محمد دهشة

بعد ترميمها بتمويل إيطالي القلعة البرّية بحلّة جديدة في صيدا

14 تشرين الأول 2021

02 : 00

من حفل افتتاح قلعة صيدا البرّية

اكتست قلعة صيدا البرية حلة جديدة بعد اعادة ترميمها بدعم ايطالي، ودعم اساساتها والأبراج واقامة السور الخارجي ومدخل لائق وساحة لاستقبال نشاطات ثقافية، لتكون جزءاً من المسار السياحي لمدينة صيدا في اطار مشروع الإرث الثقافي والتنمية المدينية الذي استهدف مدن التراث في لبنان بصيدا وصور وجبيل وطرابلس وبعلبك.

افتتح وزير الثقافة محمد وسام مرتضى والسفيرة الإيطالية في لبنان نيكوليتا بومباردييري القلعة البرية بعد إعادة ترميمها بتمويل من الحكومة الإيطالية عبر وكالة التعاون الإنمائي (ACIS) الإيطالية بقيمة 650 ألف يورو بالتعاون مع مجلس الانماء والاعمار وتحت اشراف وزارة الثقافة- المديرية العامة للآثار، بمشاركة النواب بهية الحريري، أسامة سعد وإبراهيم عازار، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود ومسؤول "حزب الله" في منطقة صيدا زيد ضاهر. على الاثر، اعتبر رئيس البلدية محمد السعودي انه "لو قدر لحجارة قلعة صيدا ان تتكلم لتحدثت عن صلابة اهل المدينة بوجه غزاة قهرتهم عند اسوارها وكان آخرهم العدو الإسرائيلي الذي استهدفها طيرانه بصاروخ في اجتياح العام 82 . ولعلها كانت لتتحدث عن أيام الخير التي عاشتها المدينة وعن سنوات من الإهمال الذي عانت منه على المستوى الرسمي... وان مناسبة اليوم ما كانت لتتحقق لولا هبة إيطالية كريمة بقيمة 849 ألف دولار... واننا نتطلع الى مزيد من الاهتمام الرسمي بالمدينة والإضاءة على قيمتها التاريخية خصوصاً وانّ صيدا على أبواب الانتهاء من مشاريع سياحية حيوية ولا سيما المتحف التاريخي".

وأكد مدير عام الآثار سركيس خوري انّ "هذا المشروع ما كان ليتم لولا جهود جبارة بذلها جنود مجهولون في فريق عمل المديرية العامة للآثار ومجلس الانماء والاعمار والوكالة الإيطالية والمتعهد ولولا الرعاية والمواكبة والدعم الدائم من قبل رئيس البلدية السعودي".

بدوره، نوه رئيس مجلس الانماء والاعمار سمير الجسر "بالتعاون الإيطالي الذي ترك بصمة خاصة في هذا المشروع، من ناحية نقل الخبرات الفنية عبر المهندسين والمعماريين الايطاليين والمساهمة في مجال الإرث الثقافي سواء عبر الهبات او القروض الميسرة في مختلف القطاعات التنموية وابرزها المياه والصرف الصحي وفي القطاعات الاجتماعية والاقتصادية".

من جهتها، شدّدت السفيرة الإيطالية بومباردييري على أن "لبنان بلد له تاريخ عظيم وهو مدعو اليوم لمواجهة تحديات وصعوبات كبيرة. ويمكن أن يشكل غنى تراثه الثقافي أحد الأسلحة للتغلب على هذه التحديات". وأضافت: "يتعلق الأمر بقطاع كغيره من القطاعات التي تشهد على التزام إيطاليا الدائم إلى جانب بلد الأرز لبناء مستقبل من التنمية والنمو المستدام".

وقال الوزير مرتضى إنّ: "هدفنا تنشيط الحركة الثقافية والسياحية في هذا المكان والحفاظ على التراث التاريخي كنزاً للأجيال المقبلة فلا تحيا أمةٌ تتنكَّرُ لماضيها، ولا مستقبلَ لأبنائها ما لم يفهموا تاريخَهم المضيءَ والمظلمَ على السواء ويتَّعظوا به لأجل البنيان الحسن؛ ولن يكونَ ذلك لهم إلا بالتعمقِ في الوعيِ المعرفي. هذا ما نسعى إليه في وزارة الثقافة، مؤمنين بمواهبِ كلِّ لبنانيٍّ خلاقٍ مقيمٍ أو مغترب، لكي نُبْرِزَ للعالم بأسرِه وجهَ لبنانَ الحضاريَّ النيّر الذي سينهض من كبوتِه مهما كانت الصعاب".

بعد ذلك شارك مرتضى والسفيرة الايطالية الحضور بإزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لافتتاح القلعة، ومن ثم تفقدا برفقتهم حفرية الفرير الأثرية ومبنى متحف صيدا التاريخي الذي لا يزال قيد الانجاز بجانب الموقع، وتوجهوا بعدها الى خان القشلة في محلة البوابة التحتا في سوق صيدا القديم لتفقد أعمال ترميمه علماً ان هذا المشروع ايضاً مموّل من قبل الحكومة الإيطالية في إطار برنامج التراث الثقافي والتنمية الحضرية بقيمة مليوني يورو.