محمد دهشة

دخول أنصار "جبهة 17 تشرين" على خط المنافسة

"جس نبض" إنتخابي بين صيدا وجزين... زيارات متبادلة تمهيداً لرسم صورة التحالفات

14 تشرين الأول 2021

02 : 00

أبو زيد عند سعد

لم تكد وزارة الداخلية والبلديات تحسم موعد اجراء الانتخابات النيابية المقبلة بدءاً من الأحد 27 آذار 2022، حتى بدأت القوى السياسية تعدّ العدّة لخوض غمارها، ودراسة احتمالات التحالفات وفق ما يتلاءم مع القانون السابق القائم على الدائرة والنسبية والصوت التفضيلي.

في خضم الاستعدادات، يتوقع ان تكون دائرة صيدا وجزين الانتخابية من بين أكثر المناطق الانتخابية تعقيداً وتجاذباً نظراً للتداخلات السياسية والعائلية، ويضاف اليها هذه الدورة، وللمرة الاولى، دخول انصار "جبهة 17 تشرين" على خط المنافسة بعد افتتاح مكتب انتخابي لهم في عروس الشلال وتعليق شعار "قبضة الثورة" على شرفته.

واذا كان من المبكر جداً الحديث عن شكل التحالفات بانتظار صولات وجولات من اللقاء والمشاورات لحين اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي، فان مصادر بارزة تقول لـ"نداء الوطن" ان "كل ما يجري اليوم هو جس نبض انتخابي ومن السابق لأوانه رسم صورة التحالفات، وان كانت طبيعتها توحي أنها تسير باتجاه تشكيل لوائح متعددة، حيث تلعب "أمل" و"المستقبل"، بعدما تعززت علاقتهما اخيراً إبان تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة العتيدة قبل الاعتذار وقيام الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيلها، وكذلك "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" و"التنظيم الشعبي الناصري" و"القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب"، و"الجماعة الاسلامية" والدكتور عبد الرحمن البزري و"تجمع 11 آذار" برئاسة رجل الاعمال مرعي ابو مرعي، وغيرهم من المستقلين، دوراً في نسج التحالفات.

وتشير المصادر الى تطورين لافتين في هذا الاستحقاق، الاول: دخول انصار "جبهة 17 تشرين" على خط المنافسة بعد افتتاح مكتب انتخابي لهم في جزين، في مبادرة لتأكيد "جهوزية الثورة للاشتراك في المعركة الانتخابية في هذه الدائرة ومواجهة مرشحي السلطة"، وفقاً للبيان المرفق مع "شعار قبضة الثورة" المنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي العائدة لـ"جبهة 17 تشرين".

والثاني: الخلاف الذي ظهر علناً بين "التيار الوطني الحر"، وتحديداً بين النائب زياد الاسود والنائب السابق أمل ابو زيد الذي ردّ على الاول من دون ان يسميه أكثر من مرة خلال اسبوع واحد، "الخصومة تجوز ولكن هناك أصول يجب احترامها، وأيّ تهجّم يحصل بأيّ موضوع خارج عن المنطق والحقّ لديّ حقّ الردّ، والحديث عن هذه المشاكل في ظلّ المعاناة التي يعيشها الناس لا يجوز"، متطرقاً الى عدم الترشح مع أسود في اللائحة نفسها، قائلاً إنّ "موضوع الانتخابات لم يُبحث بعد فعليّاً وبشكلٍ جدّي وكلّ شيء وارد وما يهمّني هو مصلحة منطقة جزين"، علماً انه كرر اكثر من مرة امام زواره انه أخذ عهداً على نفسه بأن لا يردّ عليه "احتراماً للمرجعية السياسية التي تجمعنا، ولكن الشائعات والإفتراءات لا يمكن السكوت عنها".

وفي الانتخابات النيابية الاخيرة العام 2018، تنافست 3 لوائح في دائرة صيدا – جزين الانتخابية، ولم يحالف الحظ ابو زيد، وقد خاض الانتخابات على لائحة "التيار البرتقالي" متحالفاً مع "الجماعة الاسلامية" ممثلة بالدكتور بسام حمود والدكتور عبد الرحمن البزري، وفاز الاسود مع النائب الدكتور سليم الخوري، بينما فازت النائبة بهية الحريري التي خاضت المعركة مع مستقلين، والنائب اسامة سعد تحالف مع النائب ابراهيم عازار مدعوماً من حركة "أمل" ورئيسها نبيه بري.

ويدور تساؤل طبيعي بعد مرور اربع سنوات على الانتخابات وما شاب العلاقة من مد وجزر بين صيدا وجزين، حول كيفية اجراء الانتخابات لجهة التحالفات السياسية في هذه الدائرة، وهل سيبقى التحالف الانتخابي السابق على قدمه وعفا الله عما مضى أم سيتبدل جذرياً؟ ورصدت "نداء الوطن" جس النبض الانتخابي من خلال جولة لابو زيد على النائبين الحريري وسعد والدكتور حمود، حيث جرى بحث مختلف القضايا المطروحة على الساحة الوطنية، وأوضاع وشؤون تهم منطقتي صيدا وجزين وسبل تعزيز التعاون في المرحلة المقبلة، مقابل زيارة قام بها وفد قيادي من تيار "المستقبل" برئاسة عضو المكتب السياسي الدكتور ناصر حمود ومنسق عام التيار في صيدا والجنوب مازن حشيشو، الى النائب إبراهيم عازار في دارته في جزين. وقال حمود ان "الزيارة طبيعية بحكم التواصل القائم بيننا كتيار سياسي ودائماً بتوجيهات من الرئيس سعد الحريري ورئيسة كتلة "المستقبل" النائبة بهية الحريري، حيث كانت جولة افق حول واقع البلد بكل ما يواجهه من أزمات كبرى وغير مسبوقة في تاريخ لبنان، وتبادل الآراء والرؤى حول كيفية الخروج من هذا النفق المظلم واستشراف المرحلة المقبلة بكل تحدياتها واستحقاقاتها، وسبل تعزيز وتطوير التعاون بيننا لما فيه مصلحة صيدا وجزين وما تشكله هذه المنطقة بكل تنوعها من نموذج متقدم في الحياة المشتركة بين أبناء الوطن الوحد".

وبينهما، شارك النائب عازار في حفل افتتاح قلعة صيدا البرية برعاية وزير الثقافة محمد وسام مرتضى والسفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري بعد إعادة ترميمها بتمويل إيطالي بقيمة 650 ألف يورو، بمشاركة النائبين الحريري وسعد والدكتور حمود ومسؤول "حزب الله" في منطقة صيدا زيد ضاهر.


MISS 3