جاد حداد

أضف اليوغا إلى برنامجك واحصد منافع مدهشة

2 تشرين الأول 2021

02 : 00

اليوغا شكل مدهش من التمارين الجسدية التي تعطي منافع لا يمنحها المشي أو تمارين القوة. في الثقافات الشرقية، لا تُعتبر اليوغا نوعاً من الرياضة بل شكلاً من "التأمل المؤثر". وفي العالم الغربي، يعرف الكثيرون "يوغا القوة" أو "يوغا فينياسا" التي تدخل في خانة الرياضة. بغض النظر عن نوع اليوغا، تتعدد المنافع التي يحصدها الجسم والعقل والروح عند ممارستها بكل وعي. تضمن اليوغا ثلاث منافع أساسية قد يعجز أي نوع من التمارين الرياضية عن إعطائها.

المنفعة الأولى: تُحسّن اليوغا وظيفة الجهاز العصبي. بما أن اليوغا ترتكز على التنفس، تتأثر أجزاء من الجهاز العصبي حين تطول مدة الزفير ويصبح التنفس تحت السيطرة. هذا ما يحصل خلال أجزاء محددة من حصة اليوغا. تسهم هذه الممارسة تحديداً في إضعاف استجابة "الهرب أو المواجهة" مقابل تحسين استجابة "الراحة والهضم" في الجسم.

تُحفّز حركات التنفس البطيئة والمدروسة العصب المبهم، فيتلقى معلومات حول وضع الاسترخاء الراهن وينقلها إلى بقية أعضاء الجسم، بما في ذلك الدماغ. يتأثر الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يسيطر على الأعضاء الأخرى وعملية الهضم بتحفيز العصب المبهم. ويزيد التنفس الواعي خلال حصص اليوغا نشاط الجهاز العصبي اللاإرادي. نتيجةً لذلك، تبطئ اليوغا إيقاع ضربات القلب، وتُحسّن الهضم ونوعية النوم، وتقوي جهاز المناعة. تتعلق منفعة أخرى بتراجع مستوى الضغط النفسي.

المنفعة الثانية: قد تُحسّن اليوغا نطاق حركة المفاصل. تجدر الإشارة إلى أهمية التمييز بين المرونة ونطاق الحركات الناشطة. تشير المرونة إلى قدرة العضلات على التمطط في لحظات الجمود. أما نطاق الحركة، فيعني مستوى استعمال تلك العضلات للسيطرة على حركة المفصل.

من الشائع اليوم أن يشتكي الناس من ألم العنق والظهر وتراجع نطاق حركة العمود الفقري الصدري بسبب الجلوس المتواصل والطباعة على الحاسوب والنظر إلى الهواتف الخليوية. تُعتبر اليوغا إذاً نشاطاً ممتازاً لتحسين نطاق حركة القفص الصدري لأن جزءاً كبيراً من الوضعيات يتطلب تمديد الجسم عبر القفص الصدري واستعمال القوة للحفاظ على هذه الوضعيات.

تشمل اليوغا الحركات الأربع التي تنشّط العمود الفقري: الانثناء، والتمدد، والدوران، والانحناء الجانبي. لهذا السبب، تستطيع اليوغا أن تمنع مشاكل التصلّب التي تنشأ مع التقدم في السن. سيكون التحكم بنطاق حركة المفاصل أساسياً للحفاظ على وضعية سليمة وتخفيض مخاطر الإصابات.

المنفعة الثالثة: تُحسّن اليوغا التوازن الحيوي وتُخفّض في المقابل خطر التعرض لحوادث السقوط. يمكن اعتبار التوازن مشابهاً للعضلات. من خلال بذل جهود كبرى خلال مختلف التمارين، قد يتحسن توازن الجسم. تكون هذه العملية مرادفة لزيادة القوة عبر رفع الأثقال.

التوازن نظام معقد، وهو يتطلب تشغيل ثلاثة أجزاء: الشعور بالقدم على الأرض (أي استقبال الحس العميق)، والرؤية، والأذن الداخلية (أي الجهاز الدهليزي). هذه الأجزاء الثلاثة تُبلِغ الدماغ بمكان وجود الرأس في الفضاء. تتعاون هذه العناصر للسيطرة على التوازن في لحظات الجمود والتحرك معاً. تُدَرّب اليوغا الحس العميق والأنظمة البصرية لتحسين التوازن. وبحسب الوضعية التي يتخذها الجسم، تنشأ مؤشرات معينة لزيادة التركيز مثلاً على القدم الثابتة فوق الأرض. من خلال حصر التركيز لمحاولة متابعة التواصل، يشكّل الإبهام والإصبع الأصغر والكعب منصة ثلاثية القوائم لتسهيل التركيز على الحس العميق المرتبط بالتوازن.

خلال حصص اليوغا، قد تسمع كلمة "دريشتي" التي تعني تركيز النظرات أو حصر التركيز في العقل. ينشط هذا المفهوم حين يحاول الناس الحفاظ على وضعية معينة تزامناً مع إغماض عيونهم. تزداد صعوبة بعض الوضعيات بعد إغلاق العينَين، ما يؤدي إلى تحسين الجزء البصري من التوازن. كذلك، قد يؤدي التحرك ذهاباً وإياباً بين الوضعيات، من دون أن يلمس أي طرف الأرض بالكامل، إلى زيادة القدرة على التحرك بحيوية وعدم فقدان التوازن. مع مرور الوقت، تسهم هذه التمارين في تخفيض مخاطر السقوط أثناء المشي على أرض غير مستوية أو الالتفاف سريعاً.

قد يصعب عليك أن تمارس نشاطاً جديداً وسط انشغالاتك اليومية. لكن من خلال إضافة اليوغا إلى برنامجك الرياضي، قد تتمكن من تخفيف ضغطك النفسي وتحسين حركتك وتوازنك بطرقٍ تعجز عن تحقيقها عبر التمارين الرياضية الاعتيادية.

لطالما كنتُ مرناً نسبياً، لذا لم أشعر يوماً بالحاجة إلى إضافة اليوغا إلى برنامجي الرياضي. أنا معتاد على المشي وقد أرفع بعض الأثقال أحياناً لممارسة تمارين القوة. لكني كنت أتكلم منذ فترة مع صديقتي وقد أخبرتني أن مُعالِجها الفيزيائي أوصاها بجعل اليوغا جزءاً من برنامجها الرياضي المتطور. ما هي منافع اليوغا، وهل يجب أن أضيفها إلى برنامجي أم أتابع ما أفعله الآن؟