تقرير برلماني حول الوباء: الحكومة البريطانيّة ارتكبت أخطاء جسيمة

02 : 00

تعرّض جونسون لإنتقادات كثيرة خصوصاً مع بداية تفشّي الوباء (أ ف ب)

ما زالت تنعكس تداعيات الجائحة على الأنظمة والحكومات حول العالم، إذ قاد "الإغلاق المتأخر" و"الأخطاء الجسيمة" و"الإستسلام للقدر" أمام تفشّي الفيروس التاجي في بريطانيا إلى "أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة" في المملكة المتحدة، حيث كان من الممكن تفادي وفاة الآلاف، بحسب تقرير برلماني صدر بالأمس.

وبعد أشهر من جلسات الاستماع، أكد تقرير برلماني أعدّته لجنتان برلمانيتان أن "آلاف الوفيات كان يُمكن تفاديها" لو اتخذت حكومة المحافظ بوريس جونسون تدابير صحية بشكل أسرع، معتبراً أن "القرارات المتعلّقة بالإغلاق والتباعد الاجتماعي التي فُرضت في الأسابيع الأولى من الوباء، والنصائح التي أدّت إلى اتخاذها، هي أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة التي شهدتها بريطانيا على الإطلاق".

وذكر التقرير أنّه حتّى 23 آذار، سعى الوزراء "فقط إلى إبطاء سرعة تفشي الوباء" بين المواطنين بدل وقف انتشاره تماماً، على أمل تطوير "مناعة جماعية". وقال المحافظ جيريمي هانت، وزير الصحة السابق ورئيس إحدى اللجنتَيْن اللتَيْن أعدّتا التقرير، لـ"بي بي سي"، إنّ الحكومة أظهرت "استسلاماً للقدر" لدى بدء تفشي الفيروس القاتل في البلاد.

وأضاف هانت: "لو كنّا أكثر انفتاحاً على أساليب البلدان الأخرى، لكان بإمكاننا اعتماد الأسلوب الأفضل بسرعة أكبر"، مشيراً على سبيل المثال إلى برنامج الفحص وتعقب الإصابات الذي اعتُمد في دول آسيا.

كما انتقد البرلمانيون قرار عدم فحص المسنّين لدى خروجهم من المستشفى قبل عودتهم إلى دور الرعاية، ما ساهم في انتشار الوباء. وأكدوا أيضاً أن بعض التدابير (إغلاق الحانات عند الساعة 22:00 وحظر الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق للأطفال)، لم تكن مبنية على أساس علمي.

وإذ أشار التقرير إلى إخفاقات وتأخير، سلّط الضوء على نجاح حملة التطعيم التي بدأت في كانون الأوّل 2020. وقال غريغ كلارك وجيريمي هانت، رئيسا اللجنتَيْن اللتَيْن أعدّتا التقرير، في بيان مشترك، إنّ "استجابة المملكة المتحدة جمعت بين الأخطاء الجسيمة والنجاحات الكبيرة"، مثل حملة التطعيم، داعين إلى "استخلاص العبر"، بينما اعتبر مسؤول الشؤون الصحية في المعارضة العمالية جوناثان أشوورث أن استنتاجات هذا التقرير "دامغة" وتُظهر أن "أخطاء جسيمة" ارتُكبت.

من جهتها، أسفت جمعية عائلات ضحايا "كوفيد 19" لأنّ اللجان البرلمانية لم تتواصل معها، معتبرةً أنّه "تمّ تجاهلها". وأملت المتحدّثة باسمها هانا برادي في أن تكون العائلات الثكلى بسبب الوباء "في صميم" التحقيق العام المتعلّق باستجابة الحكومة للأزمة الوبائية، المقرّر إجراؤه في العام 2022.

من ناحيته، أوضح الوزير ستيف باركلي على قناة سكاي نيوز أن الحكومة "اتبعت النصائح العلمية" و"اتخذت قرارات بالتصرّف بسرعة"، مشيراً إلى حملة التطعيم التي جرت بشكل سريع جدّاً. وحول قرار فرض الإغلاق، أقرّ: "حينها، كنّا نخشى في حال فرضنا الإغلاق بشكل مبكر ألّا يوافق (المواطنون) على البقاء في الحجر لفترة طويلة"، وهو ما لم يحصل في نهاية المطاف. ورفض الوزير تقديم الإعتذار، لكنّه أكد أنه "إذا كانت هناك دروس يُمكن استخلاصها، فإنّ الحكومة مستعدّة لذلك". ورفعت المملكة المتحدة منذ الصيف الماضي كافة التدابير المرتبطة بالوباء تقريباً، مثل التباعد الاجتماعي ووضع الكمامة.

وسجّلت بريطانيا معدّل تطعيم مرتفع، إذ تلقى حتّى الآن أكثر من 78 في المئة مِمَّن تزيد أعمارهم عن 12 عاماً اللقاح ضدّ "كوفيد 19" كاملاً. لكنّها تُعدّ من أكثر الدول الأوروبّية تضرّراً من فيروس "كورونا" مع ما يقرب من 138 ألف حالة وفاة.