن يكونا طيّعين. نحن نعتقد أنّنا يجب أن نكون مستقلّين".

واعتبر أنّه "يجب على شركائنا الأوروبّيين أن يفتحوا أعينهم"، منتقداً دعم الدنمارك للولايات المتحدة والذي يتعارض مع الإنتقادات التي وجّهتها السلطات الأوروبّية بعد القرار الأسترالي بفسخ العقد الموقع مع مجموعة "نافال" الفرنسية لصالح شراكة جديدة مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

وفي هذا الصدد، رأى أن "التفكير مثل رئيسة الوزراء الدنماركية أن الولايات المتحدة ستستمرّ في حمايتنا والدفاع عنّا، مهما حدث، خطأ. لم يعُد بإمكاننا الاعتماد إلّا على أنفسنا".

وفي غضون ذلك، أعلن الناطق باسم الحكومة الفرنسية غابريال أتال أن فرنسا "ليست قلقة" في شأن صناعتها الدفاعية، معتبراً أن الأزمة الديبلوماسية بين باريس وواشنطن "ليست أزمة تجارية وصناعية بقدر ما هي أزمة سياسية واستراتيجية".

وعند سؤاله عمّا إذا كان بإمكان الهند شراء الغواصات التي لن تُسلّم لكانبيرا، أكد أتال ببساطة أنه ليس "قلقاً حيال صناعة الدفاع" في فرنسا، وقال: "منذ بداية عهد ماكرون، بعنا 88 طائرة من طراز "رافال" وتلقينا طلبيات إضافية بقيمة 30 ملياراً وسلّمنا معدّات بقيمة 30 ملياراً، وغوّاصاتنا هي سفن رائدة معترف بها دوليّاً، استحصل عليها عدد من الدول وقد تشتريها دول أخرى".

وفي إشارة إلى المكالمة الهاتفية بين ماكرون وبايدن التي وصفها بأنها "محادثة صادقة سمحت بتحقيق عدّة مكاسب مهمّة"، اعتبر أتال أن الرئيس الأميركي اعترف "بمسؤولية الولايات المتحدة في الأزمة، وهو أمر لا يُستهان به".


MISS 3