إنتخابات العراق: مقاطعة مدوّية والتغيير بعيد المنال

02 : 00

خلال فرز الأصوات في أحد مراكز الإقتراع في بغداد أمس (أ ف ب)

في إنتخابات نيابية مبكرة أتت تحت ضغط "ثورة تشرين"، أدلى العراقيون بأصواتهم أمس وسط صعوبات تقنية ومشاركة خجولة، خصوصاً في أوساط الشباب الذين فقدوا الأمل بالتغيير الجذري في بلاد نخرها الفساد حتّى العظم، فضلاً عن سطوة الفصائل المسلّحة التي تدور في فلك طهران على مفاصل الحكم، ما قتل آمال الثوّار بـ"عراق جديد".

وشهدت عملية الاقتراع الإلكترونية بعض المشكلات التقنية، مثل أعطال في بعض الأجهزة، أوضحت السلطات أنه تمّت معالجتها، وصعوبات بمسح بصمات بعض الناخبين وعمل بعض البطاقات الإنتخابية. وخلال مؤتمر صحافي تلا إغلاق مراكز التصويت عند السادسة مساءً بالتوقيت المحلّي، أكد رئيس المفوضية الإنتخابية العراقية العليا جليل عدنان أن النتائج سوف تصدر "سريعاً وقريباً خلال ساعات قليلة، خلال 24 ساعة".

وقبل 3 ساعات تقريباً من إغلاق الصناديق، لم تتخطَ نسبة المشاركة الـ30 في المئة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن عدنان. وبعد إغلاق صناديق الاقتراع في كلّ المحافظات العراقية، أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الذي كان قد أدلى بصوته أمام عدسات الكاميرا في مركز اقتراع في المنطقة الخضراء في بغداد، أن الحكومة أتمّت واجبها ووعدها بإجراء انتخابات نزيهة آمنة، مشدّداً على أنها وفّرت الإمكانات لإنجاحها.

كما شكر الكاظمي جميع الناخبين والمرشّحين والقوى السياسية والمراقبين والعاملين في مفوضية الإنتخابات والقوى الأمنية التي وفّرت الأمن، والأمم المتحدة، فيما كشف أن العراقيين سيسمعون اليوم خبراً أمنيّاً مهمّاً، مشيراً إلى أنه لا يُريد الإدلاء بالمعلومات الآن، لكنّه سيُعلن عن الخبر المهمّ الإثنين.

ويُشارك عشرات المراقبين الدوليين من الاتحاد الأوروبي بمراقبة العملية الإنتخابية. وقالت رئيسة بعثة المراقبة الأوروبّية فايولا فون كرامون خلال مؤتمر صحافي: "للأسف، في هذه المرحلة، لاحظنا نسبة مشاركة ضئيلة"، مضيفةً: "هذه إشارة سياسية واضحة، وليس لنا إلّا أن نأمل بأن تلتفت النخبة السياسية إلى ذلك".

وأضافت فايولا: "تمّ توظيف الكثير في هذه الإنتخابات وكان الجميع يأمل في أن تُشكّل منعطفاً في المسيرة الديموقراطية للعراق"، فيما كشفت السلطات أنه "تمّ القبض على 77 شخصاً لارتكابهم مخالفات تتعلّق بسير العملية الإنتخابية في محافظات عدّة"، في وقت خلت فيه شوارع بغداد من المارة واتخذت إجراءات أمنية مشدّدة، فنُشر عدد كبير من القوى الأمنية في العاصمة وعند مداخل مراكز الإقتراع.

وعلى الرغم من عدم حصول حوادث أمنية كبرى خلال اليوم الإنتخابي، أفاد مصدر أمني وكالة "فرانس برس" عن وفاة ضابط وإصابة عنصرَيْن من الشرطة بجروح إثر "قيام عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" بالتعرّض على مركز اقتراع الخرطوم"، الواقع في قرية السطيح، في منطقة وعرة في جنوب محافظة كركوك.

ومن المتوقّع أن تُحافظ التكتلات الحزبية التقليدية على موقعها داخل البرلمان الجديد، الذي يرى مراقبون أنّه سيكون مشرذماً إلى حدّ بعيد، ما سيُرغم الأحزاب على إقامة تحالفات هجينة في ما بينها. وقد تتطلّب المفاوضات اللازمة لاختيار رئيس للوزراء يقضي العرف بأن يكون شيعيّاً، وقتاً طويلاً.

ويُعدّ "التيار الصدري"، الذي يملك الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي، الأوفر حظّاً في الفوز مجدّداً بأكبر كتلة. ويطمح زعيمه مقتدى الصدر، الذي اعتبر في تغريدة أن "الإنتخابات ناجحة"، إلى تحقيق نتائج تُتيح له التفرّد باختيار رئيس للحكومة. وقال بُعيد انتهاء التصويت: "وعدناكم بانتخابات مبكرة وأوفينا... وها هي تمرّ علينا بنجاح"، شاكراً الكاظمي والمرجعية.

وبعد الإدلاء بصوته، قال قيس الخزعلي، زعيم "عصائب أهل الحق"، أحد فصائل "الحشد الشعبي" الذي يدور في فلك الجمهورية الإسلامية الإيرانية: "نعتقد أن العراق يحتاج شخصية ذات بُعد اقتصادي... وليس شخصية سياسية، باعتبار وضع المنطقة سائر في اتجاه الهدوء"، مشيراً إلى الإنسحاب الأميركي المقرّر من العراق والمفاوضات بين السعودية وإيران.

ودُعِيَ نحو 25 مليون شخص يحق لهم التصويت، إلى الإختيار من بين 3200 مرشّح، وفق قانون إنتخابي جديد ينصّ على التصويت الأحادي للمجلس المؤلّف من 329 مقعداً.


MISS 3