يوم إيراني طويل في لبنان وعبد اللهيان يستحضر أرواح مغنية وسليماني والمهندس

بعد دخول كارتيلات النفط... عين طهران على المرفأ والكهرباء

02 : 00

عند بري

بعد دخولها كارتيلات النفط في لبنان عبر "حزب الله"، والاستثمار فيه من خارج الأطر الشرعية والقانونية والتجارية والضرائبية، تجدّدت محاولات ايران للدخول على خط انتاج الكهرباء والاستثمار قي قطاع الطاقة، وكذلك لإعادة اعمار مرفأ بيروت، وأبدى وزير خارجيتها حسين امير عبد اللهيان عرضاً لبناء معملين لإنتاج الطاقة الكهربائية بقوة الف ميغاوات في فترة زمنية لا تتجاوز الـ 18 شهراً، الاول في بيروت والآخر في الجنوب، والمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الايرانية للمساهمة فوراً في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت.

عبد اللهيان الذي يواصل لقاءاته اليوم، استهل جولته امس بزيارة قصر بعبدا ناقلاً الى رئيس الجمهورية ميشال عون تحيات نظيره الإيراني، وجدد دعم بلاده للبنان، واستعدادها "لتقديم كل المؤازرة في المجالات التي يحتاجها"، وعرض لموقفها من التطورات الإقليمية والدولية وأجواء مفاوضاتها مع دول عربية وأجنبية والاقتراحات المتداولة لتحسينها وتطويرها، وكذلك ما يتعلق منها بالملف النووي.

وابلغ عون الوزير الايراني دعم لبنان لجهود بلاده "لتعزيز التقارب بينها وبين دول المنطقة، لا سيما العلاقات مع الدول العربية، من خلال الحوار القائم لهذه الغاية"، ونوه بتضامنها مع لبنان في مواجهة ازماته، وبالمساعدات التي قدّمتها بعد انفجار المرفأ.

في عين التينة

ومن عين التينة، تحدث عبد اللهيان عن تأكيد مشترك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري "على ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين" و"على أهمية الدور الذي تقوم به المقاومة اللبنانية الباسلة في التصدي للكيان الصهيوني"، وأكد استعداد ايران "الدائم والثابت" للوقوف الى جانب لبنان، وتحدث ايضاً عن تشاطر في وجهات النظر "على أن كافة الملفات الإقليمية ينبغي أن تحل على أيدي أهل المنطقة بأنفسهم" واعتبر "أن وجود القوى الغريبة في المنطقة هو العامل الاساسي الذي يعمل على زعزعة الأمن والإستقرار وإيجاد المشكلات في ربوع المنطقة".

في السراي

وفيما لم يصرّح عبد اللهيان من السراي الحكومي، اعتبر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لبنان "بأمسّ الحاجة اليوم وأكثر من اي وقت مضى الى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها". واكد "ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الامنية والعسكرية". ورحّب "باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والاجواء الايجابية التي سادت جولات الحوار بين ايران والمملكة العربية السعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق"، وقال "إن الخدمة الفضلى التي يمكن ان تقدم للمنطقة بشكل عام، وللبنان بشكل خاص في هذه المرحلة الحرجة هي ان تثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والايراني توافقاً كاملاً حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها ان يسهم في ارساء دعائم الامن والتقدم والاستقرار، وهذا ما سيلقي بظلاله الايجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين".

في الخارجية

ومن وزارة الخارجية، اعلن عبد اللهيان أن"الشركات الايرانية المتخصصة على اتم الاستعداد في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهراً لبناء معملين لانتاج الطاقة الكهربائية بقوة الف ميغاوات. الاول في بيروت والثاني في الجنوب، ولدينا الاستعداد الكامل لانجاز هذا المشروع الطموح من خلال الخبرات الفنية والتقنية والهندسية الموجودة لدى ايران وبالاستفادة من الاسثمارات الايرانية اللبنانية المشتركة".

واعتبر "ان من ابسط مفاهيم الحقوق الدولية، ان باستطاعة بلدين صديقين وشقيقين كإيران ولبنان أن يمضيا قدماً في توقيع اتفاقيات تفاهم ثنائي في هذا المجال، لكن بطبيعة الحال، شرط ان ينال ذلك موافقة من الجانب اللبناني". واكد الاستعداد الكامل "للمبادرة من خلال الخبرات الفنية والهندسية الايرانية للمساهمة فوراً في اعادة ترميم وبناء مرفأ بيروت الذي دمر من خلال الانفجار الهائل الذي استهدفه في حال طلب الجانب اللبناني هذا الأمر".

واذ اعتبر "أن لدى لبنان بشعبه وجيشه وحكومته وبمقاومته قدرة كبيرة على الوقوف بكل صمود وبطولة بوجه اطماع الكيان الصهيوني والاخطار التي يشكلها هذا الكيان"، استذكر "شهداء المقاومة الكبار الذين بذلوا دماءهم الزكية للذود عن هذا البلد الشقيق، لمواجهة الصهاينة من جهة والتكفيريين من جهة أخرى"، واستحضر "ارواح القادة الذين قادوا مسيرة المقاومة، الشهداء عماد مغنية والفريق قاسم سليماني وقائد الحشد الشعبي في العراق ابو مهدي المهندس ونعتبرهم انهم خطّوا من خلال دمائهم طريق المقاومة وصنعوا انتصاراتها من لبنان الى العراق وايران".

وتحدث عن "مسافة جيدة" قطعت حتى الآن، في ما يتعلق بملف المفاوضات الايرانية ـ السعودية. أما في ما يتعلق بـ"الملف النووي السلمي" لايران، فاعتبر "ان المفاوضات التي تحفظ الحقوق المشروعة والعادلة للشعب الايراني هي المفاوضات التي تطمح اليها الحكومة الايرانية، واذا كانت هناك نية جدية صادقة وحقيقية لدى الطرف المقابل في مجال العودة الى هذه الاتفاقية وتطبيق كل الالتزامات والتعهدات التي كانت قد أخذتها على عاتقها، في هذه الحالة فإن لدى الجمهورية الاسلامية الاستعداد للعودة الى مندرجات هذا الاتفاق، ولكن لا نعتمد الاشارات والمؤشرات الشفهية التي تصدر من الاميركيين في هذا المجال ولا نعتمد الوعود الواهية التي تصدر عن الدول الاوروبية في هذا المجال، بل ان معيارنا الاساسي المعتمد من قبلنا هو رفع العقوبات وعودة كل الاطراف الى الاتفاق النووي، واذا تم هذا الامر، فإيران كانت ولا تزال الدولة الأكثر التزاما بمندرجات هذا الاتفاق".


MISS 3