جاد حداد

الرياضة تكبح مخاطر الرجفان الأذيني والجلطات الدماغية

2 تشرين الأول 2021

02 : 00

طوال سنوات، تجادل الأطباء حول قدرة الرياضة على تخفيض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني. تكشف مجموعة من الأدلة أن الرياضة مفيدة فعلاً، لكن لم يبرز أي رابط واضح بين العاملَين حتى الآن. يقول الدكتور ستيفن لوبيتز، خبير في الفيزيولوجيا الكهربائية في مستشفى "ماساتشوستس" العام التابع لجامعة "هارفارد": "يشتق هذا الاستنتاج من معلومات نشرها المشاركون في الدراسات، ما يعني أنه ليس مثبتاً علمياً".

زاد الجدل حول هذا الموضوع بسبب التوجيهات المتعلقة بمستوى الرياضة الفاعلة. لا ترتبط التوصيات التي تدعو الناس إلى تخصيص 150 دقيقة أسبوعياً لممارسة نشاطات جسدية معتدلة أو مكثفة بأمراض محددة مثل الرجفان الأذيني، بل إنها تستند إلى أدلة قوية مفادها أن الرياضة المنتظمة تُخفّض خطر الإصابة بأمراض مختلفة أو الوفاة المبكرة. سيكون تراجع خطر الرجفان الأذيني إذاً جزءاً من منافع الرياضة المنتظمة.

ما هو الرجفان الأذيني؟

يترافق الرجفان الأذيني مع عدم انتظام ضربات القلب وتسارع إيقاعها. ترتجف حجرتا القلب العلويتان (الأذينان) بدل الانقباض بقوة، ما يمنعهما من ضخ الدم بفعالية. قد يؤدي هذا الوضع إلى تراكم الدم في الأذينَين وتشكيل الجلطات التي تتنقل وتصل أحياناً إلى الدماغ وتُسبب جلطة دماغية (انسداد تدفق الدم). كذلك، يدفع الرجفان الأذيني الحجرتَين السفليتَين (البطينان) إلى ضخ الدم بسرعة فائقة، ما يؤدي إلى تراجع فعالية الضخ ونشوء مشكلة قصور القلب، أي العجز عن ضخ ما يكفي من الدم لتلبية حاجات الجسم.

أدلة جديدة

أصبح الرابط بين الرياضة والوقاية من الرجفان الأذيني أكثر وضوحاً اليوم بفضل دراسة أجراها الدكتور لوبيتز وزملاؤه ونشرتها "مجلة القلب الأوروبية". حلل العلماء البيانات المرتبطة بنشاطات 94 ألف شخص استعملوا أجهزة تعقب الرشاقة طوال أسبوع بين العامين 2013 و2015، ثم راجعوا تشخيصات الرجفان الأذيني والجلطات الدماغية لدى المشاركين بين 2013 و2020.

لوحظ أن ممارسة نشاطات جسدية معتدلة أو مكثفة طوال 150 دقيقة أسبوعياً تُخفّض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 18% والجلطات الدماغية بنسبة 24%، مقارنةً بمن لا يمارسون القدر نفسه من النشاطات الجسدية. ارتكزت الدراسة على مراقبة المشاركين ولم تؤكد وجود أي علاقة سببية بين العاملَين. لكنه أول دليل يثبت أن ممارسة الرياضة طوال 150 دقيقة ترتبط بتراجع خطر الرجفان الأذيني.

آثار الرياضةهذا الرابط ليس مفاجئاً برأي لوبيتز، إذ تساعد الرياضة حجرات القلب على الانقباض والاسترخاء. في المقابل، تؤدي قلة الحركة إلى زيادة مخاطر الرجفان الأذيني. في الوقت نفسه، تسهم الرياضة في تخفيض مخاطر السكري وارتفاع ضغط الدم والبدانة، ويرتبط كل عامل منها بزيادة مخاطر الرجفان الأذيني والجلطات الدماغية. لكن يجب أن يتوخى الناس الحذر لأن الإفراط في ممارسة الرياضة (بما يساوي الساعات التي يخصصها الرياضيون المحترفون يومياً) قد يزيد خطر الرجفان الأذيني.

ما أهمية جهاز تعقب الرشاقة؟تُعتبر أجهزة تعقب الرشاقة أدوات فاعلة لقياس النشاطات الجسدية، لكنها غير مطلوبة لتخفيض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني والجلطات الدماغية.

يوضح لوبيتز: "هذه الأجهزة تمنحك فرصة التحقق من مستوى النشاطات التي تقوم بها. وإذا كنت تريد أن تحمي نفسك من الرجفان الأذيني وتطبّق التوجيهات المناسبة، قد تستفيد من هذه الأدوات. لكنّ استعمالها ليس إلزامياً، إذ يكفي أن تخرج وتتحرك طوال نصف ساعة، في مناسبات متكررة أسبوعياً".

حــــلــــول أخــــرى

بالإضافة إلى الرياضة المنتظمة والسيطرة على الوزن وضغط الدم وسكر الدم، تسمح الخطوات التالية بالاحتماء من الرجفان الأذيني والجلطات الدماغية:

- عالج انقطاع التنفس أثناء النوم: يرتبط هذا الاضطراب بارتفاع ضغط الدم والرجفان الأذيني والجلطات الدماغية.

- أقلع عن التدخين: يزيد التدخين خطر الإصابة بالرجفان الأذيني والجلطات الدماغية.

- إشرب الكحول باعتدال: يجب أن تكتفي المرأة بمشروب واحد يومياً ويكتفي الرجل بمشروبَين يومياً. في المقابل، يجب أن يتجنب الأشخاص الأكثر عرضة للرجفان الأذيني الإفراط في شرب الكحول لأن هذه العادة تؤثر على عدد كبير من عوامل الخطر المرتبطة بالرجفان الأذيني.

- إخضع للجراحة المناسبة: يستطيع الطبيب أن يُخفّض خطر تجدّد نوبات الرجفان الأذيني عبر عملية الاجتثاث بالقسطرة لإزالة نسيج القلب المسؤول عن اضطراب الإشارات الكهربائية التي تُسبب الرجفان الأذيني.

من خلال تطبيق هذه الخطوات، يمكن تخفيض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني لأن هذا النوع من عوامل الخطر قابل للتغيير ويسهل أن يستعمل الناس الأدوات المتاحة. تحمي هذه المقاربة من نوبات الرجفان الأذيني أو تسمح بتأخيرها أو تخفيف حدتها وعواقبها.


MISS 3