ألمانيا ترسم ملامح مرحلة ما بعد ميركل

02 : 00

من اليمين: ليندنر وشولتز وبيربوك (أ ف ب)

إرتسمت ملامح مرحلة خلافة المستشارة أنغيلا ميركل في ألمانيا، مع إعلان الاشتراكيين الديموقراطيين الذين تصدّروا نتائج الإنتخابات والخضر والليبراليين أمس، عن إتفاق مبدئي لتشكيل حكومة ثلاثية يُرتقب أن يترأسها وزير المال الحالي أولاف شولتز.

وبدأت الأحزاب الثلاثة رسم السياسة التي تعتزم انتهاجها، فهي لا تنوي رفع الضرائب، بينما تُريد احترام قواعد المديونية وتسريع تخلّي ألمانيا عن الكربون. وبحسب الوثيقة (12 صفحة) التي قُدّمت الجمعة، فإنّ الأحزاب الثلاثة التي لديها برامج مختلفة جدّاً، ستُعمّق محادثاتها وستفتح مفاوضات رسمية تتطرّق نقطة بعد نقطة إلى كلّ تفاصيل التحالف المستقبلي.

وقرار إضفاء طابع رسمي على المفاوضات مُعلّق على مشاورات كوادر الأحزاب المعنية، مع عقد مؤتمر مصغر للخضر في نهاية الأسبوع، لكن النتيجة لا تخضع لأي شك. إذا أدّت هذه المشاورات إلى نتيجة، فإنّ تحالفاً بين هذه الأحزاب الثلاثة سيقود ألمانيا.

وأصبح بإمكان زعيم الاشتراكيين الديموقراطيين أولاف شولتز، الوسطي الذي يتولّى حالياً وزارة المال، أن يبدأ بالتحضير لخلافة ميركل في المستشارية. وقال شولتز: "إتفقنا على نصّ. هذه نتيجة جيّدة جدّاً وتظهر بوضوح بأنّه يُمكن تشكيل حكومة في ألمانيا تهدف إلى ضمان تحقيق تقدّم".

وقالت أنالينا بيربوك، التي تُشارك في رئاسة حزب الخضر وتُعتبر الأوفر حظاً لتولّي حقيبة الخارجية: "نجحنا في إجراء مناقشات مكثفة... من أجل طرح اقتراح على الطاولة لتحالف الإصلاح والتقدّم، حتّى نتمكّن حقّاً من الاستفادة من العقد المقبل ليكون عقد التجديد".

من جهته، أوضح رئيس الحزب الليبرالي كريستيان ليندنر، الذي يُرجّح أن يكون وزير المال الجديد في الحكومة المقبلة، أنه "بعد هذه المحادثات، اقتنعنا بأنّه لم تكن هناك فرصة مماثلة لفترة طويلة لتحديث المجتمع والاقتصاد والدولة".

وفي الأثناء، أعلنت ميركل في بروكسل إثر لقائها رئيس الوزراء البلجيكي الكسندر دي كرو أن الحكومة المقبلة في ألمانيا ستكون "موالية لأوروبا"، الأمر الذي يُشكّل "رسالة مهمّة" للدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.


MISS 3