وزير الخارجية الإماراتي: لا نريد "حزب الله" آخر في اليمن

واشنطن لطهران: "خيارات أخرى" إذا فشلت الديبلوماسيّة

02 : 00

الملف النووي الإيراني على "نار دوليّة" ساخنة (أ ف ب)

في الوقت الذي "تُراوغ" فيه الجمهوريّة الإسلامية الإيرانية "نوويّاً" مع القوى الغربية عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، حذّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع ثلاثي مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان ووزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في واشنطن أمس، من أن الولايات المتحدة ستلجأ إلى "خيارات أخرى" إذا فشل المسار الديبلوماسي على صعيد البرنامج النووي الإيراني، فيما أكد نظيره الإسرائيلي أن بلاده تحتفظ بحق استخدام القوّة ضدّ طهران.

وقال لابيد إنّ بلينكن "وأنا أبناء ناجين من الهولوكوست. نُدرك أن هناك أوقاتاً يتعيّن فيها على الأمم أن تستخدم القوّة لحماية العالم من الشر"، مضيفاً: "تحتفظ إسرائيل بحق التحرّك في أي وقت وبأي طريقة".

وفي رده على تلويح لابيد باستخدام القوّة ضدّ الجمهورية الإسلامية، قال بلينكن باقتضاب: "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تُغيّر إيران مسارها". وإذ أمل بلينكن في نجاح المحادثات مع إيران، حذّر من أن الهامش المتاح "آخذ بالإنحسار".

ومن جهة أخرى، كشف بلينكن أن الولايات المتحدة تُريد توسيع دائرة الدول التي توقع إتفاقات سلام مع إسرائيل، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي جو "بايدن أكد على "حلّ الدولتَيْن" لإنهاء الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي"، فيما شدّد في الشأن السوري على أن واشنطن لا تعتزم دعم أي جهود للتطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد أو رفع عقوبة واحدة عن سوريا، حتّى يتمّ إحراز تقدّم لا رجوع فيه نحو حلّ سياسي، مشيراً إلى أن أولويات واشنطن في سوريا تُركّز على تقديم المساعدات الإنسانية ووقف أي نشاط متطرّف قد يستهدف الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وقف العنف.

من ناحيته، أوضح وزير الخارجية الإماراتي أن بلاده لا تُريد ظهور "حزب الله" آخر في اليمن، معلناً عن رضى الإمارات عن "علاقتنا المتنامية مع إسرائيل". وكشف آل نهيان أيضاً أنه سيزور إسرائيل قريباً، مشدّداً على أنه "لا يُمكن الحديث عن سلام في المنطقة في غياب حوار بين إسرائيل والفلسطينيين". كما رأى أن إتفاقات السلام مهمّة للإستقرار في المنطقة.

وفي وقت سابق، رأى المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني روبرت مالي خلال ندوة لمعهد "كارنيغي" حول الملف النووي الإيراني أن هناك احتمالاً جيّداً بأن تختار إيران طريقاً مختلفاً عن الإتفاق النووي، ما يستلزم التنسيق مع إسرائيل والشركاء الإقليميين الآخرين، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لديها بعض الاختلافات مع إسرائيل في شأن هذا الملف، ولديها أيضاً هدف مشترك هو منع إيران من الحصول على سلاح نووي. وكشف أنه سيقوم بزيارات إلى السعودية والإمارات وقطر.

كذلك، طالبت الخارجية الفرنسية إيران بضرورة الوقف الفوري لأنشطتها النووية غير المسبوقة في خطورتها، معتبرةً أن إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بأقوالها وأفعالها تخلق شكوكاً حول نيّتها العودة إلى الإتفاق النووي. ورأت أن زيارة المنسّق الأوروبي لخطّة العمل الشاملة المشتركة إنريكي مورا إلى طهران اليوم، تأتي في ظلّ أزمة ولحظة حرجة لمستقبل الإتفاق النووي.

تزامناً، وبعدما بدأت قوة الدفاع الجوي والقوة الجوية التابعتان للجيش الإيراني، والقوة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، الثلثاء، مناورات "المدافعون عن سماء الولاية" السنوية في المنطقة الوسطى من البلاد، أوضح قائد المقر المشترك للدفاع الجوي الإيراني العميد قادر رحيم زاده أن "الدفاع الجوي بتشكيله طبقات آمنة للدفاع الجوي، على استعداد كامل للحفاظ على المؤسّسات الحساسة والحيوية في البلاد"، في حين أكد قائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاج زاده أن أنظمة الدفاع الجوي باتت "منتشرة على كامل مساحة البلاد".

وحول العلاقات السعودية - الإيرانية، كشفت وكالة "بلومبيرغ" أن إيران طلبت من السعودية إعادة فتح القنصليّتَيْن السعودية والإيرانية في مشهد وجدة كدليل على حسن نية، واستئناف العلاقات الديبلوماسية كمقدّمة لإنهاء الحرب في اليمن. أمّا في ما يتعلّق بالتوتّر الإيراني - الأذربيجاني، فقد أكدت طهران وباكو خلال اتصال هاتفي بين وزيرَيْ الخارجية، أولوية الحوار بين البلدَيْن الجارَيْن لحلّ الخلافات التي أُثيرت بينهما في الآونة الأخيرة على خلفية مسائل عدّة، أبرزها قلق طهران من وجود إسرائيلي قرب حدودها.


MISS 3