مقتل مقاتلين موالين لطهران في ضربة على سوريا

إيران تُحذّر إسرائيل من أي "مغامرة"

02 : 00

باقري خلال استقباله مورا في طهران أمس (أ ف ب)

بعد تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد من واشنطن الأربعاء أن بلاده تحتفظ "بحق التحرّك في أي وقت وبأي طريقة" ضدّ البرنامج النووي الإيراني، حذّرت طهران عبر مندوبها إلى الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، إسرائيل، من "أي خطأ في الحسابات ومغامرة محتملة ضدّ إيران ومن ضمن ذلك برنامجها النووي السلمي"، وذلك في رسالة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا".

وقال المندوب الإيراني: "خلال الأشهر الأخيرة، ازداد عدد وشدّة تهديدات الكيان الإسرائيلي الاستفزازية والمغامرة باستمرار، إذ بلغ مستوى تحذيريّاً"، مشدّداً على ضرورة "التصدّي لهذا الكيان لوقف كلّ تهديداته وسلوكياته المخزية"، في وقت اتفقت فيه إيران والاتحاد الأوروبي على استكمال البحث في بروكسل في الأسبوعَيْن المقبلَيْن، في شأن المفاوضات الهادفة الى إحياء الإتفاق النووي، وسط تشدّد في اللهجة الأميركية وتلويح بـ"خيارات أخرى" في حال عدم عودة الجمهورية الإسلامية سريعاً إلى طاولة المباحثات في فيينا.

والتقى الديبلوماسي انريكي مورا، منسّق الاتحاد الأوروبي لمباحثات فيينا، مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري، المتوقع أن يُشرف على فريق التفاوض لدى استئناف المباحثات في العاصمة النمسوية، في طهران أمس. وشكّلت الزيارة محور اتصال بين وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره الروسي سيرغي لافروف مساء الخميس، وفق ما أعلنت الخارجية الإيرانية.

ونقلت عن أمير عبد اللهيان قوله إنّ المباحثات مع مورا كانت "إيجابية"، وأن الطرفَيْن يرغبان بمواصلتها لـ"التوصّل إلى حلول براغماتية للمشكلات الراهنة" المتعلّقة بـ"محادثات فيينا". وأشار أيضاً إلى أن اجتماع بروكسل سيُعقد "خلال الأسبوعَيْن المقبلَيْن".

وأشارت الخارجية الإيرانية في بيان إلى أن مورا نقل "استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع إيران والأطراف الأخرى لمواصلة المباحثات للوصول إلى نتيجة يقبل بها جميع الأطراف". كما أكدت أن طهران تُريد "تحقيق نتائج ملموسة. يجب التوصّل إلى إتفاق ملموس، لكن، ثمّة شكوك جدّية في شأن إرادة الأميركيين باحترام التزاماتهم".

وكان مورا قد أكد ليل الأربعاء أنه سيُشدّد في طهران على "الضرورة الملحّة لاستئناف المفاوضات"، معتبراً أن زيارته تأتي في "توقيت دقيق". ومورا هو مساعد وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الذي يزور واشنطن حاليّاً، حيث إلتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس.

وعلى جبهة أخرى، قُتِلَ 9 مقاتلين موالين لطهران في قصف إسرائيلي استهدف منطقة تدمر في محافظة حمص في وسط البلاد ليل الأربعاء - الخميس، وفق ما أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أمس، بينما كانت حصيلة أولية للمرصد قد أحصت مقتل جندي سوري و3 مقاتلين موالين لإيران.

وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: "إرتفع عدد القتلى في القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط مطار التيفور العسكري قرب مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي إلى 9 مقاتلين موالين لإيران، بينهم 4 سوريين"، من دون أن يتمكن من تحديد جنسية القتلى الآخرين.

وكان مصدر عسكري سوري قد أوضح ليل الأربعاء - الخميس أن "العدو الإسرائيلي نفّذ عدواناً جوّياً من اتجاه منطقة التنف في اتجاه منطقة تدمر، مستهدفاً برج اتصالات وبعض النقاط المحيطة به"، ما أودى بحياة جندي وإصابة 3 آخرين، بينما لفت المرصد السوري إلى أنّ "الضربات الإسرائيلية طالت مواقع لمقاتلين إيرانيين، بينها برج الاتصالات التابع لهم قرب مطار التيفور العسكري جنوب شرق مدينة تدمر".

وفي الثامن من الشهر الحالي، قُتِلَ عنصران غير سوريين من المقاتلين الموالين لإيران، وفق المرصد السوري، في قصف إسرائيلي استهدف أيضاً مطار التيفور ومحيطه، في حين تحدّث الإعلام الرسمي عن إصابة 6 جنود سوريين. وخلال الأعوام الماضية، شنّت إسرائيل عشرات الغارات في سوريا، مستهدفةً مواقع للجيش السوري وأهدافاً إيرانية وأخرى لـ"حزب الله". ونادراً ما تؤكّد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكنها تُكرّر أنّها ستُواصل تصدّيها لما تصفه بـ"محاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا ونقل صواريخ دقيقة إلى حزب الله".


MISS 3