أوروبا تُحذّر من نفاد الوقت لإنقاذ الإتفاق النووي

السعوديّة: لا تقدّم ملموساً في المحادثات مع إيران

02 : 00

بلينكن مستمعاً إلى بن فرحان في واشنطن الخميس (أ ف ب)

بعدما أجرت المملكة العربية السعودية 4 جولات من المحادثات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ نيسان، بما في ذلك أوّل اجتماع الشهر الماضي مع حكومة الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي، أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان خلال مؤتمر صحافي عقده في واشنطن أمس أن المحادثات بين الرياض وطهران كانت ودية، إلّا أنها لم تُحقق تقدّماً ملموساً، محذّراً من أن طهران تُسرّع من أنشطتها النووية وتُدخل المنطقة في مرحلة بالغة الخطورة.

وفي وقت سابق، وصف وزير الخارجية السعودي المحادثات الجارية مع الجانب الإيراني بالاستكشافية والجادة والودية، مؤكداً خلال مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" أن الرياض حريصة على تحقيق الإستقرار في المنطقة، في وقت أجرى فيه بن فرحان مباحثات مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن تناولت البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الدولية المبذولة في هذا الشأن.

وفي هذا الإطار، أشار المسؤول السعودي إلى أن المباحثات، التي وصفها بالمثمرة، مع بلينكن الخميس، تناولت أيضاً العديد من الملفات، منها تعزيز أوجه التعاون الإستراتيجي والعمل على تكثيف التنسيق المشترك في العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهمّ الرياض وواشنطن، كانتهاكات المتمرّدين الحوثيين المدعومين من طهران.

كما تطرّق الوزيران إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز الأمن والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وجهود إرساء دعائم السلام التي يبذلها البلدان في المنطقة والعالم. وبحث الجانبان أيضاً الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرّف.

وفي الغضون، أعرب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي عن أمله بالعودة المتبادلة إلى تطبيق الإتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أنه يتطلّع إلى مناقشة هذا الموضوع خلال جولته في منطقة الخليج التي بدأت أمس، وتشمل كلاً من الإمارات وقطر والسعودية.

أوروبّياً، أبدى وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل استعداده لاستقبال مسؤولين إيرانيين في بروكسل، لكنه دعا إيران في الوقت عينه إلى عدم إضاعة مزيد من الوقت والعودة إلى طاولة المفاوضات حول برنامجها النووي.

وقال بوريل لصحافيين في واشنطن: "أعلم أن الإيرانيين يُريدون بشكل ما محادثات مسبقة معي بوصفي منسّقاً، ومع بعض الأعضاء الآخرين في مجلس" إتفاق 2015 حول النووي الإيراني، مضيفاً: "أنا مستعدّ لذلك، لكن الوقت ينفد لإنقاذ الإتفاق".

وتابع: "لا يُمكنني أن أُعطي تاريخاً محدّداً. أنا مستعدّ لاستقبالهم إذا كان ذلك ضروريّاً"، لكنّه أردف: "لا أقول إنّ الأمر ضروري جدّاً، ولكن على أن أُثبت نوعاً من الصبر الإستراتيجي في هذا الصدد، لأنّه لا يُمكن أن نسمح لأنفسنا بالفشل".

من جهتها، دعت فرنسا إيران إلى الإسراع في وضع حدّ لكافة انتهاكاتها "ذات الخطورة غير المسبوقة" للإتفاق النووي. واعتبرت المتحدّثة باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجوندر خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت أن "هناك حاجة ملحة لأن تستأنف إيران بسرعة التعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، محذّرةً من أن "الوقت ضدّ إتفاق محتمل، لأنّ إيران تستخدمه لتصعيد انتهاكاتها النووية، ما يُلقي ظلال شكّ متزايدة على العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة". وتابعت لوجوندر: "على إيران أن تُثبت من خلال الأفعال أن لديها الإرادة نفسها للعودة إلى طاولة المفاوضات في فيينا، وإبرام إتفاق في شأن معاودة الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة في أقرب وقت ممكن"، بينما انتقدت إيران بشدّة موقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي اتهمتها بـ"الإزدواجية" في تعاملها معها من جهة وإسرائيل من جهة ثانية.


MISS 3