بوتين يُحذّر: "داعش" يحتشد في شمال البلاد

"حمّام دم" جديد في أفغانستان

02 : 00

آثار الدماء شاهدة على وحشيّة الهجوم داخل المسجد (أ ف ب)

بعد أسبوع تماماً من هجوم انتحاري استهدف مصلّين شيعة داخل مسجد في مدينة قندوز (شمال) وتبنّاه تنظيم "الدولة الإسلامية - ولاية خراسان"، هاجم انتحاريّون مسجداً شيعيّاً في قندهار، معقل حركة "طالبان"، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن "حمام دم" حصيلته 41 قتيلاً وعشرات الجرحى، ما دفع مراقبين إلى التساؤل: "إن لم تكن "طالبان" قادرة على حماية قندهار من اعتداء دموي، فكيف يُمكنها حماية باقي مناطق البلاد؟".

وإذ قال قائد شرطة قندهار مولوي محمود: "عدد كبير من أبناء وطننا لقوا مصرعهم اليوم (أمس)، في يوم الجمعة المبارك، نتيجة هجوم وحشي على مسجد شيعي"، أضاف في بيان بالفيديو أن مسلّحين من الطائفة الشيعية هم من أشرفوا على أمن المسجد، لكن من الآن فصاعداً ستتولّى "طالبان" مسؤولية حمايته.

وشوهدت أكثر من 15 سيارة إسعاف في مكان الحادث، وقد فرض أفراد أمن "طالبان" طوقاً حول المنطقة. وأفاد شهود عيان عن سماعهم أصوات إطلاق نار إضافة إلى الإنفجارات، فيما ذكر حارس يتولّى مهمّة حماية المسجد أن 3 من رفاقه قُتِلوا بالرصاص بينما كان الإنتحاريّون يُحاولون الدخول.

وبحسب شهود العيان، فتح مهاجمان النار على الحرّاس وردّ الحرّاس بإطلاق النار عليهما، ونفّذ أحدهما تفجيراً انتحاريّاً داخل المسجد، بينما فجّر مهاجمان آخران نفسيهما وسط حشود خارج المبنى الرئيسي لمسجد "فاطمية".

وكتب الناطق باسم وزارة الداخلية التابعة لـ"طالبان" قاري سيد خوستي على "تويتر": "نشعر بالحزن لعلمنا بأنّ انفجاراً دوّى في مسجد للإخوان الشيعة في المنطقة الأولى بمدينة قندهار، والذي استشهد وأُصيب فيه عدد من أبناء وطننا".

كذلك، جاء في تغريدة لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان: "تُدين الأمم المتحدة العمل الوحشي الأخير الذي استهدف مؤسّسة دينية ومصلّين. يجب محاسبة المسؤولين".

وفي الأثناء، أعلن موفد الكرملين الخاص بالملف الأفغاني زامير كابولوف أن موسكو ستستضيف في 19 تشرين الأوّل محادثات في شأن أفغانستان. وأوضح المسؤول الروسي أن "الإجتماع سيضمّ الترويكا الموسّعة التي تُشارك فيها روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان، وسنُحاول التوصّل إلى موقف مشترك في شأن الوضع المتقلّب في أفغانستان"، مشيراً إلى أن موسكو لا تتوقع أي "اختراقات" لكن "سنفصح علناً عن الشكاوى التي لدينا إلى الوفد الأفغاني".

وفي سياق متّصل، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا داعي للتسرّع في الاعتراف الرسمي بحركة "طالبان"، لافتاً إلى أنه سيكون من الصعب على الحركة التخلّي عن مصدر دخل مثل تهريب المخدّرات.

كما حذّر من أن مئات المقاتلين الموالين لـ"داعش" يحتشدون في شمال أفغانستان، وقال بوتين خلال اجتماع عُقِدَ عبر الفيديو مع قادة دول أخرى كانت منضوية في الاتحاد السوفياتي: "بحسب معلوماتنا الإستخباراتية، يبلغ عدد عناصر (تنظيم الدولة الإسلامية) وحدهم في شمال أفغانستان حوالى 2000 شخص".

وإذ أشار بوتين إلى أنهم كانوا يُخطّطون للتنقل بين دول وسط آسيا مدّعين أنهم لاجئون، لفت إلى أن قادة تنظيم "الدولة الإسلامية" في أفغانستان يسعون إلى توسيع نطاق نفوذ المجموعة المتطرّفة في أنحاء دول سوفياتية سابقة في وسط آسيا، وهي منطقة تعتبرها موسكو باحة خلفية لها، لإثارة نعرات دينية وعرقية.


MISS 3