"أذرع إيران" في العراق تفقد صوابها

قاآني في بغداد... وتهديدات باللجوء إلى العنف!

02 : 00

أعضاء بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الإنتخابات العراقيّة بعد مؤتمرهم الصحافي في بغداد أمس (أ ف ب)

لم "تهضم" الأحزاب والتيّارات التي تدور في فلك طهران النتائج المخيّبة لآمالها في الإنتخابات النيابيّة العراقيّة، التي شكّلت صفعة مدوّية لها، فيما اعتادت "القوى الممانعة" في المنطقة من طهران إلى صنعاء الحصول على مبتغاها ولو بالقوّة وبمعارضة كلّ محصّلة لا تتوافق وحساباتها السياسيّة الضيّقة، في وقت كشف فيه ديبلوماسي غربي لوكالة "رويترز" أن قائد "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" إسماعيل قاآني موجود في بغداد لمتابعة إعلان نتائج الإنتخابات العراقية.

وفي هذا الصدد، أوضح الديبلوماسي الغربي أن قاآني يبحث عن طريقة لإبقاء حلفاء طهران في السلطة، وذلك بالاجتماع مع الميليشيات الموالية لإيران، فيما أكد مصدران إيرانيان لـ"رويترز" وجود قاآني في بغداد في الفترة الحالية، بينما هدّد قائد ميليشيا موالية لطهران بأنّ الجماعات المسلّحة مستعدّة "للجوء إلى العنف" إذا لزم الأمر لضمان عدم فقدان نفوذها، محذّراً من أن في خططهم النزول إلى الشوارع أو حرق المباني التابعة للتيار الصدري، الذي تصدّر نتائج الإنتخابات، بحسب "رويترز".

وجدّد تحالف "الفتح" بزعامة هادي العامري مساء أمس، اعتراضه على النتائج الأولية المُعلنة للإنتخابات ورفضه لها، لافتاً إلى أن "التحالف لديه أدلّة تُثبت أنه يمتلك أصواتاً تؤهّله للفوز". وأوضح المتحدّث باسم التحالف أحمد الأسدي أن "تحالف الفتح ليس لديه عقدة مع التيار الصدري أو غيره"، معتبراً أن "النتائج النهائية ستحسم المسار".

وفي وقت سابق، أعلن العامري في تصريح مقتضب رفضه للنتائج الأولية للإنتخابات، ووصفها بأنها "مفبركة"، معلناً السعي بـ"كلّ ما هو ممكن" إلى "إلغاء هذه النتائج"، وقال: "لا نقبل بهذه النتائج المفبركة مهما كان الثمن. سنُدافع عن أصوات مرشحينا وناخبينا بكلّ قوّة"، وهو أمر اعتبره مراقبون بمثابة تصعيد استثنائي بوجه التيار الصدري وقوى "ثورة تشرين"، التي حصل مرشّحوها على كافة المقاعد التي خسرها تحالف "الفتح".

وفي السياق ذاته، طالب المتحدّث العسكري باسم "كتائب حزب الله" أبو علي العسكري، القوى العسكرية والسياسية، بـ"الإستعداد لاتخاذ خطوات مباشرة على الأرض"، وقال: "على الإخوة في المقاومة الاستعداد لمرحلة حسّاسة"، معتبراً أن "الإخوة في "الحشد الشعبي" هم المستهدفون الأساسيون، وقد دُفع عربون ذبحهم إلى من يُريد مقاعد في مجلس النواب، وعليهم أن يحزموا أمرهم وأن يستعدّوا للدفاع عن كيانهم المقدّس".

ووفق النتائج الأولية، فقد حصل تحالف "الفتح" على 14 مقعداً فقط، بينما كان قد حلّ ثانياً في الإنتخابات السابقة العام 2018 برصيد 48 مقعداً. ولا يُشكّل تراجع شعبية القوى الموالية لإيران مفاجأة بالنسبة إلى مراقبين، خصوصاً بعد القمع الدموي لتظاهرات "ثورة تشرين" الصاخبة في العام 2019، مع اتهام ناشطين مجموعات مسلّحة تدور في فلك طهران بالوقوف وراء عمليّات تصفية ناشطين وخطفهم.

وردّاً على سؤال حول اتهامات الموالين لإيران بالتزوير، أشارت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة العملية الإنتخابية فايولا فون كرامون إلى أنه "يُمكن الطعن بالنتائج، لكن ما لاحظناه من الناحية التقنية هو أن (العملية) كانت هادئة ومنظمة". وأضافت: "من وجهة نظرنا، كانت العملية منظمة ومدارة بشكل جيّد، تقنيّاً كانت على ما يُرام، ولا سبب لإطلاق تهم بحصول تزوير".

كذلك، ورداً على سؤال حول الإتهامات بالتلاعب، أكد رئيس المفوضية العليا المستقلّة للإنتخابات في العراق جليل عدنان أن "إعلان النتائج كان وفق إجراءات قانونية وشفافة"، لافتاً إلى أن المفوضية ستُواصل النظر بالطعون وتُعلن نتيجتها النهائية بعد الإنتهاء منها.


MISS 3